1 ربيع أولI, 1446
وقفة تأمل في سمة
من سمات الإسلام ( التسامح )
حينما ننظر الى تنوع أعراق وأجناس البشر المسلمين الذين قدموا للحج والعمرة والزيارة ومدى تجانسهم وانسجامهم في المشاعر نعلم أن ذلك من سماحة الدين الاسلامي الذي جعل المؤمنين به إخوة ، لايفرق بين عربي على أعجمي ولا أبيض على أسود الا بالتقوى.
إذ أنه حينما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة كان معه المهاجرين ، وكان يوجد في المدينة الأنصار ( الأوس والخزرج ) وفيها كذلك اليهود بقبائلهم ، والنصارى بطوائفهم ، ومن المنافقين بعد ذلك بمكرهم ، وحول المدينة قبائل من الأعراب بجفائهم وغلظتهم.
فمن خُلُقه العظيم صلى الله عليه وسلم ومن عظم سماحة الإسلام فيه أنه أوجد التعايش بين كل هذه الطوائف والفئات المتنوعة والمختلفة المذاهب.
– آخى بين المهاجرين والأنصار.
– كتب وثيقته مع أهل الكتاب.
– تألف قلوب الأعراب.
– وكل أمر المنافقين إلى الله.
والأعظم من ذلك أنه حينما دخل مكة فاتحاً منتصراً ، قال لقريش التي ناصبته العداء وأخرجته من بلده وموطنه :
( ماتظنون أني فاعل بكم ؟ ، قالوا أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ).
أي سماحة أعظم من هذا التعامل الراقي ، وأي إنسانية أوسع وأرحب من هذا الدين العظيم الذي استوعب كل البشر.
وصدق الله القائل ( ورضيت لكم الإسلام دينا ).