10 ربيع أول, 1446

أمسك عليك لسانك إلا عن خير :
تفشت ظاهرة سيئة خطيرة في مجتمعنا وهي بذاءة اللسان والخوض في سب الناس والتنابز بالألقاب بل والخوض في الأعراض بلا بينة وكل ذلك لأغراض دنيوية ومتاع زائل.
وتغافل الجميع عن قوله تعالي:( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)( النور ٢٤) وقوله تعالي:( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)( ق ١٨).
وفي الحديث: ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ.رواه الترمذي والحاكم وهو حديث صحيح.وفيه نفي الإيمان عمن عاب الناس وذمهم ودعا عليهم ولعنهم وفيه نهي عن البذاءة وفحش القول.
وقد أمرنا الإسلام بحسن الخلق وطول الصمت ولا نتكلم إلا فيما نفهم وعندنا فيه علم ففي الحديث: عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما.رواه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني.
وقال رسول الله لما سئل: ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك علي خطيئتك.رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
قد يتهاون المسلم فيتكلم بكلمة ويظنها صغيرة ولكنها تكون سببا لدخوله النار ففي الحديث: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يري بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار.رواه البخاري ومسلم.وفي رواية: يكتب الله له بها سخطه( غضبه) إلي يوم يلقاه.رواه الترمذي وصححه الألباني.
فكف اللسان عن أذي الناس فريضة ففي الحديث: أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده.رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني. وفي الحديث الآخر أن من أسباب دخول الجنة كف اللسان إلا عن خير ففي الحديث: يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة فذكر له رسول الله: فكف لسانك إلا عن خير.رواه أحمد وصححه الألباني.
وهذا الكلام البذئ المنتشر والسب والشتم والخوض في أعراض الناس علي الفيس وغيره ما هو إلا نتيجة منطقية لما في قلوبنا من دخن وضعف في الإيمان وأهواء وأغراض ونظن أننا نحسن بذلك صنعا في نصرة الحق وهذا وهم كبير فالحق لا ينتصر بهذا لا ينتصر بقلوب خربة وألسنة حداد نسنها علي بعضنا فاللسان عنوان لما في القلوب ففي الحديث: لا يستقيم إيمان عبد حتي يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتي يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه.رواه أحمد وصححه الألباني.
فهذا التناحر والتدابر والتنابذ المنتشر بيننا لأغراض دنيوية زائلة يؤذن بالهلاك والخراب وذهاب الريح لمصلحة أعدائنا الحقيقيين.
أفيقوا عباد الله وأمسكوا عليكم ألسنتكم.

آفات اللسان باختصار

اللسان هو المصدر الرئيسي من بين الجوارح الاخرى للذنوب فان معرفة اخطاره قد تشعر الانسان بضرورة التحكم فيما يقول و هناك اوجه عديدة لاخطار اللسان هي

1-الخوض في الباطل ( كوصف دنوب الاخرين التي تدخل وسوسة الشيطان).

2-الخوض في اعراض الناس.

3-المراء والجدال

4-فحش اللسان حتى لو كان بسيطا للتضحيك.

5-السخرية و الاستهزاء.

6-افشاء الاسرار.

7-الوعد الكاذب.

8-النميمة( اخبار شخص بان شخصا اخر فد تكلم عنه بسوء..و هدا لفعل الخصام بينهما).

9-الغيبة( الحديث عن شخص بما لا يحب).

10-الكذب.

11-نكران النعمة وكفران الجميل

12-الكلام في ما لا يعني

13-كثرة الشكوى

14-الافتراء

15-الأذى باللسان

16-المدح المنهي عنه

17- اللعن و الدعاء على النفس والولد

18-سباب المسلم

19- الفتيا بغير علم

20- كتمان العلم

21- أنا – لي – عندي

22- شهادة الزور

23- المنّ بالمعروف

24- سب الصحابة

25- عدم ستر المسلمين

26- التوجه لغير الله بالدعاء

27- التألّي على الله

فمن ملك نفسه ملك الخير كله و ان العبد لا يتكلم كلمة يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا .

ختاما نهديكم هذه القصيدة

كفى يانفس ماكانا

كفى يانفس ماكانا ………..كفاك هوى وعصيانا

كفاك ففي الحشى صوت…..من الاشفاق نادانا

اما آن المآب ؟بلى…………بلى يانفس قد آنا

خطوت خطاك مخطئة…….فسرت الدرب حيرانا

فؤادي يشتكي ذنبي………ويشكو منك ماكانـا

اعيدي للحمى قلبي …….وعودي ..عودي الانا

تجاذبني هوى وهدى…..وقلبي بعد مالانــا

كأني ماسمعت وما……رأيت الهدى اذ بانـا

كأني صخرة فمتى…….يلين الصخر ايمانا

ارى آلام امتنـا…….كسقف الليل يغشانـا

وامضي مغضيا طرفي….وراء النفس هيمانا

نسيت همومها فمتى……..اعيش الهم انسانا؟

ايانفسي خبانفسي…….بضيق الصدر احزانا

ظننت سعادتي لهوا……يزيح الهم سلوانــا

فلم ازدد سوى هم…….ولو اضحكت احيانـا

يسافر بالهوى قلبي……لدور اللهو نشوانــا

فتوقفه محطـات……تهز عراه ايمانـــا

الا فارجع وارجع ما….مضى بالقرب ازمانا

سياط التوب تزجرني…فأحني الراس اذعانا

واطرق والحشا يغلي….بمااسرفت نيرانـا

اصيح بتوبتي ندما……(كفى يانفس ماكانا)