7 ربيع أول, 1445

القاضي هشام الشريف

*قصة سجينة مصرية مديونة مع القاضي* :

*عرف بجمهورية مصر الشقيقة عن القاضي (هشام الشريف) رئيس دائرة جنح مُسْتَأْنَف حلوان في التسعينات*..
*كان رحيماََ وعاِلماً في نفس الوقت ومُلتزِماً بآداب المَحكمة ودوداً مع المُحامين* ..
*وكان المتهمون يطمئنون لأحكامه، حتى التي يحكم فيها بالعقوبة؛ كان المتهم يخرج من القاعة راضيا مطمئناََ بأن حُكم هذا القاضي يتسم بالعدل والرحمة* ..
*وكان يخفض الكفالات للمواطنين المعسرين وأحيان كثيرة كان يدفع من ماله الخاص* .
*وفي جلسة من الجلسات : عُرِضَت عليه قضية هزت محكمة جنوب القاهرة في باب الخَلق .. حين نودي على اسم المتهمة ( وكان لا يضع النساء داخل القفص ) وكانت تُحاكَم بتهمة تبديد مبلغ عليها وعدم السداد*
*دخلت المتهمة بقاعة المحكمة وكانت امرأة عمرها قارب الخمسين، كانت محبوسة ولم يُفرَج عنها لعدم قدرتها على السداد ( وحالة فقرها واضحة بجلاء للناظرين ) فسألها القاضي* :
*يا ست ( فلانة ) ما دفعتيش ال7000 جنيه ليه ل ( فلان )* ؟
*وبصوت الباكي الخائف المرتعش أخبرته المسكينة أن المبلغ ليس 7000 جنيه وإنما هو حقيقة الأمر 1000 فقط ( كنت قد اشتريت بهم بضاعة من التاجر (والد المحامية الحاضرة في الجلسة) وقالت بأنها كانت تدفع له 60 جنيه كل شهر ، لكن حصل لها ظروف منعتها من السداد ، فرفع عليها دعوى* ..
*التفت القاضي للمحامية ابنة (المشتكي)* *وسألها بأدب وهدوء* :
*كلام الست حقيقي* ؟ ..
*فأنكرت المحامية معرفتها بالحقيقة..فما كان من القاضي إلا أن نظر إلى المتهمة وسألها عن حالها وبيتها ( فعلم منها أنها أرملة و تعول 3 بنات )* ..

*فنظر إليها بمنتهى الشفقة والرأفة وقال : سوف تتحل إن شاء الله* *وأمر برفع الجلسة ، وقبل أن يدخل غرفة المُداوَلَة وَجَّهَ كلامه إلى المحامين الحاضرين بالقاعة قائلا*ً :
*أعلم أنكم أصحاب فضل ومروءة ولن تتأخروا عن فِعل المعروف ، وأخرج مِنديلاً كان في جيبه ووضعه على المنصة ثم أخرج من جيبه مبلغاً من المال و قال : ( هذه 500 جنيه ) هي كل ما معي ، ولا أدري من مِن السادة المستشارين سيشاركني ، لسداد دين هذه السيدة ، وشكر الحاضرين ودخل غرفة المُداوَلَة* ..
*وبدأ المحامون في التسابق في الدفع ، فبدأ أحدهم ب 1000 جنيه ، ثم توالى الباقون..المال بالمنديل تجاوز ال( 8000 جنيه )؛ وكانت المحامية ابنة صاحب الدَّين قد خرجت بسرعة إلى خارج قاعة المحكمة لكي تتصل بوالدها وتخبره بما حدث بالقاعة*
*وعادت المحامية إلى القاعة ونودي عليها حين أدخل القاضي المتهمة إلى غرفة المداولة ، وأشار إلى المحامية قائلاً: فيه 7000 جنيه موجودة بالمنديل تقدري تأخذيه وتتصالحي مع المتهمة ونمشيها لبيتها*..
*ولكن المحامية قالت : أنها سألت أبيها وأخبرها بأن لا تأخذ أكثر من ( 500 جنيه ) هو المبلغ المتبقي على المتهمة.. فشكرها القاضي وابتسم ناظراََ للمحامين وقال: أظن أن المحامية اخذت ال ( 500 جنيه ) بتاعتي*…..
*فضحك الجميع ، وقاطعهم قائلاً : وأظنكم لا تريدون أن يحرمكم الله ثواب المشاركة*…..
*وعلا صوت المحامين في الغرفة بالتأييد* … *فنظر القاضي إلى المتهمة وقال باقي (8000 جنيه هذه من الله لكِ وللبنات)*..
*وضجّت غرفة المداولة بالتهليل والتكببر والذى سرى إلى قاعة المحكمة وهتف كل مَن فيها ، فهرول الحاضرون في المحكمة إلى هذه القاعة ليعلموا ماذا حدث ؛ فعلموا بأن ما حدث هو أنه كان يوجد قاضي رحيم يتقي الله في خلق الله وخرجت المسجونة المديونة ومعها مبلغ لم تكن تحلم به
رحم الله كل ذو قلب رحيم

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa