15 ربيع أول, 1446
سرد تاريخي مختصر
لأرض فلستا ( فلسطين ).
١- لم تكن هناك أرض اسمها فلسطين بل كان إسمها ( فلستا ) وهي أرض لكنعان عبارة عن تجمع عدة مدن فيها ، لأنه قبل ٣٠٠٠ سنة قبل الميلاد أول من سكن هذه الأرض الكنعانيون ، والكنعانيون عرب عمالقة الاجسام كانوا يتكلمون ٣ لغات :
اللغة الكنعانية. اللغة العربية. اللغة الآرامية.
إذاً : أول من سكن هذه الأرض هم العرب الكنعانيون العمالقة ، أصحاب الثلاث لغات .
٢- في سنة ١٧٠٠ قبل الميلاد هاجر ابراهيم عليه السلام من أرمينيا شمال العراق إلى أرض كنعان ( فلسطين ) وسنعرف لاحقاً لماذا سميت بفلسطين.
وكان عليه السلام متزوجا بزوجتين هما :
ساره أم إسحاق.
وهاجر أما اسماعيل.
انجب ابراهيم من ساره إسحاق وأنجب إسحاق يعقوب الملقب ( باسرائيل ) الذي تُنسب إليه بنو اسرائيل ، وقد أنجب ١٢ ولدا ، يوسف عليه السلام أحدهم الذي ذكر قصته القرآن الكريم مع إخوته وقد جاء بأبيه وأخوته جميعاً من أرض كنعان إلى مصر بعد أن أصبح عزيزاً لمصر وعاشوا هناك حتى بعد وفاة يوسف.
يوسف له أخ اسمه (لاو ) وهو الأخ الذي قال لأخوانه حين تآمروا علي قتل يوسف لاتقتلوه وألقوه في غيابة الجب.
وجاء من نسل ( لاو ) ( موسى ) عليه السلام ، وموسى عليه السلام بعد تكليفه بالرسالة خرج ببني اسرائيل إلى ( أرض كنعان ) ( فلستا ) وقد تاهو أربعين سنة في الصحراء.
ثم مات موسى عليه السلام وجاء بعده ( يوشع بن نون ) تلميذ موسى عليه السلام وأكمل ببني اسرائيل الخروج إلى أرض كنعان.
٣- ثم جاء بعده ( داوود ) عليه السلام وهو ابن ( يهوذا ) ولد يعقوب بن إسحاق ، وهو من المجموعة( ١١ ) من أولاد يعقوب الذين تآمروا على يوسف عليه السلام ، لأن يعقوب عليه السلام انجب ١٢ ولداً منهم اثنين :
أحدهما من أولاد يعقوب : جاء من نسله أنبياء وهو ( لاو ).
والثاني من أولاده : جاء من نسله ملوك وهو ( يهوذا).
فجاء من نسل ( يهوذا ) داوود عليه السلام ) وكان معه قائد عملاق عظيم اسمه (طالوت ) ففي معركته مع جالوت في فلستا ، قتل طالوتُ ( جالوتَ ) ملك ( فلستا ) ( وفلستا ) هي تجمع لمدن تقع في أرض كنعان ، عرفت فيما بعد ( بفلسطين ).
وبعد انتصار ( داوود ) على جالوت أقام مملكة ( اسرائيل ) وعاصمتها أورشليم وأصبح ملكاً عليها.
٤- ثم جاء بعد ( داوود ) ( سليمان عليه السلام ) الذي آتاه الله مُلكاً عظيما وسخر له الجن والطير والريح ، والجبال ، وقصته مع بلقيس ملكة سبأ وغيرها من القصص القرآني المعروفة.
٥- بعد ( سليمان ) عليه السلام انقسمت مملكة اسرائيل التي أسسها داوود بفلستيا إلى قسمين :
( مملكة يهوذا ) بالقدس.
( مملكة اسرائيل ) بالسامراء ببابل العراق.
واستمروا في تغالب وحرب فيما بينهما حتى زالول.
٦- ثم جاء من بعدهم المصريون ( الفراعنة ) وأخذوا مملكة ( اسرائيل ) وحكموها.
٧- ثم في عام ٧٢٠ قبل الميلاد جاء ( الآشوريون ) وأخذوا مملكة اسرائيل من المصريين وحكموها.
٨- ثم جاء في عام ٥٧٠ قبل الميلاد السبي البابلي على يد ( نبوخذ نصّر ) البابلي من العراق ودمّر القدس وأخذ بني ( اسرائيل ) سبايا وعبيد عنده في العراق.
٩- ثم جاء بعد ذلك الإحتلال ( الفارسي ) من دولة الفرس المنافسة لدولة الروم ، وذلك لمدة قرنين من الزمان يهيمنون على مملكة القدس وبابل.
١٠- ثم جاء العصر اليوناني ، ممثلاً في القائد ( الإسكندر الأكبر ) سنة ٣٣٢ قبل الميلاد ودمّر أرض الكنعانيين ( فلستا ، ودمر مصر وهيمن عليهما ، واستمروا بها إلى القرن السابع بعد الميلاد
١١- ثم جاء العرب المسلمون للفتوحات في عهد الخليفة ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه عام ٦٣٨م ، وفتح بيت المقدس وكتب ( العهد العُمري ) في بيت المقدس ، وهو كتاب كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء ( القدس ) عندما فتحها المسلمون ، أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم وأرواحهم.
١٢- ثم جاء بعد ذلك دولة الأمويين وفي عهد الخليفة ( عبدالملك بن مروان ) بُني مسجد قبة الصخرة المعروف حتى اليوم ، وهي لاتعني المسجد الأقصى ، فالمسجد الأقصى غير مسجد قبة الصخرة ، ولكنه في محيطه ، وفي عهد ابنه ( الوليد بن عبدالملك ) أعاد بناء المسجد الأقصى الذي تهدّم.
١٣- ثم جاء العباسيون وأسقطوا الأمويين وخضعت ( فلسطين ) للدولة العباسية وزار بيت المقدس الخليفة ( المأمون )وابنه ( المهدي ).
١٤- ثم جاء بعدهم ( الطلونييون ) وسيطروا على سوريا ولبنان وفلسطين.
١٥- ثم جاء بعدهم ( القرامطة ) وبقوا فيها قرن من الزمان عاثوا فيها فساداً كما عاثوا في مكة المكرمة.
١٦- ثم جاء بعدهم ( الصليبيون ) في الحملات الصليبية فدخلوا سنة ١٠٩٩م وقتلوا ٧٠ ألف من أهل تلك الأرض.
١٧- ثم جاء بعدهم القائد المسلم ( صلاح الدين الأيوبي ) وحرره من الصليبيين في موقعة حطين سنة ١١٨٧م.
١٨- ثم جاء عهد ( خليل بن قلاوون ) المملوكي تطهرت تلك البلاد من براثن الصليبيين ، واستمر حكمهم حقبة من الزمن.
١٩- ثم جاء عهد الدولة ( العثمانية )
سنة ١٥١٦م ، وانتصروا على المماليك وضموا فلسطين ومصر وبلاد الشام إلى الدولة العثمانية.
٢٠- ثم جاء عهد الوافي المصري ( محمد علي باشا ) سنة ١٨٣٨م ودخل ابنه ( ابراهيم باشا ) وضم فلسطين إلى مصر.
٢١- ثم جاء ( الإحتلال البريطاني ) بعد الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٧م ، وحصلوا على الانتداب البريطاني على فلسطين ، ومن خلال الانتداب البريطاني خرج مايُعرف ( بوعد بلفور ) بوطن قومي لليهود في فلسطين.
٢٢- ثم في سنة ١٩٤٨م جاءت النكبة لأرض فلسطين ، وجاء قرار التقسيم نصفين بين العرب والإسرائيليين ، ورفضه العرب.
تتمة :
إذا : أرض ( فلستا ) أرض كنعانية عربية عبر التاريخ وجاءت سلالة اليهود كما سبق بعد ذلك واستوطنوها بقوة دولة بريطانيا بناء على وعد بلفور .
لماذا سميت أرض فلستا ( فلسطين ) ؟
في الأصل أن كلمة فلسطين مشتقة من كلمة “فلستا” (بالإنجليزية: Philistia)، وهي الكلمة التي أطلقها الكتاب اليونانيين على أرض الكنعانيين الذين سيطروا على هذه الأرض في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والتي تقع على الساحل الجنوبي بين يافا وغزة.
ثم أن الرومان في القرن الثاني بعد الميلاد، أطلقوا مصطلح ” فلسطين” على المنطقة الجنوبية من محافظة سوريا، لخصوبة أرضها ، والتي اتخذت طريقها للغة العربية ، حين تم استخدامها لوصف المنطقة منذ العصر الإسلامي، علماً بأنّ هذا الاسم لم يكن مشهوراً بشكل رسميّ بعد العصر الروماني، وقد تمّ استخدامه بشكل رسميّ بعد انتهاء حكم الدولة العثمانيّة.
………………………………
المرجع :
– الكنعانيون و تاريخ فلسطين القديم.
د. عبد الفتّاح الغنيمي. ( منقول ) من صفحة الدكتور : عبد الله المالكي