19 رجب, 1446

النوم في الليل مهم للغاية لذاكرة الإنسان، وقد بدأ علماء الأعصاب مؤخرا في فهم السبب وراء ذلك.لدى جاك تامينن، المحاضر في علم النفس بكلية رويال هولواي بجامعة لندن، عدد كبير من الطلاب الذين يتبعون ذلك السلوك المعتاد من غالبية الطلبة، والمتمثل في السهر ليلة الامتحان في محاولة لحشو الذاكرة بأكبر قدر ممكن من المعلومات. لكن ذلك “أسوأ شيء يقومون به”، كما يقول تامينن. لا بد أن تامينن يعرف حقا ما يتحدث عنه بالضبط؛ فهو خبير في دراسة تأثير النوم على الذاكرة، وتحديدا الذاكرة التي يحتاجها الإنسان لتعلم اللغة.والتعلم أثناء النوم فكرة أخرى يحبها الطلاب، ويعتقد بعضهم بأنه من خلال تشغيل مادة صوتية مسجلة لتعلم اللغة أثناء النوم على سبيل المثال يمكن أن تنطبع هذه المادة في الدماغ بطريقة خفية، ومن ثم يفيق الطالب من النوم وهو يتحدث لغة لاتينية مثلا، لكن هذه خرافة بالطبع.لكن النوم في حد ذاته أمر جوهري لحفظ وترتيب المعرفة في الدماغ، والأبحاث التي يجريها تامينن وآخرون تظهر لنا السبب وراء ذلك.يتعلم المشاركون في أبحاث تامينن الجارية مفردات لغوية جديدة، ثم يظلوا مستيقظين طوال الليل. ويقارن تامينن قدرتهم على تذكر هذه الكلمات بعد مضي عدة ليال، ثم بعد مضي أسبوع.حتى بعد عدة ليال من النوم في أعقاب التجربة، هناك فرق واضح في تراجع سرعة تذكرهم لهذه الكلمعات مقارنة بمجموعة المشاركين في التجربة التي لم تتعرض للحرمان من النوم. النوم جزء محوري في عملية التعلم” كما يقول تامينن، ويضيف: “حتى وأنت لا تدرس أثناء النوم، فإن دماغك لا يزال يتعلم كما لو كان يعمل بالنيابة عنك. ولا تستطيع أن تستفيد من الوقت الذي استغرقته في الدراسة ما لم تأخذ قسطاً كافيا من النوم”.