15 ربيع أول, 1446

إطعام الطعام :
من شيم الكرام وهو قيمة نبيله وصِفةٌ حميده وعادةٌ جليله حث عليها الإسلام
حين نشر أنواره ودعا إلى بذل الخير للناس كافه لتسود بينهم الموده وقيم الألفه والمحبه ويكفي المطعمين أن الله تعالى مدحهم في القران الكريم بقوله تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكورا )
بين الله أنهم يطعمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه لكنهم تجاوزوا تلك الحاجه الذاتيه الدقيقه إلى أبعد من ذلك فكانوا يصادرون حاجاتهم إبتغاء مراضة الله والرغبة فيما عنده
وقد بين الله أنه قد قبل منهم ذلك وأنه قد ضمن لهم الوقايه من شر يوم المعاد وأن الجنة جزاءهم جزاءً موفورا
وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير فقال صلى الله عليه وسلم ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )
وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سروراً تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربةً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً .
وإطعام الطعام أجلب للمحبه وأثبت للموده فهو من الإيمان وفيه الدلاله على الخير والإيثار وهو من أسباب دخول الجنه ومن أفضل القربات والصدقات.
أن من يقوم بإعداد الطعام للفقراء والمساكين يتساوى في الأجر مع من بذل المال وقدم الدعم لهذا العمل الخيري سيما اذا كان المنفق والعامل يريدان بذلك وجه الله تعالى والتعاون في هذا الباب من أعظم القربات عند الله تعالى كيف لا وهو مشروعٌ يقدم أرقى السلوك الإنساني حيث يباشر التعامل برفق وإحسان مع تلك النفوس المنكسره والبطون الخاويه ويحفظ لها كرامتها ويحميها من ذُل السؤال
وكل ذلك له نتائج عظيمه منها :
أنها باب من أبواب الجنه
أنها تضلّل صاحبها يوم القيامه
أنها تطفئ غضب الرب
أنها تزكي النفوس وتطهرها من الكبرياء
أنها تؤمّن صاحبها من فزع اليوم الأكبر
أنها سبب المغفره من الذنوب
أن صاحبها موعودٌ بالخير فالدنيا والآخره
أنها تدفع البلاء والسوء
أنها تزيد العمر وتباركه
أن أجرها ممتد حتى لعالم البهايم
فمن وفقه الله لهذا العمل فهو على خير عظيم يجب عليه المحافظة عليه وبذل الجهد لتحسين عمله وتطويره حتى يقدمه بشكل لائق وبمكانة تظهر فيها قيم الإسلام العظيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين