8 جمادي أولI, 1446
*ليتنا نكون مثل سالم*
“””””””””””””””””””””””””
حج الخليفة الأموي *”سليمان بن عبدالملك*” ذات مرة ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى *سالما بن عبدالله بن عمر بن الخطاب*
وحذاءه المقطعة في يده وعليه ملابس لاتساوي *ثلاثة دراهم*…
فاقترب منه وسلم عليه ثم قال له:
*يا سالم ألك إليّ حاجة؟!*
فنظر إليه *سالم* مستغرباً وغاضباً، ثم قال له :
*أما تستحي ونحن في بيت الله وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟*
فظهر على وجه الخليفة *الإحراج والخجل* الشديدين فترك سالم وأكمل طوافه.
وأخذ يراقبه و لما رآه خارجاً من الحرم لحقه، وقال له:
*يا سالم أبيتَ أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه.*
فقال له سالم : *هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!*
قال الخليفة:
*يا سالم من حوائج الدنيا، أما حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.*
فقال سالم :
*يا سليمان والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا ، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!..*
عندها دمعت عينا الخليفة سليمان بن عبدالملك وقال مقولته المشهورة: (ليتني مثل سالم بملكي كله) !!!
هكذا كانت الدنيا وزخرفها قد سقطت من أعين *العارفين بالله* فما بالنا اليوم *نخاصم* من أجلها *ونصالح* من أجلها
*ونحب* لأجلها *ونكره* لأجلها
سقطت هممنا فأسقطتنا الدنيا في مستنقعها.
*اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا و لا مبلغ علمنا*——