8 جمادي أولI, 1446

قصة قصيرة .🌸

انتقل زوجان حديثان إلى منزل جديد وشرعا في استكشاف محيطهما الجديد في صباح أحد الأيام، بينما كانت الزوجة الشابة تتناول وجبة الإفطار مع زوجها وقع نظرها على جارتها وهي تنشر الغسيل على حبال الغسيل المقابلة
لاحظت أن الملابس لم تكن ناصعة البياض كما كانت تتوقع، ففلتت تعليقًا: “يبدو أن جارتنا لم تتعلم بعد كيفية غسل الملابس بشكل صحيح، ربما تحتاج إلى منظف أفضل.”
استمع زوجها بهدوء دون تعليق.
تكرر الأمر يومًا بعد يوم ومع كل مرة ترى فيها الجارة تنشر الغسيل، كانت الزوجة الشابة تدلي بنفس الملاحظات السلبية بعد مرور شهر تقريبًا، فوجئت الزوجة في أحد الصباحات برؤية غسيلًا نظيفًا وجميلًا يرفرف على الحبال
التفتت إلى زوجها وقالت: “انظر عزيزي، لقد تعلمت جارتنا أخيرًا الطريقة الصحيحة لغسل الملابس! أتساءل من علمها ذلك؟”
هنا رفع الزوج ابتسامة خفيفة وأجاب:
“أنا من قام بتنظيف نوافذ منزلنا هذا الصباح، يا حبيبتي.”
تلك اللحظة البسيطة كانت بمثابة بَرَقٍ أضاء عقل الزوجة أدركت فجأة كيف أن وجهة نظرها تجاه جارتها كانت مشوبة بالتحيز وأن نظافتها المفترضة للغسيل كانت محجوبة بقذارة نافذة منزلها هي نفسها.

*الحكمــــة*
عندما نحكم على الآخرين – وهو أمر غير اخلاقي أصلاً – نعتمد في كثير من الأحيان على عدسة رؤيتنا الخاصة إن النظرة السلبية أو الأحكام المسبقة تشبه غشاوة على عيوننا تمنعنا من رؤية الواقع كما هو عليه، تمامًا كما ننظف ونصقل نوافذ منزلنا بانتظام علينا أيضًا أن نحرص على صفاء ونظافة قلوبنا وأفكارنا حتى نتمكن من رؤية الآخرين بوضوح تذكر دائما، “حكمك على الآخرين لا يقلل منهم بل يكشف حقيقتك أنت.”
في كثير من الأحيان نحتاج إلى تغير نظاراتنا حتي نستطيع أن نرى الحقيقة
🤔💫