8 جمادي أولI, 1446
*مطار جدة والأخطاء البليدة !*
*خالد السليمان*
يستحق مطار الملك عبدالعزيز الجديد بمدينة جدة أن يدرَّس في كليات التصاميم الهندسية وعلوم الإدارة والتخطيط، فالمطار مثال على كل ما يمكن أن يقع فيه المصممون والمهندسون والمخططون والمنفذون والمشرفون من أخطاء بليدة !
ولو أن هذه الأخطاء وقعت في مشروع صغير لتجرعنا المرارة على مضض لكن أن تقع في مشروع حيوي بلغت تكلفته ٣٦ مليار ريال سعودي فإن جرعة المرارة أكبر من أن نتجرعها !
ووصف الأخطاء بالبليدة ليس مبالغا، فهل يعقل أن يقع المصممون والمنفذون والمشرفون في خطأ حساب المسافات الصحيحة لتباعد البوابات وخراطيم الطائرات بما يتناسب مع أحجام واستخدامات الطائرات ؟!
وهل يعقل أن طاقة المطار عند افتتاحه تبلغ ٣٠ مليون راكب سنويا في الوقت الذي تقدر فيه حسابات الرؤية المعتمرين وحدهم بـ ١٠٠ مليون سنويا خلال ٩ سنوات، ناهيك عن حسابات الانفتاح السياحي والجذب الترفيهي، وخطط جعل المطار نقطة عبور محوري إقليمي رئيسي؟!
سيرد أحدهم بأن بنية المطار مهيأة لتوسعة تستوعب الزيادات المستقبلية في أعداد المسافرين، فأجيبه بأن مطارا استغرق تنفيذه كل هذه السنوات الطويلة لن يقنعني أحد أن مخطط توسعته الذي لم يدق فيه مسمار واحد بعد، ويعادل حجمه الحالي سينجز خلال سنوات قليلة!
ومن الملاحظات اللافتة أن النزول لقاعة مسافري الدرجة الأولى والأعمال التي علقت بين طابقين يتم بسلم كهربائي أما الصعود فيتم باستخدام مصعد صغير واحد، وكان أسهل على المصمم الجهبذ لو أنه أضاف سلما كهربائيا موازيا للصعود بدلا من المصعد اليتيم الذي يتكدس أمامه المسافرون!
ورغم أن تجربة المغادرة سلسة ولطيفة، إلا أن تجربة الوصول تتطلب أن يمتلك المسافر لياقة بدنية عالية لقطع المسافة الماراثونية من باب الطائرة إلى باب خروج المطار، ولا يجد كبار السن والمتعبون أي وسيلة نقل لمساعدتهم ولا يملكون سوى النظر بحسرة إلى سيارات «قولف» المكتب التنفيذي!
أما المواقف وتكلفتها والمخارج وضيقها، وتنظيم خدمات التأجير وسيارات الأجرة فتحتاج مقالا مستقلا، هذا كله والمطار ما زال «داخليا» ولم يفتح السفر الدولي بعد، فكيف سيكون الحال مع تشغيل الصالة الدولية.. لا تعليق!