8 جمادي أولI, 1446
“الطائف.. و تاريخ شهقات الورد.!”
نبض د.عدنان المهنا
** أبداً..
تتعطر الطائف للمناسبة!
وتهدي نفسها قنديلاً يضيء الأرض
شموخها تحكم شد أزره!! وتمضي ببقايا حضارتها وومضها.
نسماتها كالضوء المنهمر الذي يطبق على الكون كل اشراق.
والطائف.. بشائر عرس تحمل هوية الإحساس والألفة فتسكن الروح وتفصح عن الحب..
والطائف.. نخلة امان ومهد وجدان، وعناقيد عنب بهية..
والطائف.. فرحة تضم للعين الضياء وللقلب الشعور.
** لونها.. وهي زاهية “الدنا”
وكسوتها أقواس زرقاء
تتيه “صبا” فتشرق سحراً أو عطراً أو شذا غدقاً، وترشف الحب والأرض والوطن، وترقص على حافة العرس.
** الطائف..
خلال سني حياتها وعبر الأزمان منذ عصر العماليق وعصر الدمون بن عبدالملك،
ترش نهاراتها بالسوسن وعبير التاريخ والخزامى والكادي والريحان.
والطائف..
شهقة الورد تتباهى بدلاله وبأنها أصبحت مرتعاً خصباً للزهو!
** والطائف خلال أحقاب التاريخ
“زغرودة”
تملك في أعماقها مشاعر لما نزل تمتليء بحبها العميق للولاء الذي عمر في دواخلها، تمتد به له سياج من الوفاء والأوسمة والنبل!
** الطائف..
همسات بديعة
وسوسنة عطشى لأحضان المحبين..
وهي
روض عطر واطار قرنفلي
ولذة سعادة،
وهكذا..
فالطائف بقايا نرجس وورود وخطرة نسيم تهب مع كل دقيقة.
يزداد بياضها وعطرها تفاؤلاً حين تغازل الخطى بومض جمالي سرمدي كثير، وقناديل تضيء الأرض وتسمح بصفائح السوسن كل الوجوه وتلونها بلون السماء.
** وللطائف
محافظاتها.. ومحافظها.. وقاطنيها
تنتشر بهم وينتشرون بها عطراً طائفياً وبشرا!!
ويستعير
مواطن ومقيمي الطائف
عبارات التحايا لمحبي الطائف ولزائريه ومصطافيه على قامة الأرض الممتدة فيجيء هذا الطائف مأهولا بالشكر والعطر يعانق وِجّه ومحبي وج
كموسم وغيمة رشت ابعاد الوطن ومن قبل
وبعد ينظم مليكنا سلمان بن عبد العزيز
ووليرعهده
محمد بن سلمان قصيدة تحط في الطائف وطن الكرم والوفادة.
** وفي وقتها متسع لرعاية الآتين، لأن وليي أمرنا
يمنحان الطائف كل الممكن وكثيراً من الحب.
** وأبداً..
فالطائف تلبس كسوتها
الوطنية
والسياحية
والحضارية،
فيحس محبوها بارتعاشات فرح تسلب دفء مشاعرهم.
ثم.. تتوالى رعشات الحب.
** هكذا إذن..
يبدأ اللقاء في الطائف
وهكذا ينتهي..
وبقدر ما يحكم غابات جدائلها، فإنه لا يلغي ولعه بها كالهام ووجدان.
لأن اللقاء يؤسس أشياءها،
ليتعامل معها كما هي بنهاراتها ومسايراتها المتدثرة بالسديم.
** وهذه الـ”أبدا”
لزام على الطائف ترسم بها مناسباتها، وتحرص على الانشغال بالعطر وما يجري للعروس بعدئذ من قصة حب.
** ان الطائف “ابداً”
وعبر الأزمان
تصغي لذاتها وفاءً للوطن فتشعل صبابات المحبين في شموخ يحرص على تحويل كل مناسبة “حضارية وتاريخية وسياحية ”
إلى عرس طائفي يؤكد شخصيتها وبكل مواصفاتها وقسماتها وبراءتها البهية الجميلة!
** وأبداً..
فالطائف تستنخ من عيني الوطن ومن وجوه محبيها صوراً رائعة متطلعة لآخر فرحة في دمائنا!
وتستنزف من الشمس
بقايا الوهج والنيازك
التي لن تدع أريجتها يمضي فهي في ثنايا حب ألفناه.
لكل الأحلام
ولكل المناسبات
ولكل الحضارات
ولكل التاريخ
ولكل النغمات الوطنية المسافرة على مدى أجيال تشرب حب الوطن وعشقه وظله.
** وأبداً..
في الطائف في كل مناسبة ترسم هذه الغيداء الوطن على راحتي كل الأيادي.
فتجزم بأن الشمس تشرق بها وأن أرض بلادنا بكل زنابقها ستقيم حباً وعرساً.
ونجد الطائف (نظيفة).. (بديعة) يتغلغل في احشائها (اكسير الجمال).. والجاذبية.. لأنها تستمد قوتها الآسرة على خريطة الفكر الفني الهندسي والمعماري (لحضارتها السرمدية).. ونجد (أماكنها السياحية) تتفرد بين اخواتها (كأبها والباحة وسواهما).. في البهاء الخارق وإهاب الجمال.. و(جغرافية روح جبل غزوان) تظل البعد الثالث في ميزان الفصول السياحية.. تعد بعد الطائف.. وناسها.. لأنها دوماً تنتصب (هذه الروح) في سفر الحضارة والتاريخ والجغرافيا.
** وإذا كانت (الطائف) السياحية التي ولد بها (الجمال) سامقة كينابيع الهدا والشفا والغدير.. فإن (فكر التاريخ) نفسه الذي يندلق منه ألق التطور والتطوير هو ذاته فضاء (عطر الورد) الذي يفوح منه (الرمان والعنب والسفرجل!) ليتغلغل في احشاء (إنسان هذه الأرض البهاء)!!
** وهذه الطائف.. هي في المركز من المخيلج الثقافية والسياحية والعمرانية والحضارية.. فيتلذذ مكونها بترجمان أشواقه وقد ذرذر أنفاسها في كل مكان بها:
– في الردف
(إيقاع الدقة الطائفية.. ومجرور وحيوما الهدا)!ّ!
– في سيسد (التاريخ.. والمتعة)!
– في حارة (أسفل وفوق) العتيقة حين كانت تطير الأرواح (شوقا) من موادها!
– في قصر (شبرا) السلطة التاريخية الوطنية السعودية على الحجر والطوب وعمارة الحجاز.
– في كل الأحياء ومناطق الاصطياف (المستقر في ذات المخرج والقرار)!!
** وفي الحقيقة فإن (الحب) تركنا في الطائف يتوه بنا وبالعقل ويجذبنا.. ويحاول شدنا إلى ميزان الشعر، لأن (هذه الغيداء) بذاتها وشخصيتها (مسؤولية شاعرة) يتنفس هواء (ولاة أمره) المتناوح من جهات وجهات وبانشراح (طموحهم الطائفي).. جعلت (الطائف) التاريخ والحضارة والسياحة والجمال الهندسي شخصية ماتعة مؤانسة.. حتى لتخال نفسك في حضرة المحاسن والأماكن في (زوايا طائفية) غاية في بهجة الأسرار.. ونشدان السعادة الأبدية!!
** نعم إن المهندس (الطائف) رؤية وطنية حضارية تتحكم في المتلقي للمتن الجغرافي المعماري الحضاري الآسر!! بغرائب الطائف وعجائبه وبـ:
أولا: اللفتنة القصية للطموح بالتطور والتنظيم والاهتمام وخدمة المصطاف.
ثانيا: بالعرفانية العلمية كملاذ ودليل لاستثمار الوطني السياحي والرقي بمستواه.
ثالثا: بالبرهان التخطيطي والنماء الإداري القيادي الذاتي.. والجماعي..
رابعا: بالابداع الهندسي (طريقا.. وسبيلا) وهما خطان متوازيان لنهضة الفكر البشري..
** يقول المفكر الفرنسي (د. هـ لاورنس) “بلا شك فان الاستهلاك السياحي استثمار بمجرد تخيله.. لأنه شيء مشوق إلى حد أنني أفقد من جراء ذلك التنفس”.
وبالفعل فإن شخصية وآفاق (الطائف) من الناحية الهندسية والمعمارية والحضارية والسياحية.. هي (الاختيار الاستراتيجي) الذي يستطيع بنوبغة أن يذهب إلى أبعد من ذلك.
** أما الطائف والإنسان فهي وهو (هما) رسالة وطنية فنية شائقة!
أي لا شيء بالإمكان مقارنته بها حتى الآن. وأي شيء يمكننا ان نرغبه ريادة على ذلك.. لذا (فنحن نبتسم ونحن في الطائف) لأن حتى التاريخ وزفرات العطر يجعلانا نركض على العشب المبلل بالندى!!
فنشعر بأن خطواتنا زاخرة بالطيوب والبخور وشهقات الورد.. ومن ذلك.. نحاول دائماً أن نقبض على هذه اللحظات مع قليل من نضارتها ونكهتها!!
** د.عدنان المهنا
دكتوراه فلسفة الاعلام النفسي عضو
هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز