21 رمضان, 1446
#مسألة_فقهية:
في التكبير الجماعي في العيدين:
اعلم أن النصوص جاءت مطلقة باستحباب التكبير كقوله “ولتكبروا الله على ما هداكم” ولم تتعرض لصفة التكبير هل هو في جماعة أم في انفراد.
والدليل يحتمل الأمرين وهذا ما فهمه الأئمة الكبار كمالك والشافعي كما سترى بل كونه جماعة هو الاحتمال الأقرب.
فإن قال قائل: ما الدليل على التكبير الجماعي؟
فالجواب بأن يقال له: وما الدليل على التكبير الفرادي!.
وقد نص غير واحد من الأئمة على جواز التكبير جماعة وفرادى والأمر فيه سعة قال الإمام مالك رحمه الله: الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق ثم يقطع التكبير.
وقال الإمام الشافعي كما في الأم:
وأحب إظهار التكبير جماعة وفرادى في ليلة الفطر وليلة النحر مقيمين وسفرا في منازلهم ومساجدهم وأسواقهم ويغدون إذا صلوا الصبح ليأخذوا مجالسهم وينتظرون الصلاة ويكبرون بعد الغدو حتى يخرج الإمام إلى الصلاة.
وقال أيضا: يكبر الناس في الفطر ، حين تغيب الشمس ليلة الفطر ، فرادى وجماعة ، في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد ، ثم يقطعون التكبير.
قال: وأحب أن يكون الإمام يكبر خلف صلاة المغرب والعشاء والصبح ، وبين ذلك ، وغاديا ، حتى ينتهي إلى المصلى ، ثم يقطع التكبير .أهـ.
وفي صحيح البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يكبر فيكبر الناس بتكبيره حتى ترتج منى تكبيرا.
قال ابن حجر: وهو مبالغة في اجتماع رفع الصوت.
فالحاصل أنه لا ينبغي الإنكار على من كبر جماعة أو فرادى فالأمر فيه واسع وليسعنا ما وسع أئمة الهدى.
وقد ترتب على ترك التكبير جماعة ترك التكبير بالكلية كما هو مشاهد في بعض المساجد ربما لتعذر التكبير فرادى مع رفع الأصوات وذلك للتشويش وربما قالوا: ترك سنة (وهو التكبير) أهون من فعل بدعة (وهو التكبير في جماعة) وهذا من الجهل ومن خطوات الشيطان الذي يسعى لطمس شعائر الدين ومن ذلك التكبير الذي أمر الله به “ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم”.
والله أعلم.
✍//سعيد الجابري