15 جمادي أول, 1447
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ*
( 153 )
يا أيها المؤمنون اطلبوا العون من الله في كل أموركم :
بالصبر على النوائب والمصائب ، وترك المعاصي والذنوب ، والصبر على الطاعات والقربات ، والصلاة التي تطمئن بها النفس ، وتنهى عن الفحشاء والمنكر .
إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده .
وفي الآية :
إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين ، المقتضية لما سلف ذكره ، أما المعية العامة ، المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق .
*وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ*
( 154 )
ولا تقولوا – أيها المؤمنون –
فيمن يُقتلون مجاهدين في سبيل الله :
هم أموات ، بل هم أحياء حياة خاصة بهم في قبورهم ، لا يعلم كيفيتها إلا الله – تعالى – ولكنكم لا تُحسُّون بها .
وفي هذا دليل على نعيم القبر .
*وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*
( 155 )
ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف ، ومن الجوع ، وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها ، أو ذهابها ، ومن الأنفس : بالموت أو الشهادة في سبيل الله ، وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب ،
بقلَّة ناتجها أو فسادها .
وبشِّر – أيها النبي – الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة .
*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*
( 156 )
من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا :
إنَّا عبيد مملوكون لله ، مدبَّرون بأمره وتصريفه ، يفعل بنا ما يشاء ، وإنا إليه راجعون بالموت ، ثم بالبعث للحساب والجزاء .
*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ*
( 157 )
أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه ، وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد .