15 ربيع أول, 1446

مقالة رائعة للكاتبة نوف الحازمي

بعنوان من (الفضاوة)

من الفضاوة تصوير المنازل بالأثاث الفاخر …
الأطفال الكاملي الجمال …
الهدايا الثمينة …
رحلات السفر الخيالية …
الصحون الغريبة…
وانجذاب الناس كالمغناطيس لهذه الحسابات …
لم يكن أحد يشعر أن هذا هو مرض
…(الإستهلاكية) …
ينتشر بالتدريج كعدوى قاتلة …
وهو لايصيب إلا أولئك الفارغين …
الذين ليس لديهم مايتميزون به سوى مايملكونه من مادة …
فقط ..

ليس هناك…
فكر …
ولا ثقافة…
ولا أهداف…
ولاهوية …

المصحف تضعه فقط قرب المسابح والمبخرة الفاخرة …
لصورة إحترافية في يوم الجمعة أو في رمضان …

الكتاب أصبح مجرد ديكور تضعه الفتاة قرب وردة وكوب اللاتيه..
ليظهرها بمظهر المثقفة…
هذه الإستهلاكية المقيتة …

اللتي جعلت الناس يتنافسون بشدة على الشراء والشراء كمخلوقات مبرمجة :
لنشتري …
نشتري …
لنتنافس …
من أفضل ؟
من يملك ماده أكثر ؟
أثاث …
صحون …
ملابس …
حقائب …
سيارات …
سفر …
مطاعم …
هدايا …

…هي أحد أذرع الفكر الرأسمالي…
يبرمج عقول الناس على أن سعادتهم في الشراء فقط…

هي أحد أذرع الفكر الرأسمالي المتوحش…
الذي يرى أن الإنسان مجرد آلة …فرد …
يجب أن يعيش ليعمل ويستهلك ويتلذذ فقط…
لامجال لديه للتفكير …
للدين …
للقيم …
للأهداف …
للثقافة …
الأهم هو أن يستهلك …
الفكر الرأسمالي يبرمج عقول الناس …
على أن ؛ سعادتهم في الشراء فقط …
وقيمتهم في الشراء …
وهدفهم في الحياه هو الشراء …
بدون أن تشتري…
وتمتلك أكثر وأغلى
أنت لاشيء ! !!!

الرأسمالية الأمريكية …
تحاول وبقوة أن تبرمجنا على هذه الرسالة ..
عبر الإعلانات …
الأفلام …
المسلسلات…

ترسم لنا دائمآ صورة البطل السعيد الغني … حتى في أفلام الكرتون…
البطلة اميرة تمتلك كل شيء …
القصر …
والملابس …
و الأحذية…
والأطعمة …
السعاده المطلقة …

الإعلانات توصل هذه الرساله أيضاً :
مجوهرات كارتيير هي قيمتك..
ساعة الروليكس بالألماس هي تميزك …
قلادة تيفاني هي رمز الحب …

هنا السعاده؟؟
دللي نفسك …
رفهي نفسك …
أنتي تستحقين …

من الذي يستفيد من إستهلاكنا المحموم؟
إلى أين تذهب هذه الأموال ؟؟؟

الى الشركات العملاقة التي تمتص جيوبنا من جهه …
ثم ترسل لنا المزيد من الرسائل الساحرة من جهات أخرى…
ونبقى نحن ندور داخل فلك الإستهلاك …
نشتري ..
ونعرض …

يرانا غيرنا ويغار ويقلد ويشتري …
ونراهم ونغار ونقلد ونشتري !!! …

وهكذا نتضايق ونشعر بأن حياتنا قد ملأتها القيود والرسميات …

حتى تمضي بنا الحياة …

وننسى صوتا ندياً يقول لنا :

(( 💮ألهاكم التكاثر
💮حتى زرتم المقابر))

هل هذا ماخلقنا لاجله ؟؟ لهو في دنيا وغفله عن امور ديننا و انقياد نحو الهوى والنفس

لنقف ونراجع حساباتنا