وتطلعاته؛ والمؤسف أن كثيراً من المسلمين يظنون أن حقوق الإنسان مصطلح غربي دخيل على المسلمين، ولا أساس له في الإسلام، وبخاصة أن قضايا حقوق الإنسان أصبحت مسيسة خاضعة لمصالح بعض القوى الغربية، وبعض الثقافات والنظريات الجاهلية، ووسيلة للضغط على المسلمين وابتزازهم.
كما يظن كثير من الغربيين أنهم هم الرواد في مجال تقرير الحقوق الإنسانية والمطالبة بحفظها، وأن المسلمين لا يعرفون هذه الحقوق ولا يحترمونها، ولم يكن لهم علم بها إلا حين صدَّرها الغرب إليهم وطالبهم بالمحافظة عليها!! ويجهل هؤلاء الغربيون أو يتجاهلون أن الشريعة الإسلامية إنما جاءت بكل أحكامها وتشريعاتها لأجل حفظ مصالح الإنسان وحقوقه المشروعة، وخاصة حقوق المرأة، وأن حقوقها لم تحفظ في أي قانون وضعي كما حفظت في الشريعة الإسلامية الغراء!!
وقد يؤكد هذا الظن الخاطئ ما يوجد في البلاد الإسلامية على مستوى الأفراد والحكومات من ممارسات ظالمة، وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان المشروعة، وخاصة حقوق المرأة، مما جعل كثيراً من غير المسلمين في الغرب والشرق يظنون بالإسلام ظن السوء، ويعتقدون أن تعاليمه هي التي تكرس هذه الممارسات الخاطئة، والانتهاكات الظالمة.
ولما كانت الأنظمة السعودية مستمدة من الشريعة الإسلامية كان لزاماً علينا أن نبين مدى مطابقتها للشريعة الإسلامية وأثرها في حفظ حقوق المرأة، ونشرح سبب الانتهاكات الواقعة على المرأة في السعودية، وفي أمثالها من الدول الإسلامية.
وقد تضمن البحث مقدمة وتمهيد وفصل واحد وخاتمة، وذلك على النحو الآتي:
تمهيد: كلمة موجزة عن حقوق الإنسان في الإسلام والنظام السعودي.
فصل : في بيان حقوق المرأة في الأنظمة السعودية من منظور الشريعة الإسلامية وتميزها عن الأنظمة الأخرى
والخاتمة ضمنتها ملخصاً للبحث وجملة من التوصيات المهمة في هذا الباب.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، موافقاً لشرعه، نافعاً لي ولعباده، ذخراً لنا يوم لقائه، وأن يوفق أمة الإسلام للتمسك بدينها، وأداء ما شرعه الله لها من حقوقه وحقوق عباده.
تمهيد
كلمة موجزة عن حقوق الإنسان في الإسلام والنظام السعودي
أجمع العلماء قاطبة على أن المقصد الكلي للشريعة الإسلامية هو تحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد، فما من حكم شرعه الله أمراً كان أو نهياً إلا وهو جالب لمصلحة، أو دارئ لمفسدة، أو جالب ودارئ في