27 رمضان, 1446

الجُمُعَةُ فضائل وسُنَنٌ وَتَنْبِيْهَاتٌ

﴿الخُطْبَةُ الْأُوْلَى﴾

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ حَقَّ التَّقْوَى؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا هُوَ سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل، خَصَّهُ بِمَزِيْدِ فَضْلٍ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْها، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَومِ الْجُمُعَةِ»[رواه مسلم]، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، قالَا: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ»[رواه مسلم]، وَجَعَلَ فِيْهِ عِبَادَاتٍ، أَجْزَلَ لَنَا عَلَيْهَا الثَّوَابَ وَالأُجُوْرَ الْمُضَاعَفَةَ، وَسَنَّ لَنَا رَسُوْلُنَا صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا اليَوْمِ سُنَنًا وَآدَابًا يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْتَنِيَ بِهَا، وَيَتَنَبَّهَ لِمَا يُنْقِصُ مِنْ أَجْرِ عِبَادَتِهِ.

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ: إِنَّ مِنْ آدَابِ يَوْمِ الجُمُعَةِ الِاغْتِسالَ وَالتَّزَيُّنَ، يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلاَ: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: “يُسْتَحَبُّ التَّجَمُّلُ عِنْدَ الصَّلَاةِ، وَلَا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْعِيدِ، وَالطِّيبُ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالسِّوَاكُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ تَمَامِ ذَلِكَ”.

فَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِأَخْذِ الزِّينَةِ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ، وَنَادَى عِبَادَهُ أَنْ يَأْخُذُوا عِنْدَ عِبَادَتِهِ الزِّينَةَ الَّتِي خَلَقَهَا مِنْ أَجَلِّهِمْ لِيَتَجَمَّلُوا بِهَا، فَهُوَ سُبْحَانَهُ أَوْلَى مَنْ يُتَجَمَّلُ لَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فلْيَلْبَسْ ثَوْبَيْهِ، فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ مَنْ يُتَزَيَّنُ لَهُ» [صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]. وَمِقْياسُ الزِّيْنَةِ فِي ذَلِكَ الْعُرْفُ الَّذِي تَعَارَفُوا عَلْيهِ فِي الْمَحَافِلِ وَالْمَجَامِعِ، كُلُّ مُسْلِمٍ بِحَسْبِ اسْتِطاعَتِهِ؛ فَالَّلائِقُ بِالْمُسْلِمِ أَلَّا يَتَسَاهَلَ فِي ذَلِكَ، وَأَنْ يَتَجَمَّلَ وَيَتَطَيَّبَ وَيَلْبَسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ عِنْدَ الْحُضُورِ لِلْمَسجِدِ وَيَتَأَكَّدُ ذَلِكَ لِصَلاَةِ الجُمُعَةِ.

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ: وَمِنْ سُنَنِ الجُمُعَةِ: التَّبْكِيرُ إِلَى الصَّلاَةِ، وَعَدَمُ تَخَطِّي الرِّقابَ، وَاسْتِمَاعُ الخُطبَةِ، وَيَعْظُمُ الأَجرُ بِحَسَبِ التَّبكِيرِ إِلَيْهَا، فَهَنِيئًا لِلْمُبَكِّرِيْنَ فِي هَذَا الْيَومِ الْمُبارَكِ، بِالْأُجُورِ الْعَظَيمَةِ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ -أَيِ الْمُبَكِّرِ إِلَى المسْجِدِ- كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَقالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ؛ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» [رواه الترمذي وصححه الألباني]. فَلا نُفَرِّطُ فِي هَذِهِ الْأُجُوْرِ بِالتَّأَخُّرِ حَتَّى دُخُوْلِ الْإِمَامِ، وَرُبَّما يَتَعَمَّدُ الْبَعْضُ الْحُضُوْرَ مَعَ إِقَامَةِ الصَّلاَةِ.

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ: إِنَّ الإِنْصَاتَ لِخُطبَةِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ، وَلا يَجُوزُ الْكَلامُ أَثنَاءَ الخُطبَةِ، حَتَّى مَعَ الْأَبْناءِ الصِّغارِ؛ لِقَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ» [أَخْرَجَهُ البُخَارِيٌّ وَمُسْلِمٌ]. وَكَذَلِكَ يَشْمَلُ اللَّغْوَ؛ كالِانْشِغَالِ بِالجَوَالِ تَحَدُّثًا أَوْ كِتَابَةً، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَسَّ الحَصَى فَقَدْ لَغَا» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]، قَالَ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: “وَمَعْنَى فَقَدْ لَغَا: أَيْ لَغَتْ جُمْعَتُهُ، فَلاَ يَكُوْنُ لَهُ ثَوَابُ الجُمُعَةِ، وَيَفُوْتُهُ الثَّوَابُ الْعَظِيْمُ الَّذِي رَتَّبَهُ اللهُ عَلَى الجُمُعَةِ”. نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعلِّمَنَا مَا يَنفَعُنا، وَيَنفَعَنَا بِمَا عَلَّمَنَا، وَأَنْ يَتَقبَّلَ مِنَّا فِي هَذَا اليَومِ العَظِيمِ. بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ منْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

﴿الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ﴾

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ. أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ تعالى، ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمًا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٍ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ: مِمَّا يَنبَغِي التَّنَبُّهَ لَهُ، أَنَّ مَنْ دَخَلَ المسْجِدَ أَثنَاءَ الأَذَانِ الثَّانِي، فَإِنَّهُ يُصَلِّي تَحِيَةَ الْمَسجِدِ مُبَاشَرَةً؛ وَلاَ يُتَابِعَ مَعَ الْمُؤَذِّنِ لأَجَلِ أَنْ يُدرِكَ الِاسْتَمَاعَ إِلى الخُطبَةِ؛ لأَنَّ اسْتِمَاعَ الخُطبَةِ وَاجِبٌ، وَمُتَابَعَةَ المؤَذِّنِ سُنَّةٌ، وَالمحَافَظَةُ عَلَى الوَاجِبِ أَوْلَى مِنْ غَيرِهِ.

ثُّمَ اعْلَمُوا -رَحِمَكُم اللهُ- أَنَّ مِنْ آدابِ يَومِ الجُمُعَةِ، كَثْرَةُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» [حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ]، وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ». قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» [قال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني]. وَمِنْ سُنَنِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: قِراءَةُ سُورَةِ الْكَهْفِ؛ قالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، أَضاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ ما بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» [صححه الألباني].

عِبادَ اللهِ: وَمِنْ تَنْبِيهاتِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَنَّ عَلَى المسْلِمِ يَتَحَرَّىْ ساعَةَ الْإِجابَةِ؛ فَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقالَ: «فِيهِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مَسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطاهُ إِيَّاهُ» [رواه مسلم].

عباد الله: لَقَدْ حَذَّرَنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم مِنَ التَّهاوُنِ فِي الْجُمَعِ وَالْجَماعاتِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه مسلم]، وَقالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ تَهاوُناً بِها طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» [رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود بإسناد حسن صحيح].

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ نَرْجُو فَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ. اللَّهُمَّ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى المرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمينَ.