8 جمادي أولI, 1446

” نونية القرآن ”

القصيدة التي حملت أسماء سور القرآن الكريم

في عام 1979 م/1400هجري نظّم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية مسابقة شعرية بمناسبة مرور 1400 سنة على هجرة النبي صلى اللّٰه عليه و آله و سلم ، فاشترك في هذه المسابقة ألف ومائتان من الشعراء، ولم يكن الفائز الأول في حلبتها عربيا، بل كان إفريقيّا من السنغال شاعر اسمه عبدالله باه.

وفيما يلي قصيدته الفائزة والتي أسماها “نونية القرآن” .

 

والقصيدة تتضمن كل سور القرآن الكريم مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف

لله درك من شاعر

لله درك من مبدع

القصيدة :-

افتح كتاب الله إن الفاتحة

فتحٌ وبرهانٌ وسبع مثاني

بقرٌ وعمران كظلِّ سحابة

وعلى النساء موائد الرحمن

اجعل من الأنعام قُربى وارعها

في ذروة الأعراف والوديان

للهِ أنفال وآل محمدٍ

والتوبة تغشى يونس بأمان

أوما علمت بأنَّ هودا مرسل

وبأنّ يوسف أجمل الشبّان

وإذا سمعت الرعد حنَّ بصوتهِ

فاعلم بأنّ الماء ذو جريان

واسمع لإبراهيم لاتسمع لما

قد قال أهل الحِجر من نُكران

والنحل لمّا ربها أوحى لها

تاقت إلى الإسراء في الأوطان

ولقد علمنا أنّ كهفاً آمناً

وبأنَّ مريم أطهر النسوان

وبأنَّ طهَ أمَّ كلَّ الانبياء

في المسجد الاقصى بلا نقصان

وبأن حج البيت ركنٌ خامس

والمؤمنون أتوهُ في إذعان

والنور يكسوهم لحُسنِ خصالهم

ولهم كمال الوصف في الفرقان

وانهل من الشعراء علماً نافعاً

تكسب لساناً ناطقاً وبيان

واعلم بأنَّ النّمل جاء حديثها

قصصاً وبيت العنكبوت مهانِ

والروم في أدنى البلاد تدنَّسَت

واعمل بما أوصى به لقمان

واسجد لربك خاشعاً متذللاً

واحذر من احزابٍ ذوي خسران

سبأ وفاطر ثمّ ياسين بعدها

والصافات تقي من الشيطان

صادٌ تعلَّم والزمر لاتنسها

غافر ورتّل فُصِلَت باتقان

شورى فالزمها وهذا نهجنا

والزخرف احفظ لاتكُن ولهان

والساعة آتية ومن اشراطها

ماجاء في القرآن من دخّان

وبها ترى كل الخلائق جاثية

حتى قُرى الأحقاف تجتمعان

واعلم بأن محمد فتح الدُنى

والفتح الاعظم جاء بعد ثمان

وأقام في الحجرات طول حياتهِ

ومرتلاً(قافٍ) بكل أوان

والذاريات مفصلاً آياتها

والطور مسكٌ فاح في الاركان

والنجم نورٌ للخلائق تهتدي

وكذا القمر نورٌ من الرحمن

والله أخبر أن يوم الواقعة

فَصلٌ وأن الحكم للديان

جعل الحديد منزلاُ سبحانه

وسمع لخولة يوم يجتدلان

والحشر آتٍ ألف يوم طولهُ

وبه ترى الثقلان يمتحنانِ

وبه ترى الأملاك صفاً واحداً

في يوم جمعة ماله من ثانِ

واهل النفاق تهتكت استارهم

يوم التغابُن يُعرَفُ البهتان

أما الطلاق فلا تبادر لفظهُ

واجعلهُ كالتحريم في الميزانِ

والمُلك لله والقلم مخلوقهُ

الأول تعالى خالق الثقلان

والحآقّة حقٌ ومن أسمائها

يوم المعارج يخسف القمران

نوحٌ نبيٌّ مرسلٌ من ربه

والجِنّ حق جاء في القران

وإذا المزمِّل والمدثر جاءتا

يوم القيامة يبعث الإنسان

والمرسلات أتت تبشّرُ بالنبأ

والنازعات تزلزل الابدان

عبسى من الأعمى فقال الوحي لا

لا يامحمد ياعظيم الشأنِ

وإذا أتى التكوير آن الانفطار

يتلو وللمطففين نيرانِ

وترى انشقاقاً في السما ذات البروج

والطارق الأعلى تراهُ دانِ

وترى وجوهاً ذِكرها في الغاشية

وترى طلوع الفجر في البلدان

والشمس بعد الليل تُشرِقُ بالضحى

والانشراح لفائزٍ بجنان

والتين والزيتون حلوٌ طَلعُها

وبدأ بإقرأ في العلق أمران

في ليلة القدر المبارك أُنزلَت

في الوتر لا في الشفع من رمضان

ثم توالى للرسول منجّماً

والبيّنة في قولنا برهان

وإذا رأيت الأرض حولك زلزلت

والعاديات تصيح في الميدان

لعلمت أن القارعة قد آذنت

فلما التكاثُر يا أخا العرفانِ

والعصر إن الهمز شينٌ فعلهُ

والويل للهمّاز والطعّان

والفيل أدبر في شرودٍ عندما

عجزت قُريشٌ عن حِمى الأوطان

من يمنع الماعون يحرم شربةً

من ماء نهر الكوثر السيّان

والكافرون تنكست راياتهم

والنصر يوم الفتح للإيمانِ

ولقد علمنا أنَّ تبت والمسد

ويلٌ يذوق عذابهُ الزوجانِ

فاحرص على الإخلاص والزم حبلهُ

فبغيرهِ لايقبل الاحسانِ

واعلم بأنَّ الله مالك أمرهِ

ربّ الفلق والناس والأكوان

وبذا أكون قد ختمت قصيدتي

سمّيتها نونية القرآن.