1 ربيع أولI, 1446

*من الستين إلى التسعين*

*بقلم د. عبدالله صادق دحلان*

26 مايو 2024

جريدة المدينة

لم يعد سن الستين عاماً هو نهاية عمر الإنسان، حتى وإن كان هو سن التقاعد، وأحياناً وفي حالات خاصة ووظائف معينة مثل دكاترة الجامعات يمدّد سن التقاعد إلى 65 أو 70 عاماً، وفي القديم كنت أرى أن سن الستين يعتبر بداية الكآبة لصاحبه، ومعاناة أهله تزداد بسبب جلوسه في المنزل بدون عمل، وكان بعض ممن وصلوا سن الستين يشترون كفنهم ومستلزماته، وكتابة وصيته واختيار المقابر التي سيُدفن بها في المدينة أو الدولة.

ومع تقدُّم المدنية وتطور العلم والعلاج وتغيير نمط الحياة، امتدت أعمار البشر بإذن الله ووصلت إلى الثمانين والتسعين، وهذا ما أسرده اليوم من معلومات وصلتني من زميلي أخي معالي الدكتور خضر القرشي، يقول فيها: نشر الطبيب النفسي الياباني (هيديكي وادا) كتاباً بعنوان: «جدار عمر 80 عاماً» في شهر مارس من هذا العام، وبمجرد إصدار الكتاب، تجاوزت المبيعات 500,000 نسخة، مما جعله الكتاب الأكثر مبيعاً في الوقت الراهن.

الدكتور وادا، البالغ من العمر 61 عاماً، هو طبيب متخصص في الأمراض العقلية لكبار السن.

ويخبر هذا الكتاب كبار السن في سن الثمانين كيفية العيش حتى سن المئة في صحة جيدة، في سياق عصر «المئة عام».

ومما نشره الطبيب في كتابه أنه: لا يحتاج كبار السن إلى تناول أدوية منومة بشكل متكرر، إن انخفاض وقت النوم مع التقدم في السن ظاهرة طبيعية، ولن يموت أحد من مشكلة الأرق. فالنوم عندما تريد النوم، والاستيقاظ عندما تريد الاستيقاظ، هو امتياز لكبار السن.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى الكولسترول الذي يقلق به كبار السن عادةً ليس مشكلة كبيرة، حتى لو كان مرتفعاً إلى حد ما، لأن الكولسترول هو المادة الخام التي يستخدمها الجسم البشري لإنتاج خلايا المناعة، كلما زاد عدد خلايا المناعة، قل خطر الإصابة بالسرطان لدى كبار السن. بالإضافة إلى ذلك، يتكون جزء من الهرمونات الذكرية أيضاً من الكولسترول، إذا كان مستوى الكولسترول منخفضاً للغاية، فإن الصحة البدنية والعقلية للرجال لن تكون مستدامة.

وبالمثل، فإن ارتفاع ضغط الدم ليس أمراً مهماً. قبل أكثر من 50 عاماً، كان الناس بشكل عام يعانون من سوء التغذية، لذلك عندما يصل ضغط الدم إلى حوالى 150، ستنفجر الأوعية الدموية. ولكن الآن نادراً ما يكون هناك سوء تغذية، لذلك حتى إذا تجاوز ضغط الدم 200، فلن يتسبب ذلك في انفجار الأوعية الدموية.

لخّص الدكتور وادا أسرار كبار السن لكي يصبحوا «أشخاصاً محظوظين»، في 44 نصيحة من أهمها: استمر في المشي يومياً.. خذ نفساً عميقاً عندما تشعر بالإزعاج.. مارس التمارين بالقدر الذي لا يجعل جسمك متصلباً.. اشرب المزيد من الماء عند استخدام مكيف الهواء في الصيف.. كلما أكثرت من المضغ، كان جسمك ودماغك أكثر نشاطاً.. فقدان الذاكرة ليس بسبب التقدم في السن، ولكن بسبب عدم استخدام الدماغ لفترة طويلة.. لا حاجة لتناول الكثير من الأدوية.. لا حاجة لخفض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم عمداً.. الوحدة لا تعني الوحدة، بل الاستمتاع بوقت مريح.. الكسل ليس شيئاً مخجلاً.. افعل فقط ما تحب، وليس ما تكره.. لا تزال لديك رغبة جنسية عندما تكبر في السن.. مهما كان الأمر، لا تبق في المنزل طوال الوقت.. كُل ما تريد، والشكل القليل النحيف مناسب تماماً.. افعل كل شيء بعناية.. لا تتعامل مع الأشخاص الذين تكرههم.. لا تشاهد التلفاز طيلة الوقت.. بدلاً من محاربة المرض حتى النهاية من الأفضل ان تتعايش معه.. قُل ما تريد قوله لا تقلق كثيراً.. التعرض لأشعة الشمس يجعل الناس سعداء.. اقبل كل شيء بهدوء.. الابتسامة تجلب الحظ السعيد. وغيرها من النصائح التي قد تساعد كبار السن على العيش بسعادة وتفاؤل في حياتهم.