21 رمضان, 1446

اسعد الله صباحكم بكل خير :

قد تصبح على خبر جلل، أو تبتلى بما يضرك، أو تواجه أمرا عسيرا، أو غير ذلك من منغصات الحياة الشديدة، فهل تقابل ذلك بالاستسلام والبؤس وتندب حظك من الحياة من خلال الحزن والاكتئاب وفقد الثقة وخوار العزيمة وكراهية جميع من في الأرض إلى غير ذلك من أمور قد تصل بالإنسان إلى حد التفكير في الموت..؟

أكيد نقول : لا، لأن من خلقت له الحياة بما فيها من كتاب مقروء وكون مشهود لا بد أن يستلهم منهما الأمل والنور والقوة والإرادة وغيرها من مقومات البقاء النبيل، فيجلس مع نفسة جلسة نفسية، يوجه لها بعض الاستفسارات، مثل: هل في الكون شئ يحدث بغير مراد الله؟ ويجيب بصوت عال : لا، ثم يطرح سؤالا آخر لها، هل تؤمن بأن بعد العسر يسرا؟ أيضا يجيب بنعم، ثم ينهض قائلا : أين الصبر الذي يجب أن أعيش به كبد الحياة؟ هل موعود الله بالجنة يتحقق لي الا بالمكاره؟ ويسأل ويسأل حتى يستشعر النور الذي يعانق روحه ويتسلل إلى جوانحه فيطرد الأسى والبؤس الذي أحاط به، ويغرد بمنطوق الله : لا تقنط، لا تيأس، لا تعجز، فإن كلمة الله صادقة بتبديل العسر يسرا، وبالضعف قوة، وبالهزيمة نصرا ، وبالموت حياة، وبالحزن فرحا وسرورا، وبالتفرق اجتماعا، وبالهوان عزا وفخارا،……

ودامت حياتكم وآخرتكم بخير