1 ربيع أولI, 1446
تقدم الدكتورة الأمريكية كارا جودوين، أخصائية علم نفس الطفل، سبع نصائح خطيرة للآباء عندما يريدون مدح أطفالهم، وترتبط النصائح بطريقة المدح، والكلمات المستخدمة والمواقف؛ مؤكدة أن مدح الطفل سلوك إيجابي ويجب على الآباء القيام به.
هل يجب أن يمدح الآباء أطفالهم؟
وفي مقالها “هل يجب أن يمدح الآباء أطفالهم؟” على موقع “Psychology Today” للصحة النفسية؟ تقول الدكتورة “جودوين”: يشعر معظم الآباء برغبة طبيعية في مدح أطفالهم؛ ولكن ثار جدل مؤخرًا حول الثناء على الأبناء؛ حيث ترى بعض الآراء أن مدح الأطفال سيجعلهم يعتمدون بشكل كبير على هذا المدح من أجل القيام بالمهام والواجبات؛ وبالتالي تقل دوافعهم الداخلية للعمل والنجاح.
تأثير إيجابي
وحسب “جودوين”، تشير الأبحاث إلى أن المديح عمومًا له تأثير إيجابي على الأطفال؛ حيث يؤدي المديح إلى تحسين الأداء الدراسي، ويزيد الحافز الداخلي للقيام بسلوك لطيف ومفيد، وتعزيز علاقات الطفل الاجتماعية.
كما يرتبط الثناء والمديح أيضًا بزيادة إفراز مادة في منطقة من مخ الطفل مرتبطة بالتعاطف والضمير والانفتاح. أخيرًا يُعد الثناء جزءًا أساسيًّا في التربية الإيجابية، كما هو محدد في الأبحاث العلمية؛ وهو جزء أساسي من معظم برامج الأبوة والأمومة القائمة على الأدلة.7 نصائح ضرورية
وتتوقف الدكتورة “جودوين” أمام عملية المدح ذاتها؛ لتكشف أن هناك بعض أنواع المديح التي يمكن أن تكون أفضل من الأنواع الأخرى، وتقدم “جودوين” 7 نصائح ضرورية لمدح الأطفال بشكل فعال:
– مدح الأفعال وليس الشخص
امدح جهود طفلك وعمله وإنجازه؛ لكن لا تمدح السمات التي لا يمكنه تغييرها بسهولة (مثل الذكاء أو الجمال)؛ لأن “الثناء على العمل والجهد” يُقَوّي الدافع الداخلي للطفل ويزيد صبره في مواجهة التحدي، أما “مدح الشخص” (أي مدح السمات المرتبطة به)؛ فإنه يجعل الطفل يركز أكثر على أخطائه ويستسلم بسهولة أكبر ويلقي باللوم على نفسه.
– المديح يجب أن يساعد على بناء شخصية مستقلة
تشير الأبحاث إلى أن المديح يجب أن يدعم استقلالية الطفل ويشجع على حكمه على نفسه. على سبيل المثال، أن يقول الأب أو الأم: “يبدو أنك استمتعت بتسجيل هذا الهدف”؛ بدلًا من قول: “يسعدني كثيرًا عندما تسجل هدفًا”، اجعل الهدف يُسعده هو ليستقل بشخصيته عن شخصيتك.
– تجنّب المقارنة بالآخرين
عندما تمدح طفلك، امدحه هو لما فعله، وتجنب مقارنته بما فعله الآخرون، حتى لا يسقط الطفل فريسة الحكم على كل ما يفعله بأداء الآخرين، بدلًا من تحقيق أهدافه الخاصة أو الاستمتاع بها بنفسه.
– نعم للتخصيص لا التعميم
من الأفضل أن تمدح طفلك بمعلومة محددة، حتى تساعد الأطفال على تعلم كيفية تحسين سلوكهم في المستقبل. على سبيل المثال، لا تقل له “عمل رائع”، عندما يعيد الطفل ترتيب ألعابه؛ لأنه ربما لا يدرك ماذا تقصد بـ”العمل الرائع”، وقل له “رائع أنك وضعت ألعابك مرة أخرى في السلة أو الصندوق عند الانتهاء من استخدامها”؛ هنا ينشأ الأطفال على تعلم سلوكيات محددة نتوقعها منهم.
– استخدام الإشارات والإيماءات
تشير الأبحاث أيضًا إلى أن الآباء يمكن أن يستخدموا الإيماءات (مثل الإشارة بالإبهام لأعلى)؛ لتشجيع أطفالهم من حين لآخر. توصلت الأبحاث إلى أن الإيماءات يمكن حقًّا أن تكون فعالة للغاية في تحسين التقييم الذاتي للأطفال، وهذا هو حكمهم على كيفية أدائهم وكيف يشعرون حيال ذلك.
– كن صادقًا في مدحك
عندما يشعر الأطفال أن والديهم يبالغون في الإشادة بعملهم أو يقللون من مدحهم؛ فإنهم أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب وانخفاض الأداء الدراسي. وفي الوقت نفسه، كشفت الأبحاث أن المديح المفرط (مثل أن يقول أحد الوالدين: إن “هذا هو أجمل رسم رأيته في حياتي”) غير صحي نفسيًّا للطفل؛ حيث يجعله يتجنب التحديات ويعتمد كثيرًا على المديح.
– المديح والاهتمام الإيجابي
يبدو أن المديح، بالإضافة إلى الاهتمام الإيجابي أو الاستجابة غير اللفظية الإيجابية (عناق أو ابتسامة أو تربيت أو أي نوع آخر من المودة الجسدية)؛ هي الأكثر فعالية في تحسين سلوك الأطفال.
وفي النهاية تؤكد الدكتورة “جودوين” أنه لا يتعين على الآباء اتباع كل هذه القواعد بشكل مثالي. على سبيل المثال، كشفت الأبحاث أن الأطفال ما داموا يسمعون المدح؛ فإنهم يُظهرون زيادة في المثابرة وتتحسن رؤيتهم لذاتهم..