1 ربيع أولI, 1446
عشت وتعايشت في هذا الوسط مدرساً وإدارياً في التعليم العام، ثم معيداً فمحاضراً ثم أستاذاً في التعليم العالي، وأرقب إيقاعات التعليم ومخرجاته بشيء من القلق، وأحسَب أنه ومن أجل إعادة تأهيل التعليم وإرجاعه كما كان، فهذه مقترحات علاجية، أظن أنها (من أهم) أركان إصلاح التعليم .. والله أعلم.
وضع خطة استراتيجية (خريطة الطريق) معتمدة من خبراء التعليم (الميداني الميداني الميداني)، طويلة الأجل، ولفترة 12 سنة على الأقل، (وهي تعادل وتمثل مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي)، وهذه الخطة تتضمن الرؤية والرسالة والأهداف والمراحل الزمنية. (الخطة الاستراتيجية عنوان يحتاج إلى تفصيل طويل ليس هذا مكانه).
في حالة الضرورة لتعديل الخطة الاستراتيجية أثناء تطبيقها، فإن المسألة مرهونة برأي فريق العمل المشرف على تنفيذها وفق المشاهدات الميدانية وليس بالوزير.
تثبيت وزير التعليم (رُبان السفينة) لفترة لا تقل عن 6 سنوات وهي تماثل مرحلة الدراسة الابتدائية، حتى يستطيع تطبيق، ومراقبة، ومتابعة الخطة الاستراتيجية المعتمدة من خبراء التعليم (الميداني).
في حالة الاضطرار لتغيير الوزير بوزير جديد يُلزم الوزير التالي بمتابعة وإكمال الخطة الاستراتيجية المعتمدة من قبل تعيينه دون تغيير أو تبديل، فلا يصح إدارياً ولا استراتيجياً بل ولا منطقياً أن الوزير القديم يوجه دفة السفينة ناحية الشمال، فيأتي الوزير الجديد ليوجهها نحو الجنوب فجأة!!، ثم يأتي وزير ثالث يدفعها ناحية الغرب!! وهكذا دواليك .. “فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى” !! عندها لك أن تتخيل وضع الوزارة، وإدارة التعليم، والمدارس، والمعلم “حيص بيص ..شذر مذر” .
أن يصدر قرار من الجهات العليا بإلزام الوزير الجديد بمتابعة تطبيق الخطة الاستراتيجية للتعليم وعدم المساس بها، أو أن يبدأ من الصفر، ثم نرجع للمربع الأول!! .. “وكأنك يا بوزيد ما غزيت”.
أن يُختار الوزير من الوسط التعليمي (فقط) وكما قال الأول: “أهل مكة أدرى بشعابها” (وهذا ركن من أركان إعادة تأهيل التعليم)، فإن لم .. فما أقل أن يكون لديه من الخبرة والمعرفة في هذا المجال ما يشفع له بقيادة السفينة إلى بر الأمان.
أن يكون وكلاء الوزارة من الوسط التعليمي أيضاً.
العودة للاختبارات (التقييم) الفصلية والسنوية، مع تحديثها لتتناسب مع العصر، ( بالمناسبة كتبت هذا الضابط قبل صدور قرار وزير التعليم د. حمد آل الشيخ عن إلغاء نظام التقويم المستمر بدءاً من الصف الرابع) قلت: وهذا يؤيد ما ذكرته سابقاً أن لكل وزير فريق عمل، يقوم مع الوزير بتغيير اتجاه الإبحار إلى بر الأمان ـ زعموا ـ بسبب عدم وجود خريطة الطريق المعتمدة!!.
أن يكون إعداد الاختبارات النهائية لجميع المراحل من الوزارة مباشرة، حتى نقطع الطريق على الملخصات، والحذف من المقررات الدراسة من قبل مُعلم غير مسؤول.
العودة لآلية النجاح والرسوب المعمول بها سابقاً لجميع المراحل، وممكن تحديثها وفق آلية تتناسب والعصر الحديث.
إعادة الضرب فوراً، (لعلاج المشاكل السلوكية وليست العلمية) ويوكل له فقط القائد ووكيله، وفق آلية مجازه شرعياً، وطبياً، ونفسياً، وأن يقع التأديب البدني تحت عدسة كاميرة الإدارة (وقبل أن تردّ على هذه النقطة أو تعترض اقرأ الضابط كلمة كلمة، حرفاً حرفاً).
منع فتح المدارس في بيوت مستأجرة إلا في أضيق الظروف.
تكريم المعلم، واحترامه، وحمايته، وإعادته إلى مكانته السابقة.
ألا يتجاوز نصاب المعلم عن 20 حصة في الأسبوع.
ألا يتجاوز عدد المقررات الدراسية للطلاب والطالبات عن 10 مقررات في السنة على الأكثر، وأن يكون في الفصل الأول 5 مقررات ثم ينتهي منها، وفي الفصل الثاني 5 مقررات أخرى ثم ينتهي منها، وهذا سيجعل الطالب يُركز أكثر عندما يكون المنهج متصلاً.
ألا يتجاوز عدد الحصص العلمية في اليوم عن 5 حصص فقط، بالإضافة لحصتين عمليتين كالرياضة والرسم وفنون عملية وحرفية متنوعة مدة كل واحدة منها ساعة كاملة.
ألا يتجاوز عدد الطلاب والطالبات في الفصل عن 20 طالباً في الصفوف الأولية، وعن 25 طالباً في غيرها.
التركيز على منهج السلوك والأخلاق في الصفوف الثلاثة الأولى، من دون مزاحمتها بأي مادة أخرى غير القراءة والكتابة والخط فقط.
أن تُنقح المناهج من الحشو والتكرار.
أن يُقرر على الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية مقررات مهنية عملية في ورشة المدرسة المهنية الخاصة؛ لمعالجة بعض المشاكل العملية والتقنية التي نواجهها في المنزل وفي غيره.
أن يوكل تنظيف الفصول وأفنية المدرسة لطلابها بإشراف مدرسيها، فهذا أكبر هدف لتوطين النشىء على العمل والتواضع، وما طبقه في المدرسة سيفعله في غرفته في منزله في حديقته في متنزهاته في كل موضع وموقع يرده.
من أسباب كره الطالب للمدرسة … هيئة المبنى، كثير من المقررات أكبر من مستواه العمري، كثرة الحصص، خلو المدرسة من الترفيه أو الحصص العملية، أحياناً يكون من بعض المعلمين غير مؤهلين للتعامل مع الطلاب.
إيجاد ساعة كل أسبوع عبارة عن ورشة عمل بعنوان (المدرسة في أسبوع) عبارة عن لقاء تربوي تعليمي، وتغذية راجعة تجمع مدرسي المدرسة مع الإدارة، ومحاضر مختص قد يكون مشرفاً في التعليم، يُعنى بالنصف الأول من الورشة بتنمية مهارات المعلم، والنصف الثاني بمناقشة أهم العوائق والمشاكل أو الايجابيات خلال هذا الأسبوع، ورفع التوصيات إن وجدت لإدارة التعليم، ومن ثم للوزارة، (تخيل خلال العام الدراسي ستجتمع مئات التوصيات والملاحظات والتي ستكون مناراً وفناراً لرُبان السفينة في توجيهها لبر الأمان).
تعمدت تجاهل ما يخص المعلم وتأهيله، وما يخص المقررات الدراسية وتفاصيلها لأن هذه المرحلة تالية لما سبق، ولها موضوع منفرد.
.. هذا والله أعلم.
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون
01-08-2019م
www.almisnid.com
almisnid@yahoo.com