21 شوال, 1446

الفرق بين الرياء والعجب :

الرياء: أن يعمل الرجل العمل الصالح ليراه الناس .والتسميع : أن يعمل العمل الصالح ليسمع به الناس . – في سبيل الحصول على إعجاب الناس بالرؤية فيكون الرياء، أو السمعة فيكون التسميع – .
والعجب : هو الزهو بالنفس، واستعظام الأعمال والركون إليها، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى.

– فهو بأن ينظر الإنسان لنفسه بعين الإعجاب لصلاحه أو عبادته. -.

والعجب : من باب إشراك النفس – لا غيره من الخلق – بالله تعالى .
والرياء: من باب إشراك الخلق – لا النفس – بالله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – : “وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر؛ فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، والمعجب لا يحقق قوله: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فمن حقق قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء، ومن حقق قوله: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب”.

فإذا اقترن مع العجب احتقار للغير من الخلق أو رد للحق كان من الكبر .

@ الأدلة على تحريم العجب :
١ – قال تعالى : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
فالعجب كما يكون مع المخلوق ، يكون أيضاً مع الخالق سبحانه ، فالعجب بالطاعات نتيجة استعظامها فكأنه يمنّ على الله تعالى بفعلها، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها .

٢ – قال تعالى عن إبليس ( أأسجد لمن خلقت طيناً) ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي …).
فهذا إبليس أعجب بأصله وعبادته، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام ، وأوصله ذلك إلى الكفر والخروج من الملة .

٣ – روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «بينما رجل يمشي في حلةٍ تعجبه نفسه، مرجل جمته، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة» .
وهذا يدل على أن العجب من كبائر الذنوب ، ما لم يصل به الأمر إلى الكفر والخروج من الدين .

٤ – قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا ) ذكر ذلك في معرض الإنكار.

٥ – وقال عز وجل: ( وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) ، فرد على الكفار في إعجابهم حصونهم وشوكتهم. وقال تعالى: ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).

فقد يعجب الإنسان بعمله الذي هو مخطيء فيه، كما يعجب بعمله الذي هو مصيب فيه .

كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .