10 ربيع أول, 1446

*مصاهرة العرب*

يحكي أن كسرى زعيم الفرس كان في مجلسه فقال لحاشيته من وزراء
ووجهائه :
*يجب أن نصاهر العرب*
فانتفض كل من حوله وقالوا :
كيف لنا نحن الفرس أن نصاهر الحفاة العراه رعاة الابل؟
كان الفرس لديهم نظرة غرور
وينظرون الى العرب نظرة فوقية
سكت عنهم كسرى ولم يرد
جدالهم ،
كان كسرى ملكا وكان فيلسوفا وطبيبا ، وكان يلقب بأفلاطون الثاني
ذات يوم بينما كان في مجلسه
جاء بصندوق وأخرج منه عقدا لم يرَ مثله من قبل، مرصعا بالياقوت والزمرد وكل انواع الحلي يقال قيمته تعادل عشرين ألف دينار ذهبي تعلقت ابصار كل من بالمجلس بالعقد الثمين فقال لهم كسرى هذا العقد لمن ينزع ثيابه كما ولدته امه اولا.

ما هي الا برهة من الزمن حتى صار كل من بالمجلس عراةً كما ولدتهم امهاتهم من وزراء ومستشارين وعلية الفرس.
وصاروا يتجادلون فيمن له الحق في العقد الثمين وكل منهم يقول انا من نزعت ثيابي وتعريت اولا
خلص الجدال واحتكموا فيما بينهم، على شخص لينال العقد الثمين وأعطاه كسرى ذلك العقد
بعد فترة من الزمن ليست بالطويلة
قال كسري لوزيره سمعت عن حداد عربي في المدينه وقال ائتوني به جاء الحداد العربي وهو متوجس يتملكه القلق ، ولما دخل على كسرى وكان مجلسه ممتلئا كالعادة وقال له كسرى لا تخف وانما جلبتك لامر ينفعك وأحضر کسرى الصندوق نفسه، واخرج منه عقدا لا يقل جمالا عن سابقه، فظن من في المجلس أن كسرى سيَعيد الكرة
فوضع كل من في مجلس كسرى يده على ثيابه يتهيأ لنزعها طمعا في العقد الثمين ؛ لكن كسرى التفت للحداد العربي وقال : هذا العقد ثمنه عشرون ألف دينار هو لک . لكن بشرط ان تنزع عنک ثيابک كما ولدتک امک؛ فرد العربي وقال : والله لو أعطيتني فارس كلها وجعلتني ملكا عليها على أن أنزع عمامتي ما نزعتها
فاستغرب كل من في المجلس من رد الحداد العربی ؛ ثم التفت كسرى الى وزرائه ونظر اليهم نظرة احتقار وازدراء ، وقال لهم : *نحن الفرس نملك الملك والشجاعة لكن ينقصنا الشرف الذي*
*أردت مصاهرة العرب من أجله*
المرجع العقد الفريد .

َ *تنبيه!!*
> *قصص التاريخ لا تحكى للأطفال لكي يناموا !!*
> *بل تحكى للرجال لكي يستيقظوا….*