15 جمادي أول, 1447

[دولة وتأسيس] ……………………….. ﴿الخُطْبَةُ الأُوْلَى﴾

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا، وَسَيِّئاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم ‌مِّن ‌نَّفۡسٖ ‌وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا) [النساء:1]، (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ ‌قَوۡلٗا ‌سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71] أَمَّا بَعْدُ .. عِبَادَ اللهِ: الْحَمْدُ للهِ عَلَى ما مَنَّ بِهِ وَتَفَضَّلَ، وَما أَنْعَمَ بِهِ وَأَجْزَلَ، فَقَدْ تَأَسَّسَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الْمُبارَكَةُ فِي وُضُوحِ مَنْهَجٍ وَجَلَاءِ مَسْلَكٍ، كِتَابًا وَسُنَّةً وَمَنْهَجًا عَلَى طَرِيقِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، فِي مَبادِئَ ثابِتَةٍ لَا تُؤَثِّرُ فِيها أَقْوالُ المتَقَوِّلِينَ، وَلَا تَنَالُ مِنْها افْتِراءَاتُ المفْتَرِينَ.

تَوْحِيدٌ لِلْوَطَنِ، وَاجْتِماعٌ لِلْكَلِمَةِ، وَنَبْذُ كُلِّ أَلْوانِ الْعَصَبِيَّةِ وَعَوامِلِ الْفُرْقَةِ. قالَ تَعالَى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:40]، وَيَقُولُ تَعالَى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور:55].

وَهَذا مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعالَى أَوَّلًا، فَقَدْ قالَ تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [ آل عمران: 103].ثُمَّ الْفَضْلُ بَعْدَ اللهِ بِمَا قَامَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الْمُبارَكَةُ، قَبْلَ ثَلاثَةِ قُرُونٍ عَلَى يَدِ الْإِمامِ مُحَمَّدِ بْنِ سُعُودٍ فِي عامِ 1139هـ، تَأَسَّسَتْ عَلَى صَحِيحِ الْعَقِيدَةِ وَتَنْقِيَتِها مِمَّا عَلِقَ بِها مِنَ الشِّرْكِ وَالْبِدَعِ وَالْخُرافاتِ، وَذَلِكَ بِالْعَوْدَةِ إِلَى ما كانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالسَّلَفُ الصَّالِحُ، وَهُوَ يُعْتَبَرُ الْأَساسَ الَّذِي نَشَأَتْ عَلَيْهِ الدَّوْلَةُ السُّعُودِيَّةُ بِمَراحِلِها الثَّلَاثِ. وَالْإِمامُ مُحَمَّدُ بْنُ سُعُودٍ كانَ لَهُ الدَّورُ الْبارِزُ، وَالْفَضْلُ الْعَظِيمُ، بَعْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ.

هِيَ النُّفُوسُ الْأَبِيَّاتُ الَّتِي احْتَمَلَتْ

فِي جَانِبِ اللهِ مَا لَا يَحْمِلُ الْحَجَرُ

وَقَدْ بَرَزَ الْإِمامُ مُحَمَّدُ بْنُ سُعُودٍ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ خِلَالِ شَخْصِيَّةِ مُؤَسِّسِ دَوْلَةٍ عَصْرِيَّةٍ، شَهِدَتْ فِيهَا المنْطِقَةُ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْدَاثِ الْجِسامِ، وَالتَّغَيُّرَ الشَّامِلَ إِلَى الْأَفْضَلِ. حَيْثُ حَدَثَتِ النَّقْلَةُ الْعَظِيمَةُ فِي حَياةِ النَّاسِ، فَمِنَ التَّبَرُّكِ بِالْقُبُورِ وَالْأَشْجارِ وَالْأَحْجَارِ إِلَى إِخْلَاصِ الْعِبادَةِ للهِ وَحْدَهُ، وَمِنَ الِاعْتِقَادِ بِالْخُرافاتِ إِلَى الطُّمَأْنِينَةِ وَالْإِيْمانِ الصَّحِيْحِ، وَنَقْلَةٌ حَضَارِيَّةٌ عَمِلَتْ عَلَى تَوْحِيدِ الْكَلِمَةِ، وَتَسْيِيرِ دَفَّةِ الْحُكْمِ إِلَى شاطِئِ السَّلَامَةِ وَالْأَمَانِ وَنُصْرَةِ الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ، وَقَمْعِ الْباطِلِ وَأَعْوانِهِ.

وَكَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تَعَالَى يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَها) [صححه الألباني].

أَيُّهَا المسْلِمُونَ: بِلَادُنا – الممْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ- تَمْتَدُّ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ المبارَكَةِ، فَفِيهَا أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ، وَفِيها بُعِثَ خاتَمُ الْأَنْبِياءِ، وَتَنَزَّلَ آخِرُ كِتَابٍ فِي دِيارِها، أَرْضُنَا -بِإِذْنِ اللهِ- هِيَ الَّتِي صَنَعَتِ التَّارِيخَ؛ وَدَوْلَتُنَا فِي تَارِيخِهَا الْحَدِيثِ هِيَ امْتِدَادٌ لِذَلِكَ التَّارِيخِ الْعَظِيمِ، وَالْتِزَامٌ بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ الْخَالِدَةِ، وَاتِّبَاعٌ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَتَارِيخُ مَمْلَكَتِنَا تَارِيخُ دِينٍ وَمَبَادِئُ يَجْتَمِعُ عَلَيْهَا، وَيَقْبَلُهَا وَيَعْتَزُّ وَيَتَمَسَّكُ بِهَا الْجَمِيعُ، لَيْسَتْ مَبْنِيَّةً عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَا إِقْلِيمِيَّةٍ، وَلَا مَذْهَبِيَّةٍ. فَالرِّجَالُ الَّذِينَ أَقَامُوها لَا يَعْتَصِمُونَ بِقَبِيلَةٍ، وَلَا يَتَعَصَّبُونَ لِفِئَةٍ.

إِنَّهُ تَارِيخُ الدِّينِ وَالدَّوْلَةِ وَالْأُسْرَةِ وَالْوَطَنِ، جُذُورُهُ تَضْرِبُ فِي أُصُولِ الْإِسْلَامِ، وَفُرُوعُهُ تَتَطَاوَلُ خَضَرْاءَ مُزْهِرَةً مُثْمِرَةً، تَعِيشُ بِيْئَتَهَا، وَتَتَأَقْلَمُ مَعَ مُحِيطِهَا، أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا بِإِذْنِ رَبِّهَا. اِسْتِقْرَارٌ وَأَمْنٌ وَوِحْدَةٌ وَصَلَاحٌ وَإِصْلَاحٌ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ رَفَعَتْ دَوْلَتُنَا شِعَارَ تَوْحِيدِ اللهِ، وَالطَّاعَةِ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ، وَالْبَيْعَةِ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، اِتَّخَذَتِ الْإِسْلَامَ نَهْجَهَا، وَالْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ دُسْتُورَهَا. إِنَّ دَوْلَتَنَا ظَاهِرَةٌ عَزِيزَةٌ، اِسْتَطَاعَتْ -بِعَوْنِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ- أَنْ تُحَقِّقَ الِاسْتِمْرَارَ التَّارِيخِيَّ عَلَى خِلَافِ تَوَقُّعَاتِ كُلِّ الْخُصُومِ وَأُمْنِيَاتِهِمْ.

فَالْأَمْنُ وَالْوِحْدَةُ الْوَطَنِيَّةُ وَتَمَاسُكُ المجْتَمَعِ الَّتِي نَعِيشُهَا وَحِمايَةُ المقَدَّسَاتِ هِيَ أَعْلَى وَأَغْلَى مَا نَمْلِكُ بَعْدَ عِزِّ الْإِسْلَامِ وَحِفْظِ الدِّيْنِ، هَذَا الْأَمْنُ -بِفَضْلِ اللهِ وَعَوْنِهِ- مُنْذُ قِيامِ الدَّوْلَةِ السُّعُودِيَّةِ الْأُوْلَى ثُمَّ الثَّانِيَةِ ثُمَّ فِي الثَّالِثَةِ بِقِيَادَةِ الرَّجُلِ المبَارَكِ الْقَائِدِ الْإِمَامِ الملِكِ عَبْدِ الْعَزِيزِ -رَحِمَهُ اللهُ-، وَحَفِظَ ذَلِكَ أَبْنَاؤُهُ الملُوكُ مِنْ بَعْدِهِ، إِلَى وَقْتِنَا الْحَاضِرِ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

﴿الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ﴾

اَلْحَمْدُ للهِ عَلىَ إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلىَ تَوْفِيْقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الدَّاعِي إِلىَ رِضْوَانِهِ.

أَمَّا بَعْدُ عَبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ فِيْمَا أَمَرَ، وَانْتَهُوْا عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمْ اللهُ أَنَّ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَى بِلَادِنَا – بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الممْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ – أَنْ جَعَلَهَا قَلْبَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَمَحَطَّ أَنْظَارِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ، وَالثِّقَلِ الْعَالَمِيِّ بِعَامَّةٍ، تَتَفَيَّأُ فِي تَارِيخِهَا الْإِسْلَامِيِّ المشْرِقِ، عَقِيدَةً سَلَفِيَّةً، وَدَعْوَةً إِصْلَاحِيَّةً تَجْدِيدِيَّةً، وَمَنْهَجًا وَسَطِيًّا مُعْتَدِلًا، تَرَسَّمَتْ هَدْيَ سَيِّدِ الْأَنْبِياءِ، وَالصَّحَابَةِ الْفُضَلَاءِ، وَأَئِمَّةِ الْهُدَى الْأَتقِياءِ الْأَوْفِياءِ، فِي الْعَمَلِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَمُجَانَبَةِ الْبِدَعِ وَالْخُرَافَاتِ، وَالْآرَاءِ الشَّاذَّةِ وَالضَّلَالَاتِ، فَأَسْفَرَتْ عَنِ التَّمْكِينِ الْمَكِينِ لِهَذَا الدِّينِ المتِينِ، فَكَانَتْ أُنْمُوذَجًا وَاقِعِيًّا لِتَجَدُّدِ المنْهَجِ السَّلَفِيِّ السُّنِّيِّ، وَصَلَاحِيَّتِهِ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ.

وَلِذَلِكَ فَمِنَ الْوَاجِبِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الْبِلَادِ السُّعُودِيَّةِ المبَارَكَةِ، لُزُومُ الْجَمَاعَةِ بِطَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَالْحَذَرُ مِنَ الِافْتِئَاتِ عَلَيْهِ، والدُّعَاءُ لِهَذِهِ الْبِلَادِ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ أَنْ يُدِيمَ اللهُ الْخَيْرَ فِيهِمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ أَمْنَهُمْ وَإِيمانَهُمْ، فَالدُّعَاءُ لَا سِيَّمَا بِظَهْرِ الْغَيْبِ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدَلُّ عَلَى صِدْقِ صَاحِبِهِ وَإِخْلَاصِهِ فِي اتِّبَاعِ أَمْرِ اللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَمْعِهِ وَطَاعَتِهِ لِوُلَاةِ أَمْرِهِ. وَالْوَاجِبُ أَيْضًا عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْبِلَادِ وَجَمِيعِ المسْلِمِينَ الدفاعُ عَنْ بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الممْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَالسَّعْيُ بِمَا فِيهِ حِفْظُ دِينِهَا وَدُنْيَاهَا، فَهِيَ مَهْبِطُ الْوَحْيِ، وَقِبْلَةُ المسْلِمِينَ، وَمَأْرِزُ الْإِيمانِ، وَأَمْنُهَا أَمْنٌ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً. حَفِظَ اللهُ الممْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ، وَكَفَانَا اللهُ شَرَّ الْأَشْرَارِ وَكَيْدَ الْفُجَّارِ.

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ عز وجل: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]

‎اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عن الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ نَرْجُو فَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ. اللَّهُمَّ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى المرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمينَ.