وأسبابه وعِلَّته :
1 – بعد حروف الشرط(8) وأمها ( إنْ ) « إنْ مُتَّ على الإسلام دخلت الجنة » وقد تقدم قول سيبويه فيها .
والسبب في وقوع الماضي بعدها بمعنى الحال والاستقبال أنها شرطية لعقد السببية والمسببية في المستقبل ، والمعنى كما قاله النحاة : إنْ تمت على الإسلام تدخل الجنّة ، والعلّة في ذلك إنزالها منزلة الأمر المحقق .
قال الزركشي(9) في البرهان : « للنحاة فيها تقديران :
أحدهما : أن الفعل يغير لفظًا لا معنى ، فكان الأصل إن
تمت مسلمًا تدخل الجنة فغيّر لفظ المضارع إلى الماضي تنزيلًا له منزلة المحقق .
والثاني : أنه تغيّر معنى وأن حرف الشرط لما دخل عليه قلب معناه إلى الاستقبال وبقي لفظه على حاله . والأوّل أسهل لأن تغيّر اللفظ أسهل من تغير المعنى »(10) .
وأصل هذا الباب هو إنزال الأمر منزلة المحقق ، وهو كذلك المعنى الجامع لأقوال البلاغيين ، إذ يقولون : « يجيء فعل الشرط ماضي اللفظ لأسباب :
– منها إيهام جعل غير الحاصل كالحاصل ، كقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا ﴾ .
– ومنها إظهار الرغبة من المتكلم في وقوعه ، كقولهم : إن ظفرت بحسن العاقبة فذاك ، وعليه قوله تعالى : ﴿ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا ﴾
أي امتناعًا من الزنا ، جيء بلفظ الماضي ولم يقل يردن إظهارًا لتوفير رضا الله ورغبةً في إرادتهن التحصن .