الصمت والسعادة :
فى داخل كل منا حنين الى الصمت ،لانه طبيعة فطرية تولد مع الانسان وتنمو بالثقافة والايمان وتقل بالجهل والعصيان ،وهذا واضح بالمشاهدة والتجربة .
فاهل الفكر والعلماء والادباء وسائر المبدعين وكذلك اهل الايمان والتقوى يتكلمون مع الكون والجوارح بعقولهم ويتاملون بعيونهم ويسيحون فى الارض والسماء بخيالهم ويعبرون باقلامهم وتعبيرات وجوههم ،كثيرا ما ينعزلون حتى لا يتكلمون ولا يضيعون اعمارهم فى قيل وقال ،يدركون ان السماع يتحقق به الادراك ومن ثم الفائدة ،ويوقنون ان الثقة بال…نفس قرين الصمت ،وان الابتعاد عن كثير من المشاكل يحل به وجذب القلوب يكون به الى غير ذلك من مزايا يعايشونها بهذه الفضيلة يحصلون بها على السكون والراحة والهناء وحب الناس والقرب من الله ولما لا وهو عبادة من غير عناء ولا تعب وزينة بدون لباس ولا ذهب وهيبة من غير جاه ولا سلطان مغبوط الحال مستور اللسان مرغوب المجالس مأنوس الصحاب .
اما كثير الكلام ثرثار اللسان يود اعلان وجوده يتعب فى التعبير عن ملكاته يعبر عن ضعفه ويساعد فى نفور الغالب منه يظن انه الافهم والاقوى والافكهه والاخبر كل شئ عنده سياسه رياضه معارف اخبار ولكنه فى نفسه يدرك نقص نفسة ورداءة بضاعته وكثرة اخطائه بنظرة الناس له ونفورهم منه مما يحزن قلبه ويضعف همته وتسقط هيبته وربما ينعزل عن الناس مكتئبا
وبالتالى واجب على كتيرى الكلام ان يتعرفوا اولا على مزايا الصمت من خلال محاكاة الصامتين وسلوك اسبابة من تعلم ومجالسة للعلماء واهل الفكر وان يتذكر ان من اهم علامات وجود الايمان فى قلبه ما اخبر به المعصوم -صلى الله عليه وسلم -( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت )
فهذه دعوة الى الصمت الايجابى وقلة الكلام حتى نهنأ بعقولنا وابصارنا واسماعنا وقلوبنا واحبتنا ودنيانا ومن ثم اخرتنا …..ودمتم صامتين هانئين ….والى لقاء …