19 رجب, 1446

أدب الأطفال بين الوقع والمأمول

د. صالح بن معيوض الثبيتي

أدب الأطفال فن جميل من الفنون الأدبية الرفيع يستطيع أن يؤدي بالطفل إلى رقي التعبير السليم ، والكلمة الهادفة المثمرة، وهناك مصادر رئيسية لأدب الطفل ألا وهي . القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتاريخ الخلفاء الراشدين وعظماء التاريخ والتراث الأدبي العربي ، وكل هذه المصادر لها أدوار متعددة في غرس مكارم الأخلاق وغرس القيم الأصيلة والشيم الكريمة التي نادى بها ديننا الإسلامي الحنيف في عالم الطفولة . وتعتبر الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته ؛لأنها تترك أثراً كبيرا ً في تكوين الشخصية مدى الحياة . فالطفل حساس يميل بفطرته إلى الأدب ، ويجد فيه الرغبة والميل والإثارة والانفعال ، فالقصيدة الجيدة والقصة ذات الحبكة الفنية ، والمسرحية المؤثرة والأنشودة الجميلة تترك آثارا سارة وجميلة في وجدان الطفل ، وتعشق الأدب وفنونه وينظر إلى الحياة نظرة إعجاب وإكبار ، واندماج الطفل مع الأدب وفنونه يحسن خلقه ، وينقي سلوكه ،ويرقي ذوقه ، وينمي مواهبه ليتعامل مع الآخرين بأدب جم ، وحوار رفيع المستوى وتفيض نفسه بالمشاعر الجياشة والعواطف النبيلة والإحساس الصادق ؛ حتى ينظر إلى الحياة بمنظار الحب والتفاؤل والأمل في زمن تعيش فيه أطفال اليوم الحروب والضغوط الاقتصادية والمشاكل الأسرية ، ومن أجل ذلك سيكون أدب الأطفال أقوى سبيل يعرف به الصغار الحياة بأبعادها الماضية والحاضرة والمستقبلية ، ويكون من أقوى الدعامات في التكوين السليم لإنسان ، وبالرغم من كل الجهود التي بذلت من أجل رفع مستوى أداء أدب الأطفال إلا أن غالبية الدراسات والبحوث والمؤتمرات واللقاءات الأدبية تشير إلى أن أدب الأطفال لم يحظ بنصيب وافر من الإهتمام الكافي وأرى أن السبب يكمن في الأدباء والكتاب الكبار الذين مكثوا حقبة من الزمن في أبراجهم العاجية ، فكتبوا عن أدب الكبار ، وتجاهلوا أدب الصغار . فضلا عن أن الكتابة للطفل تقتضي وجود كاتب مبدع قادر على أن يستكنه عوالم الطفولة ويقترب منها وهو يكتب لها . الأمر الذي أدى إلى ندرة كبيرة في المصادر والمراجع العربية .