1 ربيع أولI, 1446

*أحرص ألا يسبقك أحد*

يقول لي أحد أصدقائي عندما كنت شاباً يافعاً متفوقاً في مرحلة الثانوية كان هناك أستاذاً للرياضيات يحبني حباً جما، وقد وقف كثيراً في مساعدتي ومساعدة والدي عندما علم في حينها أن والدي بلا عمل ودخلٍ ثابت ..

ثم يكمل حديثة قائلاً يوماً سألت مدرسي!! كيف باستطاعتي رد الجميل لك، فقال الأستاذ: لترتاح وتعيش سعيداً ورد الدين أفعل مثلي واقضي حوائج الناس ليقضي الله حوائجك، واصنع المعروف ولا تنتظر جزاءه إلا من ربك واحرص ألا يسبقك أحد إلى بذل الخير ونفع الناس، فإن ذلك من أعظم القربات عند الله ..

أنقل لكم قصة بائع الموز، يقول شاب: أثناء عودتي من عملي متأخراً كعادتي؛ شاهدت بائع الموز يقف بالبرد ينتظر آخر زبون؛ لشراء آخر ما عنده من الموز، فذهبت لأشتري رحمةً به رغم أن بيتي فيه كمية من الموز، وبينما أنا أتوجه نحوه إذا بشاب يظهر على جانب الطريق المقابل؛ ويتوجه للشراء أيضاً؛ فأعطيته الفرصة وتنحيت جانباً ..

ثم أخبرته أنني نويت الشراء فقط لأرحم الرجل من الوقوف بالبرد، فإذا بالشاب يخبرنى أنه جاء لنفس السبب وأنه لديه من الموز ما يكفيه، فتعجبت وقلت في نفسي: سبحان الله!!! أرسل الله للرجل إثنين في نفس الوقت والهم واحد أن يشتريا من هذا الرجل! ترى ما طبيعة هذا الرجل الذي سخر الله له رحمة الناس وتعاطفهم؟!

وجاء الرد على تساؤله واستغرابه عندما شاهد عامل النظافة يكنس بجوار عربة بائع الموز، فإذا بالبائع يضع بعض الموز في كيس ويناوله لعامل النظافة! هنا أدركت حقيقة هامة؛ وهي أن الله يسخر للمحسنين؛ من يحسنوا إليهم ويجند لهم جنداً من عنده دون علمهم ..

*ترويقة:*
أيها المحسن.. السعادة الحقيقية: هي التي تزرعها في قلوب الآخرين بالتفريج عن مكروبهم أو إعانة محتاجهم أو مساعدة فقيرهم أو تسدد دين معسرهم أو كفالة يتيمهم أو إبتسامة في وجه محزونهم أو كلمة حانية لمهمومهم ..

*ومضة:*
لا تستصغر أي عمل خير مهما كان صغيراً، وحتماً كل عمل خير عائدٌ إليك يوماً ما، وأحرص ألا يسبقك أحد على فعل الخير!!

*رابط:*

✒️ صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*