27 رمضان, 1446

هذا الحبيب ♥️« ١٤ »

( الأحبار والرهبان ، يوم مولده صلى الله عليه وسلم )

حملهُ جده عبد المطلب ، حتى وصل الكعبة ، وفُتِح لهُ بابها ، ودخل إليها وهو يحمله ، ثم خرج وطاف حولها ، وهو مسرور ويردد

ويقول الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام أعيذه بالبيت ذي الأركان من كل حاسد .

ثم رجع الى آمنة أعطاها إياه وقال لها : إحرصِي عليه .

ثم انطلق عبد المطلب مسرعاً الى الراهب النصراني عيص يستوثق منه .

أهل الكتاب الأحبار والرهبان ، في شهر مولده كلهم كانوا منتظرين مولدهُ ، وعندهم علامات ظهور نجمه وصفاته ، وأن مولده في مكة .

فلم يكن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم مفاجأة بل علم به الكثير من أهل الكتاب و الرهبان وعلماء الدين ولا يوجد إلا عالم أو متعلم

في الإسلام {رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه }

عندنا في الإسلام بدويّ ، يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جالس على الارض مع الناس فيسأل : أيّكم محمد ؟؟

في الإسلام ليس هناك واسطة بينك وبين الله ( وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان ).

فذهب عبد المطلب يستوثق من الراهب النصراني عيص عن هذا المولود ، لأنه كان يرجو أن يكون لهذا المولود شأن عظيم .

من هو الراهب عيص ؟؟

رجل جاء من بلاد الشام الى مكة ، راهب من النصارى ، وسكن في طرف مكة في صومعة ، و إسمه عيص وكان هو المرجع الوحيد في علم النصارى في ذلك الوقت .

عندما إقترب مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء لمكة ينتظر مولده .

سكن عيص في أطراف مكة ، فكان يدخل مكة كل فترة من الزمن ، ويجلس في أندية قريش وأسواقها ويسأل قائلا :يا معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود ؟؟وله من الصفات ، كذا وكذا !!!

فيقولون له :يا عيص ، الذي تصفه لم يولد بعد!!!

فيقول لهم عيص :وربِ موسى وعيسى ، ما تركتُ بلاد الخمر والخمير [يقصد بلاد الشام ، وخيراتها ]وجئت هنا ،إلا في طلب هذا المولود ، فإن هذا زمن خروجه .

يولد في بلدكم [أي مكة ]هو خاتم الأنبياء والمرسلين ،وبه تُختم الشرائع

من أطاعه فقد اهتدى ، ومن عصاه فقد خاب وخسر .

فكان كل فترة يمر ويسألهم ، فيقولون له ولد فلان وفلان ، ويعطونه أوصافهم ، فيقول لهم ، لا لا ليس هو .

ففي اول يوم من مولدهِ صلى الله عليه وسلم وفي صبيحة ذلك اليوم ، لما ولد صلى الله عليه وسلم ،وأخذه جده وطاف به بالكعبة ورأى صفات المولود ،ورجع أعطاه لأمه ، وأوصاها عليه ، هنا تذكر عبد المطلب الراهب عيص فأراد أن يذهب إليه ويستوثق منه الخبر .

انطلق عبد المطلب مسرعاً الى صومعة عيص ، فعندما وصل للصومعة ، أخذ ينادي عيص .. عيص

فقال له عيص : كن أباه يا شيخ مكة

فقال عيص لعبد المطلب لقد ولد الذي كنت قد حدثتكم عنه ، وربِ موسى وعيسى إنه وجع يشتكي ثلاثة أيام ثم يعافى[أي هذا المولود قد أصابه بعض المرض ]

احفظ لسانك يا عبدالمطلب [ أي لا تتكلم عنه لأحد ] وإياك واليهود فيبغون عليه ، كما بغوا على الانبياء قبله [اي اليهود معروفون أنهم قتلة الانبياء ، فإذا سمع به اليهود قتلوه ، كما قتلوا الانبياء قبله ] .

فقال عبد المطلب : يا عيص !! لقد ولد لابني عبدالله المتوفى قبل أشهر ولد .

فقال عيص : هو ذاك ياعبدالمطلب ، هو ذاك ، وربِ موسى وعيسى إنا لنجد في كتبنا أنه يولدُ يتيماً ، فاحفظ لسانك واحرص عليه .

يوجدأخبار كثيرة عن الأحبار اليهود والرهبان بمعرفتهم ، في يوم مولدهِ وصفاته ولكن نكتفي بقصة الراهب عيص و يكفينا قوله تعالى فيهم

{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} 🌿🌿

يتبع إن شاء الله …❤️