15 ربيع أول, 1446
#معركة_بلاط_الشهداء
#مبالغة_المصادر_الغربية_في #تضخيم_نتيجة
#معركة_بلاط_الشهداء
تبالغ المصادر الغربية في تضخيم نتيجة معركة بلاط الشهداء ( أو تور – بواتيه ، كما تُسمى في المصادر والمراجع الغربية ). التي وقعت سنة 114 هجرية الموافق 732م. وتزعم تلك المصادر أن هذه المعركة هي التي حمت اوربا من الفتح الاسلامي. بينما الحقيقة انها معركة عادية وخسارة المسلمين فيها خسارة تكتيكية بدليل ان المسلمين بعدها فتحوا صقلية وجنوب ايطاليا ووصلوا الى اسوار روما سنة 239 هجرية وأقاموا سنة 278 هجرية امارة اسلامية في جبال الالب وسيطرت تلك الإمارة على الممرات عبر هذه الجبال التي تربط ايطاليا باوربا ووصلت غزواتها الى بحيرة جنيف. فضلا عن فتح المسلمين لجزيرة كريت سنة 212 هجرية وسيطرتهم على البحر المتوسط من جبال طوروس شرقا الى جبال البرانس غربا واصبحوا على وشك فتح اوربا.ولم ينقذ أوربا من الفتح الإسلامي الفعلي الوشيك الا ظهور الدولة العبيدية الرافضية في شمال افريقية سنة 297 هجرية والتي قطعت المدد البشري عن تلك الولايات الاسلامية الاوربية ، وقتلت ومزقت سكانها المسلمين . اضافة الى ظهور القرامطة الروافض في الجزيرة العربية في الحقبة نفسها وغاراتهم المدمرة على قلب العالم الاسلامي . وبعدهم جاء البويهيون الروافض ليسهموا في انقاذ اوروبا ودولة الروم من الفتح الاسلامي الوشيك. …….. اما المبالغة في نتيجة معركة بلاط الشهداء فتعود الى المؤرخ الفرنجي بولينوس الشماس الذي كان معاصرا لشارلمان حفيد شارل مارتل قائد الفرنجة في تلك المعركة والذي زعم بأن قتلى المسلمين في هذه المعركة – معركة بلتط الشهداء – بلغوا 375 ألف قتيل وهو عدد غير معقول على الإطلاق. فلم تصل كل جيوش المسلمين مجتمعة في اي عصر من عصور التاريخ الاسلامي الى نصف هذا العدد ، فضلاً عن أن الجيش الإسلامي الذي خاضها هو جيش ولاية الأندلس ، وهو جيش قليل لا تتعدى نسبته 10% من عدد جيوش الدولة الإسلامية المترامية الأطراف – في ذلك التاريخ – والمتوزع في سائر الجبهات من حدود الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً.
وهذا هو السر في مبالغة المصادر الاوربية في نتيجة معركة بلاط الشهداء وانسياق المؤرخين الغربيين المحدثين في هذه المبالغة لنتيجة المعركة واقتناع بعض المؤرخين العرب بهذا الاستنتاج دون فحص أو تمحيص …..
كتبه. أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.