1 ربيع أولI, 1446
ا.د عايض محمد الزهراني
شدا، وتغنى، وأشاد،
من حظى بزيارة فردوس الجزيرة،
ولؤلؤة السياحة عاشقة الغيم، والديمة،
مدينة الورد الفكري، المكثفة بعبق التاريخ،
المضيئة في جبين الزمن،
وصدر الإبداع، وخاصرة الحضارة،
فحدودها تاريخ، وحضارة، وفن، وتراث،
أما معالمها، فجمال وسحر وفتنة، وروعة،
فالطائف، سيدة الورد، وشقيقة البرد,
تلتقى عندها السبل ولا تفترق،
ويتوافق على فردوسها الساحر،
الجمع ولا يختلف،
فشمس الثقافة، وضوء التاريخ،
أشرقت من مشارف الطائف.
لذلك سطر وألف،
الرحالة، والمؤرخون، والمغامرون، والمبشرون،
والعشاق الحالمون، والمفكرون، والسادة العرب، والأجانب،
تؤججهم روح الفضول لرؤيتها مشيدين بالمناخ المعتدل اللطيف،
ناقشين حروفهم بمداد قلب العاشق
الممتلئ دفئًا، ونورًا، ونشوة، وسحرًا،
يرتشفون من كوثر مفاتنها، رضاب سحائبها الممطرة،
مستلذين بين أهداب جمالها، وأحداق حدائقها،
وزادها جذبًا، التصاقها بقداسة المكان،
وافتخارها أنها بوابة مكة وبستانها،
وملتقى قوافلها الاقتصادية،
لها آثار تستنبت الأساطير،
وروايات تنقش صورتها المكثفة،
ووصفت بأنها متوشحة،
عباءة الثقافة، وقلادة النغم،
ومحراب المسرح، المنتجة لمعالم للأدب، العازفة بقيثارتها، ملحمة الشعر، وسمفونية الحكمة، فهي متكاملة السمات، محددة المعالم،
واضحة الصورة، تعتز بالاستقلال، لشخصيتها المتميزة،
لها نكهة خاصة، تضافر على صنعها التاريخ والجغرافيا،
وما يتفرع عنهما من لواحق الزمان.
حيث نمت بها أولى ملامح التاريخ القديم،
الممتزجة بحضارات الأمم السابقة،
المنفردة بمعالم ثقافية كسوق عكاظ،
قبلة المثقفين الذي يعد كرنفالًا،
يتبوأ شجات المنابر الفكرية، والمنارات اللغوية المتجدد في نهر المكان،
الراسخ بشواهده في لوحة الذاكرة البعيدة والقريبة،
للعقلية العربية عبر أكثر من محطة أو مفصل
ما ألذ الحياة بين أكنافها،
وكما قيل:
إن لكل مدينة عروس،
ولكن الطائف،
عروس المدن،
ومصيف الفن.
https://www.makkahnews.net/articles/5051986.html#.X1eXr58tjPM.whatsapp