12 ربيع أولI, 1446
⭕⭕⭕⭕
*من الكتب الجميلة والطريفة والممتعة جدا جدا جدا؛ التي صدرت حديثا ويظهر أنها ستكون من أكثر الكتب بيعا في معرض الرياض الدولي للكتاب…*
كتاب:
*( حديث الشيخ العثيمين: حكايات ومشاهدات وذكريات من خلال مؤلفاته ١٣٤٧- ١٤٢١) للمؤلف : درع بن عبدالله الدرع*
الكتاب صدر عن دار الثلوثية لصاحبها د. محمد المشوح
وفكرته أن الشيخ العثيمين من خلال شروحه ومؤلفاته في كتبه التي تجاوزت العشرات ومن خلال دروسه المسجلة كان يذكر بعض الأمور الحياتية الطريفة أو العجيبة التي أدركها أو سمعها من شيخه السعدي أو شيخه المطوع… .. فتبين شيئا للطلاب و أيضا تقطع عنهم الملل
وهي كثيرة بالمئات
فقام المؤلف: (درع الدرع)؛ بجمعها بشكل غريب وواسع بعد أن مسح كثيرا من المؤلفات ثم رتبها ترتيبا جيدا وذكر بعض النوادر:
١- تسحر عند الشيخ رجل عربي في رمضان ولما جاء الإفطار جاء بخيشة فيها قنافذ وأراد إهداءها لطبخها في السحور فقلنا ما يحل في مذهبنا … قال في مذهبنا يحل وطعام عند نتلذذ به.
٢- كنت أدرس عند شيخي السعدي بعد المغرب فوق السطح وجاءت بومة مسلطة على العصافير في النخل تسقط عليهم وتأكلهم فالتفت التفاتة يسيرة … فانتقدني الشيخ وقال: صيد العلم أولى من صيد الطيور…
٣- في عام ١٣٦٣ جعل جائزة لمن يحفظ من الطلاب بلوغ المرام وهي ١٠٠ ريال … ومن يحصل ١٠٠ ريال ذاك الوقت
عن ١٠٠ ألف ريال الآن … !
(ذكر الجطيلي أن اللذين حفظوها: عبدالله الفالح … والبريكان … والنعيم أمين مدينة الرياض شفاه الله)
٤- شيخنا السعدي لا يصبغ والشيخ محمد بن إبراهيم وإخوانه كذلك مع أن الصبغ بغير السواد سنة …
٥- اتخاذ الشعر وتربيته ليس سنة … ولذلك شيخي السعدي ومحمد بن إبراهيم وابن باز وابن حميد رحمهم الله لا يتخذونه … لكن إن اعتاده الناس واتخذوه فاتخذه لكي لا تشذ عن العادة…
٦- حدثنا كبار السن أنهم لا يذهبون من بريدة إلى عنيزة إلا مسلحين وعلى خوف شديد … بل في عنيزة يحملون السلاح في رمضان بعد المغرب داخل البلد خوفا من دخول العدو…
٧- فيه أناس يعرفهم الشيخ كانوا بالأمس يمصون النوى من الجوع والآن يملكون مليون…
٨- في سنة الجوع (١٣٢٧) يأكل الإنسان أكل الجمل في الليل والنهار ولا يشبع … وذكر أن صاحب بستان لديه عمال فدخل عنيزة واشترى زبيل كبير مليان تمر لطعامهم… وحمله على رأسه من داخل البلد … وبدأ يمشي ويأكل فلما قرب منهم انتهى ما فيه … فتحير… ووضع الزبيل عند الماشية لكي إذا قالوا وين الغداء قال أكلته الماشية
وكان الناس يموتون من الجوع في هذه السنة فيخرج أهل الخير ومعهم تمر معجون وماء فيصبون في فم من كان به رمق حياة … وحدثني من أثق به أنه جلس ٣ أيام هو ووالدته لم يأكلوا فعجزوا أن يناموا من الجوع فأرسلتني أمي لمبيعة اللحم والعلف لعلنا نجد عظم أو أي شي … فوجدت ٤ من خفاف الإبل وكانوا قديما لا يأكلونها وتلقى … فشوينا الخفاف وطبخنا العلف حتى نضج ودقينا الخفاف بعد الشوي وذريناها على العلف وكلناه … وأخبرني من هو أكبر مني سنا أن والده إذا اشترى نوى التمر من السوق للغنم نجتمع عليه ونفتش إذا وجدنا بقية من التمر نأخذه ونمصه …
٩- سنة الرحمة ١٣٣٧ كانت عنيزة بلدة صغيرة ويصلون في جامع عنيزة ويأخذهم كلهم وهو اقل من نصف الجامع الآن ذلك الوقت … ومع ذلك يقدم لشيخ شيخينا صالح القاضي في الصلاة الواحدة سبع جنائز أو ثمان … فأرعب أهل الجامع وخافوا حتى الصحيح ربما يصيبه بطنه (…) ويموت فقال الشيخ القاضي: من مات عنده ميت يصلي عليه في مسجده ويدفنه لا يجيبه للجامع … وبعض البيوت هلكوا كلهم إلا واحد أو اثنين وبيوت أهلكهم كلهم …
١٠- سنة الدمنة وهي البعرة حكي لنا عنها سنة جاء فيها مطر قليل بحيث لا يبلل أسفل الدمنة بل على أعلاها فقط لكنه صار متواليا رشاش ليس بالكثير فكانت سنة خصب ونفع الله بها نفعا عظيما …
(هي عام ١٣٠٥) …
١١-في عام ١٣٧٦ في عنيزة ولدت امرأة بنتا كساها الله بثوب لحم على صفة لباس يسمى الشلحة فكان الشلش في يديها في الذراعين وفي ساقيها وفي صدرها شي يشبه الشلش..
(ذكر ابن عقيل انها مكثت مدة قليلة وماتت ..والشلش شريط من القماش مزخرف يوضع على الفستان لتزيينه) …
١٢- أدركت عينا في خيبر تنبع من الأرض وتمشي … ولكن نضب الماء وقل…
١٣ – فقدنا خاتما للنساء في بيتنا وبحثنا عنه وفي الجدار شق … وأنا اعلم أن الفارة تسرق الذهب … فكبرنا الشق ووجدنا الخاتم فيه…
١٤- عندنا دابة اسمها أم سبعة وسبعين مثل الدودة تمشي على أرجل وأخبرني بعض طلابي أنهم عدوا أرجلها فوجدوها فوق الخمسين ودون الستين…
١٥- فحل الإبل يعض من حنق عليه وليس هناك أعظم حقدا منه
و اجتمع بعض الرجال على بيع الإبل في عنيزة فإذا بجمل يأخذ براس رجل يعضه ويرفعه فوق ثم يضرب به الأرض ويبرك عليه حتى بادر الرجال وفكوه … وسألوه ما الذي جعله يتسلط عليك من بين الناس؟
قال أذكر أني منذ زمان رددته مرة عن أنثى…
١٦- بعض الناس يألف الهرة وتألفه فتنام تحت رجل الإنسان في منامه … وإذا أقبل إليه صرصور خبطته بيدها حتى يموت … وكذلك إن أقبلت فارة أو وزغة…
١٧- الهرة من السباع لأنها تفرس بنابها وكانت في بلادنا سابقا تأكل الدجاج أكلا عظيما تقفز عليها وهي معلقة في مسراها وتنزل ضبها على الأرض وتأكلها … أما الآن صارت تأكل في الإناء ولا تتعرض لها بشيء أبدا…
١٨- العجيب أن العقرب حين تصادم البشر تفرغ السم … بينما الحية وهي أشد إذا لم يحارشها الإنسان فلا تضره … وشاهدت بعيني امرأة لما كنا في الزراعة أتت حية والمرأة مادة رجليها فمشت فوق رجليها ولم تحدث شيئا …
١٩- بعض الناس يحفظ قراءة للنمل فيقرأ آيات فإذا بها ترحل … فإذا وجد الرجل أمكن الاستعانة به … وحدثني من أثق به من طلبة العلم أنه يفعل هذا … يُدعى إلى البيوت التي فيها الذر الكثير ويدعو وينصرف…
٢٠- أدركت بعض البادية عندما يفد إلى البلد عليه ثلاث ظفائر … يسدل واحدة على كتفه الأيمن والثانية على الأيسر والثالثة من الخلف ..وهجرت الان الا في الجنوب… وما دام الناس اعتادوها فلا بأس بها…
٢١- كان الناس فيما سبق لهم أكمام تتدلى … تسمى في العامية المردّن عرضه حوالي نصف ذراع وطوله حوالي المتر فتجد الرجل واسعوا لكم والردن يتدلى…
وكان الناس ونحن شاهدناهم يضعون في هذا الكم الدراهم والسكر والشاهي يصرونه … ولم يكن الناس يشترون السكر والشاي بالكيس والكرتون ..
٢٢- الفتخة نوع من الخواتم وأكثر ما يلبس في اليد ورأيت من يلبسها في الرجل وهو قليل…
٢٣- رأيت من يأخذ من لحم الإلية قطعا كقطع القرع ويخلطه في اللقمة ويأكله ولم يتضرر…
وفي الأخير هذه الطرفة رحمه الله:
٢٤- الناس قد يحبون الجواد الكريم ودينه ضعيف أكثر من الشخص البخيل ودينه قوي
حدثني أحد كبار السن أنه منذ زمن بعيد مر أحد السائحين المستشرقين بامرأة عجوز جالسة في السوق تسأل الناس فأعطاها ريال (فرانسي) فضة كبير الحجم فكادت تطير فرحا حيث لم يسبق أن أعطاها أحد ريالا …
قالت من هذا الرجال جزاه الله خير… أحسن إلي أحسن الله إليه
قالوا: يا أم فلان هذا كافر !
قالت: لا والله هذا هو المسلماني!!!
يعني هو المسلم حقيقة
فانظر كيف ملك قلبها …!!!
*الكتاب في ٤٣٠ صفحة وخفيف في القراءة ومخرج بإخراج جيد وطباعة فاخرة ويعلق الجامع في الحاشية على تاريخ بعض السنوات أو بعض كلام الشيخ العامي القديم …*