8 جمادي أولI, 1446
المخدرات» هذا الظلام الموحش في حياة الانسان يتعرض له الصغار والكبار، واذا سرى منه قليل في الجسم طلب منه المزيد حتى يفضي به الأمر إما إلى الموت أو فقدان العقل والمرض، فكل الخبائث والأضرار تجتمع في المخدرات وخلف انتشارها عصابات عالمية وهي في هذا الزمان تركز على الشباب والشابات، من المرحلة المتوسطة حتى المرحلة الجامعية، تجد من يبتلى ابنه أو ابنته بالتعاطي ويقع الخبر على والديهم كالصاعقة لأن الأب والأم لم يتوقعا ذلك لأنهما غائبان عن متابعتهما فتفاجأ العائلة بالمصيبة فيلجآن لمعالجة الإدمان والبلاء الذي حل في الابن أو البنت في محاولة للعودة بهما إلى الحياة الطبيعية بعد أن نالت خلايا الجسم قسطًا وفيرًا من تلك السموم فيعالج جسمه ونفسه في آن واحد.
ومن هنا يجب على الوالدين إنسانيًا قبل أن يكون واجبًا اجتماعيًا أو شرعيًا الحرص على مراقبة ومتابعة الأبناء داخل المنزل وخارجه والحرص على اختيار الأصدقاء المأمونين في سيرتهم، وأكثر البنات اللائي يصبن بالتعاطي للمخدرات إنما يكون سببه صديقة لها أمنتها على نفسها فكانت محل استدراجها أو دعيّ يدخل في حياتها يسمى حبيبًا وعشيقًا يدعي أنه سيتزوجها أو يتزوجها فعلا بحثًا عن مصالح عندها، وفي أحيان كثيرة يغريها مظهره أو جماله كخضرة أو زرقة عينيه فتنسحر بهما فيكون على يديه هلاكها عبر المخدرات كما حدث مع المطربة شيرين عبدالوهاب تلك المرأة التي تشير سيرتها الذاتية أنها تمتلئ فطرة وحساسية وتبحث عن عاطفة وحنان استغلها مجرم ليوقعها فيما وقعت به من تناول المخدرات بهدف تغيب عقلها فلا عاد تسأل عن حقوقها المالية التي سلبت منها باسم الحب وللأسف لم يسعفها وينقذها أحد من هذا الإجرام الذي امتد على سنوات حتى انهارت ووصلت إلى ما وصلت إليه من تردي جسمي ونفسي ويهمنا من حدث كهذا هو ضرورة تنقية الأجواء التي يعيشها الوسط الفني دائمًا وأبدًا من مجرمين يستغلون العلاقات لتمرير ما يصبون إليه عبر المخدرات خاصة الذين يتطفلون على هذا الوسط ويعتبرونه سوقًا رابحة لهم هذا أولا، وثانيًا على أولياء الأمور أن يتأكدوا من سير أبنائهم وبناتهم وأصدقائهم حفاظًا عليهم من الوقوع في حبائل مروجي المخدرات لأن المخدرات اليوم هي أحد الأسلحة التي يتخذها الأعداء للإضرار بالشعوب كما يجب على الدول اتخاذ خطوات ووسائل مانعة من دخول المخدرات ومواجهة مروجيها بالإعدام وعدم الرحمة لأنهم مفسدون في الأرض مما يعمل على الحد من انتشارها.المصدر صحيفة عكاظ..