24 ربيع أولI, 1447

,

📌 *هذا هو شيخ الاسلام ابنُ تيميّة رحمه الله تعالى !*

 

*يقول الحافظ المفسر ابن كثير :”ماتَ ابنُ تيمية، فكشفتُ عن وجهه وقبَّلتُه وقد علاهُ الشَّيبُ أكثر مما فارقناه*..*لم يتركْ ولداً صالحاً يدعو له لكنه تركَ أُمَّةً صالحةً تدعو له!*”

*نشأ منذ نعومة أظفاره على العلم ، عندما كان في السابعة من عمره ناظر يهودياً فغَلَبَه فأسلم اليهودي!*

*درس مذهب الحنابلة ونشأ عليه وألَّفَ كتاباً في فقه المذهب, ثم أخذ بالتوسع في كافة العلوم، ثم بدأ بالإجتهاد والتأليف، والترجيح والردّ على بقية المذاهب الفقهية،ثم صار مجتهداً مُطلقاً لا يتقيَّد إلا بالدليل، ثم توسَّع وردَّ على الفِرَق المخالفة في العقيدة، كالشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة والصوفية وغيرها.. وهو صاحب أكبر نقد ونقض للشيعة على الإطلاق، ثم أوسع من ذلك، ردَّ على الأديان الأخرى كاليهودية والنصرانية.. وهو صاحب أكبر نقد ونقض للنصرانية على الإطلاق، ثم بدأ بتعلُّم الفلسفة وعلم الكلام، ليردَّ على أصحابهما، كـ سقراط وأفلاطون وأرسطو، والغزالي وابن رشد، وألزَمَهم إلزامات من مذاهبهم، فأغرقهم في بِحارِهم المظلمة، ثم خرج منها سالماً صافي العقيدة، وردَّ على الملاحدة، والعقلانيين (الذين يُحكِّمون العقل على الشرع) وهو صاحب أكبر نقد ونقض لمذهبهم على الإطلاق*.

*وهو صاحب أكثر وأتقن مؤلفات في العقيدة في القرون المتأخرة، ولا زالت كل الطوائف المنحرفة تهابه حتى بعد وفاته وكان إماماً في الفقه، والتفسير، والحديث، والعقيدة، ومقارنة الأديان، وكل العلوم الشرعية ، وإماماً في اللغة والنحو، وقد استدرك على سيبويه أكثر من أربعين خطأً في كتابه*.

*وقال عدد كبير من أهل العلم: إنه أعلم المتأخرين على الإطلاق، ولم يدخل أي مناظرة إلا وتغلَّب فيها على خصومه، وكان إذا ناظر أحداً يقول له: أنا أعلم بمذهبك منك! ثم يُغرِقه بسَيل جرَّار من الحُجَج والأدلة فلا يرتفع لخصمه رأس بعدها*!

*كل من وصفه من علماء عصره قالوا: ما رأينا مثله قط ، وألَّفَ أكثر من ٣٠٠ مجلد في كافة العلوم.. ٣٧ مجلد منها هي مجموع فتاواه ورسائله وكان يؤلف الرسالة من مائتي صفحة في نصف يوم، وفيها من التحريرات والدقائق العلمية بحيث يدرسها طلاب العلم في شهور عدة!*

*ألَّفَ رسالة قوية في العقيدة، ثم تحدَّى خصومه بأن يأتوا بحرف واحد منها يخالف فيه القرآن والسنة وأقوال الصحابة، وأعطاهم مُهلة ثلاثة سنوات، وقد مرَّ إلى اليوم أكثر من ٧٠٠ عام ولم يستطيعوا!*

*تحدَّى كل من يحتجَّ على بدعته بآية من القرآن، بأنه سيردّ الآية دليلاً عليه بعد أن كان يزعم أنها له!*

*كان لا يتكلم في علم إلا وظننتَه قد أفنى عمره كله في ذاك العلم وحده*.

*ابن القيم، وابن كثير، وابن رجب، والذهبي، والمِزي، والصَفَدي، وابن عبد الهادي، وغيرهم.. كل هؤلاء الأئمة كانوا طلاباً له!*

*شارك في أربع معارك ضد التتار، وكان جهاده بالسيف كقوة جهاده بالعلم*.

*تآلبَ عليه كثير من متعصبي الطوائف والمذاهب وحَرَّشوا عليه عند السلاطين فسجنوه عدة مرات حتى مات مسجوناً في قلعة دمشق*.

*مُنِع من التأليف والكتب في آخر أيامه في السجن فتفرَّغ للقرآن وختمه ٨٠ مرة حتى مات ،وقال مقولته الشهيرة “وندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن*

*لم يتزوج، لأنه لم يتفرَّغ قط، فحياته مَضَت بين الكتب والتدريس والسجون والمعارك!*

*توفاه الله في عام ٧٢٨ هـ بعد أن أكمل ٦٧ عاماً، وكانت آخر آيتين قرأهما هما آخر آيتين من سورة القمر *﴿إِنَّ المُتَّقينَ في جَنّاتٍ وَنَهَرٍ. في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ﴾*

*حضر تلميذه ابن كثير بعد أن كفَّنوه، فقبَّل رأسه وقال: …لم يترك ولداً صالحاً يدعو له، ولكنه ترك أمةً كاملةً تدعو له ،وحضر جنازته عشرات الآلاف من الناس، وكانت أكبر جنازة في الشام وقتها*

*هذا هو شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحرَّاني الدِمَشقي.. الشهير بـ ( شيخ الإسلام ابن تيمية)*

*المصدر : تراجم ابن تيميّة*

📌 *وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :مات بسجن قلعة دمشق سنة 728 هجري وختم القرآن في سجنه ٨٠ مرة هو وأخوه، وشرعا في الحادية والثمانين، فقرآ إلى “إن المتقين في جنات ونهر” #ومات بعدها..*

*لما علم الناس بوفاته أتوا من كل مكان حتى امتلأت القلعة المسجون فيها عن آخرها، وخرجت جنازته للصلاة عليها ودفنها قبل الظهر، ولم يُدفن إلا بعد العصر من شدة الزحام على جنازته*

*ذهبت نعالُ الناس وعمائمهم، لا يلتفتون إليها من شغلهم بالنظر إلى الجنازة..ولم تشهد دمشق جنازة كهذه قبل ذلك، حتى قُدّر عددُ الرجال ب ستين ألفا إلى مائتي ألف، والنساء ب خمسة عشر ألف امرأة، غير اللاتي كُنّ على الأسطحة وغيرها ، ولم يُطبخ في أسواق دمشق في هذا اليوم، ولم تُفتح كثير من الدكاكين ..*

*كثير من الناس نوى الصوم في هذا اليوم؛ لأنهم لا يتفرغون في هذا اليوم لأكل ولا شرب، ولم يتخلف عن جنازته أحد من اهل العلم إلا ثلاثة كانوا قد اشتهروا بمعاداته،فخافوا من الناس أن يقتلوهم، وكان في الجنازة عدد كثير لايحصيه إلا الله، حتى صرخ صارخ: هكذا تكون جنائز أئمة السنة” ،فتباكى الناس وضجوا عند سماع هذا الصارخ*..

*كل هذا مع أنه كان محبوسا قبل موته من قبل السلطان، وكثير من الفقهاء كانوا ينفرون الناس منه، ومع ذلك كانت هذه جنازته فقط دون سرد علمه ومناقبه رحمه الله رحمة واسعه..*)

*من كتاب البداية والنهاية إبن كثير الجزء الرابع عشر. ص.698/767*