8 جمادي أولI, 1446

كبار السن أكثر حماسا للعمل من الشباب
الاثنين 2015/09/14

الأشخاص الذين عملوا بعد تقاعدهم أظهروا تحسنا في حالتهم النفسية
برلين- أظهرت دراسة ألمانية حديثة تراجع الحماس للعمل لدى الموظفين الشباب في ألمانيا مقارنة بالموظفين الأكبر سنا. ووفقا لدراسة العمل “إي واي” لعام 2015، أوضح 26 بالمئة فقط من الموظفين الشباب الأقل من 20 عاما أنهم “متحمسون للغاية” للعمل، وزادت هذه النسبة بين الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاما لتصل إلى 32 بالمئة.

وفي المقابل أوضح 40 بالمئة من الموظفين كبار السن البالغة أعمارهم 61 عاما أو أكثر أنهم “متحمسون للغاية” للعمل. جاء ذلك في دراسة أجراها معهد أبحاث السوق “فاليد ريسرش” وشملت 2212 موظفا في ألمانيا.

وبشكل عام أوضح 34 بالمئة من إجمالي الموظفين الذين خضعوا للدراسة أنهم “متحمسون للغاية”، واكتفى 50 بالمئة منهم بتوصيف حالتهم في العمل بأنهم “متحمسون”. وعلى الرغم من تراجع الحماس لدى أغلب الموظفين الشباب في ألمانيا، فإن الدراسة أظهرت أنهم “راضون بشكل عام” عن عملهم.

وبلغت نسبة الراضين عن عملهم 61 بالمئة بين الموظفين الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما، في حين بلغت نسبة الراضين عن عملهم بين الموظفين الذين تزيد أعمارهم على 61 عاما 68 بالمئة. ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 50 بالمئة فقط بين الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و40 عاما.

يشار إلى ان دراسة حديثة وجدت أن الأشخاص الذين أعمارهم في المتوسط 54 عامًا، هم أكثر اطمئنانًا من الشبّان الأصغر سنًا، واختلفت النتائج من منطقة إلى أخرى، مع الملاحظة أنّ المسنين كانوا أكثر سعادة في المناطق البعيدة عن العاصمة والازدحام.

اختيار “جسر وظيفي” مناسب للأشخاص الذين بلغوا سن التقاعد يساعدهم على انتقال أفضل إلى مرحلة التقاعد الكامل
ومن جانبها أكدت دراسة حديثة أن كبار السن اليوم أكثر ذكاء من أي وقت مضى، وقالت إنه على الرغم من أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الخمسين هم الأذكى في تاريخ البشرية، إلا أن صحتهم تزداد ترديا. وأشارت الدراسة إلى أن زيادة استخدام التكنولوجيا وممارسة أعمال تتطلب مجهودا فكريا أكبر وسنوات أطول من التعليم كلها أسهمت في إبقاء أذهان كبار السن متقدة.

وفي المقابل تتسبب الأعمال التي لا تتطلب مجهودا عضليا كبيرا وأنماط الحياة الكسولة، في ضمور عضلاتنا وزيادة أوزاننا مع تقدمنا في العمر. وكشف الباحثون في دراستين منفصلتين الأولى شملت بريطانيين والثانية ألمان أعمارهم بين 50 و90 عاما لاختبار قدرات المشاركين المعرفية ونشاطهم الذهني في عام 2006 ومرة أخرى في عام 2012، أن العلامات التي حصلوا عليها في اختبار القدرات المعرفية ارتفعت بدرجة كبيرة خلال السنوات الست الفاصلة بين الاختبارين للرجال والنساء من كل الأعمار.

وقال فاليريا بوردوني من المعهد الدولي لتحليل الأنظمة التطبيقية في النمسا الذي أجرى الدراستين إن علامات الاختبار التي سجلها أشخاص في الخمسين فما فوق كانت مطابقة لعلامات أشخاص يصغرونهم بـ 4 إلى 8 سنوات أُخضعوا للاختبار نفسه قبل ست سنوات. يذكر أن دراسات سابقة أظهرت زيادة معامل الذكاء مع تقدم العمر.

وأنجزت الدراسة التي شملت الألمان تقييما لصحة المشاركين البدنية بجمع بيانات عن مجالات بينها الآلام الجسدية والصحة العامة والطاقة والحيوية. وأثبتت تردي الصحة البدنية خلال السنوات الست لكل الأعمار، رغم أن تردي صحة الرجال البدنية كان أشد من النساء. وكان التردي على أشده لدى الأشخاص بين 50 و64 سنة، وخاصة الرجال ذوي المستوى التعليمي الأدنى.

وأكدت ناديا شتايبر من المعهد الدولي لتحليل المنظومات التطبيقية أن أنماط الحياة الحديثة تقوي العقول ولكنها تُضعف الأجسام. وأضافت أن هذه النتائج المتباينة يمكن أن تُفسر بتغير أنماط الحياة.

وفي سياق آخر أشارت دراسة أميركية سابقة إلى أن الأشخاص الذين يعملون بعد سن التقاعد يتمتعون بصحة أفضل مقارنة مع غيرهم من المتقاعدين. وتوصل فريق الدراسة الذي ضم مختصين من جامعة ميريلاند الأميركية إلى أن مرحلة ما بعد الحياة المهنية تشكل ما يمكن تسميته بالجسر الوظيفي، حيث يعمل الفرد في هذه المرحلة في وظيفة بدوام جزئي، أو وظيفة مؤقتة، أو لحسابه الخاص، وهي مرحلة يرى الفريق أنها قد تشهد تزايدا مطردا في ظل الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم.

إبقاء الذهن في حالة نشاط من خلال العمل حتى وقت متأخر من الحياة قد يمثل طريقة ناجعة لتجنب مرض الخرف
وقالت الدراسة إن الأشخاص الذين عملوا بعد تقاعدهم ضمن مجال مهنهم السابقة أظهروا تحسنا في الحالة النفسية لديهم، فيما لم يرصد ذلك عند من عملوا خارج مجالهم الوظيفي، ما أرجعه الباحثون إلى حاجة الأخيرين إلى التأقلم مع بيئة عمل جديدة وظروف وظيفية مختلفة.

وشدد الباحثون على ضرورة اختيار “جسر وظيفي” مناسب للأشخاص الذين بلغوا سن التقاعد، ليساعدهم ذلك على انتقال أفضل إلى مرحلة التقاعد الكامل، وهم في حالة صحية جيدة نفسيا وجسديا.

ومن جهة أخرى توصلت دراسة بحثية بريطانية حللت بيانات متعلقة بـ1320 مريضا مصابين بمرض الخرف بمن فيهم 382 رجلا، إلى أن إبقاء الذهن في حالة نشاط من خلال العمل حتى وقت متأخر من الحياة قد يمثل طريقة ناجعة لتجنب مرض الخرف.

وأظهرت أن استمرار الرجال في العمل حتى وقت متأخر من حياتهم العملية يساعدهم على إبقاء نشاطهم الذهني متقدا، مما يجنبهم الإصابة بالخرف وفقدان الذاكرة.

وأقر الباحثون أن طبيعة سن التقاعد تتغير، ومن ثم فإن بعض الناس لا يعتبرون أن تنشيط القدرات الذهنية بعد التقاعد له نفس النجاعة التي يحظى بها خلال سن العمل.