15 ربيع أول, 1446
الفرح الحقيقي في العيد :
معايشة الفرح معايشة حقيقية تستدعي تفعيل الغرائز بالضوابط الشرعية والنظرة الربانية، فأول شئ تدرك جماله عندما تتذوق معاني التكبير منذ اول لحظة تكبر فيها، حيث الاحساس بعظمة الخالق الذي اتصف بكل كمال وتنزه عن كل نقص، فيخلد في ذاتك جميع صفات الجلال والجمال ففي كل منها دليل علي ان الله اكبر فتسعد نفسك بانك عبد لمن ليس كمثله شئ فتفرح جوارحك بان العاطي فقط هو الله وحده لانه الكبير، وان الحافظ هو الله وحده لانه الكبير، وهكذا تستحضر سائر صفاته واسمائه مع كل ذكر لله تعالى، وعندما تصل الي اعظم جملة وهي لا اله الا الله تدرك مدي امتنان الله عليك بنطقها، لان الله خصك بها دون ملايين من البشر لم يوفقوا لها، كما انها تفتح في الصدر باب الرجاء لانها سبيل القرار في الجنة وحسن المآب، واذا انتقلنا الي الجملة الثانية من الذكر نجد أنفسنا تلهج بافضل دعاء يحبه الله وهو الحمد لله الذي هو كلام اهل الجنة فضلا عن انه يجعلك من الشاكرين، ومعلوم ان المزيد من النعم في الدنيا والاخرة مرهون بالشكر، وهو امر يجعلنا نستحضر جميع نعم الله حتي يثبتها ويزيدها فتقوي النفس وتذكر بعمق حتي تشابه اهل الجنة في حديثهم لعلها تحشر معهم، وتتذكر النعم علها تكون من القليل الشاكرين الذين يحبهم الله فضلا عن الرغبةفي زيادة النعم، فإدا انشغل بهذا الذكر بهذه الطريقة وتفاعل عقله معه وجوارحه به انتقل من عالم المحسوس الي عالم الروح وتحدث مع الله بلا واسطة فيجعله الله عبدا ربانيا يقول للشئ كن فيكون… وهنا يعايش الفرحة التي تحدث عنها الله في قوله :(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)… والي لقاء اخر َمع مواقف من العيد لعل الله يحقق فينا الفرح الحقيقي.. وكل عام وانتم بخير..