1 ربيع أولI, 1446
دورات للتعايش السلمي
للخروج من هذه الحالة والمخاوف يرى الدكتور آل مرعي، أن الحل يبدأ من الأسرة أولاً، فمهمتها تكمن في تحسين فكرة الزواج في منظور الأبناء، والتيسير في زواج أبنائها وبناتها، وعدم المبالغة في المهور، وتقليل الطلبات والتكاليف المرهقة على الشاب. كما يوصى الشباب الالتحاق بفرص وظيفية في سن مبكرة بعد التخرج من أي جامعة أو كلية أو معهد للقدرة على تجهيز ما هو رئيسي قبل الارتباط بالزوجة. ومن الحلول أيضاً العمل على إقامة دورات للمقبلين على الزواج لمساعدتهم في كيفية التعايش بين الطرفين، وتحمّل المسؤولية، والقدرة على تربية أبناء صالحين، وعدم المبالغة في المتطلبات لشريك الحياة؛ اقتداء بقول رسولنا الكريم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».
تنامي العنوسة
الدكتور يحيى الفيفي، يعزو عزوف الشباب عن الزواج، إلى ارتفاع غلاء المهور والتكاليف الباهظة، إضافة إلى انتشار البطالة، وانخفاض مستوى الدخل، الأمرالذي يجعل الشباب غير قادرين على تحمُّل المسؤولية مادياً، «حين عزف الشباب عن الزواج حلت العنوسة على الفتيات»؛ لذا يجب تيسير عملية الزواج بعدم المغالاة في المهور، والسكن، والأثاث، ومتطلبات الزواج من جميع جوانبه، والعمل على مساندة الأبناء ما أمكن مع توفير فرص عمل مناسبه لمساعدتهم في مواجهة أعباء الحياة، من مسكن، وملبس، وغذاء، مع عمل دراسة بحثية عن أسباب الطلاق والخلع المتزايد في مجتمعنا.
مخاوف من تجارب الآخرين
نوال طالع تقول، ربّما تكمن أسباب عزوف الشباب والشابات عن الزواج لأسباب ظاهرة كثيرة وأسباب خفية قليلة، إذ إن من بعض الأسباب الظاهرة عدم الوثوق بالآخر للطرفين، والمسؤوليات المشتركة بين الطرفين يتحملها طرف دون الآخر ما يؤدي إلى تكتل المسؤوليات وكثرة الأعباء على طرف دون الآخر، ولدى البعض ردة فعل تجاه فشل تجارب الآخرين أو تجربته الشخصية، ومن الأسباب المظاهر والشكليات والطموحات اللا واقعية التي تنتهي بالفشل على أرض الواقع، إضافة إلى العلاقات الوهمية التي تنتهي بتجربة مُرة تسبب ردة فعل عكسية.
قلق من الطلاق والعنف
في رأي نور آل قيس، الأسباب التي دفعت الكثيرين من الشباب إلى العزوف عن الزواج المبكر، متشابكة ومترابطة وأساسها اقتصادي وتربوي واجتماعي وثقافي؛ وأهمها البطالة وانخفاض مستوى الدخل، ما يجعل الشاب غير قادر على تحمُّل مسؤولية المنزل مادياً، وغلاء المهور، وتكاليف الزواج، وكثرة متطلبات أهل الفتاة، والدراسة والرغبة في الحصول على أعلى درجات العلم، واعتبار الزواج عائقاً أمام الطموحات والتطلّعات مع التركيز على شروط معينة ومواصفات عالية في شريك الحياة، خصوصاً إذا كان الشاب أو الفتاة يتمتّعان بمميزات خاصة وانشغال الشاب بأعباء أخرى وعدم استطاعته تحمل أعباء إضافية، وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية أو تقييد الحرية الشخصية في ظل الخوف من الزواج بسبب الخلافات والطلاق والعنف وغياب الاستقرار والمودة، والخشية من المستقبل وسيطرة الخوف في عدم القدرة على تحمل المسؤولية، ورفض فتيات السكن مع أهل الشاب طلباً للاستقلالية وخوفاً من المشكلات في المستقبل، وتدخل الأهل، وفرض آرائهم المغايرة لآراء أبنائهم ما يؤدي إلى تأخر الزواج حتى إيجاد حل يرضي الطرفين، وربما غياب دور المؤسسات الأهلية والرسمية في التوعية وإيجاد حلول مناسِبة لهذه الظاهرة.
الانشغال بمنصات التواصل
فوزية الشهري تختتم بالتأكيد، أن أسباب عزوف الشباب والفتيات عن الزواج ربما تكون في عدم تملك الكثيرين لمنازل في ظل ارتفاع إيجاراتها مع تكاليف الزواج، وانشغال الشباب بمنصات التواصل التي قد تصرف النظر عن الاستقرار الفعلي، علاوة على النظرة السلبية للزواج؛ نتيجة زيادة نسب الطلاق والخلع خصوصاً في الآونة الأخيرة، مع عدم وجود حسِّ المسؤولية لبناء أسرة وإجبار النفس على المجاهدة والصبر كما كان عليه الآباء والأمهات.