15 شوال, 1445

“ارحموا من يذوب رأس ماله”

اغتنام الأيام المعدودات.

قال واحد من السلف الصالح: لقد قرأت سورة “العصر” عشرين عاما ولا أفهم معناها.
كنت افكر كيف يكون الأصل في الإنسان الخسران والله يؤكده بكل المؤكدات ثم يستثني الله الناجين من الخسران بصفات أربعة وهي الايمان والعمل الصالح صلاحا كاملا والتواصي بالحق والتواصي بالصبر؟

إلى أن سمعت يوما بائعا للثلج ينادي على بضاعته مستعطفا الناس فيقول:

“ارحموا من يذوب رأس ماله”
لان الثلج ماء متجمد وقطرة الماء التي تسقط لن تعود مرة أخرى

هنا فهمت أن هذا هو معنى القسم في سورة “العصر” فرأس مالك في الدنيا هو عمرك واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانية فكل واحد منا يذوب رأس ماله

فانتبهوا لرأس مالكم وهو الوقت الذي تحيا فيه قبل أن تتغير عليك صحتك ووقتك وقبل أن ينتهي الأجل!!!.
وها أنت قد من الله عليك بأن تكون من أهل رمضان ولا تدري هل سيمر عليك رمضان آخر وانت من أهل الدنيا أم ستكون من أهل القبور؟

انتبهوا لمن يسرق منكم رأس مالكم وكل واحد فينا يعرف من الذي يسرق منه رأس ماله فلا تضيع لحظة من رأس مالك وانت لست في ذكر لله أو طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

واقول: أما القسم بأن الأصل في الإنسان الخسران فله لقاء آخر قريبا باذن الله.

مع دعائي وتحياتي وتقديري لاهلي الأفاضل الكرام كل فرد باسمه وإلى جميع اصدقائي وأحبابي واخواني وكل من يمر من هنا

أسأل الله أن يوفقني وإياكم لحسن صيام رمضان ولحسن قيامه وأن يرحمنا بواسع رحمته وأن يغفر لنا وأن يعتق رقاب آبائنا وأمهاتنا واخواننا وأصدقائنا وكل من له فضل علينا. وكل عام أنتم بخير وسعادة وسرور ومصالحة مع الذات ورضا عن أنفسكم.