1 ربيع أولI, 1446

قصة :كفى بالله شهيداً :

هذه قصة رجلان صالحان من بني إسرائيل كانا يسكنان بلداً واحداً على ساحل البحر، فأراد أحدهما أن يسافر للتجارة، واحتاج إلى مبلغ من المال.

فسأل الآخر أن يقرضه ألف دينار على أن يسددها له في موعد محدد، فطلب منه الرجل إحضار شهود على هذا الدين .

فقال له: كفى بالله شهيدا، فرضي بشهادة الله، ثم طلب منه إحضار كفيل يضمن له ماله في حال عجزه عن السداد.

فقال له: كفى بالله كفيلا، فرضي بكفالة الله، مما يدل على إيمان صاحب الدين، وثقته بالله عز وجل، ثم سافر المدين لحاجته، ولما اقترب موعد السداد، أراد أن يرجع إلى بلده، ليقضي الدين في الموعد المحدد.

ولكنه لم يجد سفينة تحمله إلى بلده، فتذكر وعده الذي وعده، وشهادةَ الله وكفالتَه لهذا الدين، ففكر في طريقة يوصل بها المال في موعده.

فما كان منه إلا أن أخذ خشبة ثم حفرها وحشى فيها الألف الدينار وأرفق معها رسالة يبين فيها ما حصل له، ثم سوى موضع الحفرة، وأحكم إغلاقها، ورمى بها في عرض البحر، وهو واثق بالله، متوكل عليه، مطمئن أنه استودعها من لا تضيع عنده الودائع .

ثم انصرف يبحث عن سفينة يرجع بها إلى بلده، وأما صاحب الدين، فقد خرج إلى شاطىء البحر في الموعد المحدد، ينتظر سفينة يقدُم فيها الرجل أو رسولاً عنه يوصل إليه ماله، فلم يجد أحداً، ووجد خشبة قذفت بها الأمواج إلى الشاطىء، فأخذها لينتفع بها أهله في الحطب .

ولما قطعها بالمنشار وجد المال الذي أرسله المدين له والرسالة المرفقة، ولما تيسرت للمدين العودة إلى بلده، جاء بسرعة إلى صاحب الدين، ومعه ألف دينار أخرى، خوفاً منه أن تكون الألف الأولى لم تصل إليه، فبدأ يبين عذره وأسباب تأخره عن الموعد، فأخبره الدائن بأن الله عز وجل الذي جعله الرجل شاهده وكفيله، قد أدى عنه دينه في موعده المحدد