1 ربيع أولI, 1446
*نُودي بدمشق يومًا ما* :
“من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلَّ دمه وماله!”
وها قد مات ذلك المنادِي والكاتب والذي أمر ومات ذكرهم واندثروا
وبقي التوحيد وعِلم شيخ الإسلام ابن تيمية يرفرف في سماء المجد شامخًا عاليًا حتى اليوم
يقول الإمام المفسر ابن كثير :
“ماتَ ابنُ تيمية، فكشفتُ عن وجهه وقبَّلتُه وقد علاهُ الشَّيبُ أكثر مما فارقناه..
لم يتركْ ولداً صالحاً يدعو له
لكنه تركَ أُمَّةً صالحةً تدعو له!”
– نشأ منذ نعومة أظفاره على العلم.
– عندما كان في السابعة من عمره ناظر يهودياً فغَلَبَه فأسلم اليهودي!
– درس مذهب الحنابلة ونشأ عليه وألَّفَ كتاباً في فقه المذهب.
– ثم أخذ بالتوسع في كافة العلوم.
– ثم بدأ بالإجتهاد والتأليف، والترجيح والردّ على بقية المذاهب الفقهية.
– ثم صار مجتهداً مُطلقاً لا يتقيَّد إلا بالدليل.
– ثم توسَّع وردَّ على الفِرَق المخالفة في العقيدة، كالشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة والصوفية وغيرها.. وهو صاحب أكبر نقد ونقض للشيعة على الإطلاق.
– ثم أوسع من ذلك، ردَّ على الأديان الأخرى كاليهودية والنصرانية.. وهو صاحب أكبر نقد ونقض للنصرانية على الإطلاق.
– ثم بدأ بتعلُّم الفلسفة وعلم الكلام، ليردَّ على أصحابهما، كـ سقراط وأفلاطون وأرسطو، والغزالي وابن رشد، وألزَمَهم إلزامات من مذاهبهم، فأغرقهم في بِحارِهم المظلمة، ثم خرج منها سالماً صافي العقيدة.
– وردَّ على الملاحدة، والعقلانيين (الذين يُحكِّمون العقل على الشرع) وهو صاحب أكبر نقد ونقض لمذهبهم على الإطلاق.
– وهو صاحب أكثر وأتقن مؤلفات في العقيدة في القرون المتأخرة.
– ولا زالت كل الطوائف المنحرفة تهابه حتى بعد وفاته!
– وكان إماماً في الفقه، والتفسير، والحديث، والعقيدة، ومقارنة الأديان، وكل العلوم الشرعية!
– وإماماً في اللغة والنحو، وقد استدرك على سيبويه أكثر من أربعين خطأً في كتابه.
– وقال عدد كبير من أهل العلم: إنه أعلم المتأخرين على الإطلاق.
– ولم يدخل أي مناظرة إلا وتغلَّب فيها على خصومه.
– كان إذا ناظر أحداً يقول له: أنا أعلم بمذهبك منك! ثم يُغرِقه بسَيل جرَّار من الحُجَج والأدلة فلا يرتفع لخصمه رأس بعدها!
– كل من وصفه من علماء عصره قالوا: ما رأينا مثله قط!
– ألَّفَ أكثر من ٣٠٠ مجلد في كافة العلوم.. ٣٧ مجلد منها هي مجموع فتاواه ورسائله!
– كان يؤلف الرسالة من مائتي صفحة في نصف يوم، وفيها من التحريرات والدقائق العلمية بحيث يدرسها طلاب العلم في شهور عدة!
– ألَّفَ رسالة قوية في العقيدة، ثم تحدَّى خصومه بأن يأتوا بحرف واحد منها يخالف فيه القرآن والسنة وأقوال الصحابة، وأعطاهم مُهلة ثلاثة سنوات، وقد مرَّ إلى اليوم أكثر من ٧٠٠ عام ولم يستطيعوا!
– تحدَّى كل من يحتجَّ على بدعته بآية من القرآن، بأنه سيردّ الآية دليلاً عليه بعد أن كان يزعم أنها له!
– كان لا يتكلم في علم إلا وظننتَه قد أفنى عمره كله في ذاك العلم وحده.
– ابن القيم، وابن كثير، وابن رجب، والذهبي، والمِزي، والصَفَدي، وابن عبد الهادي، وغيرهم.. كل هؤلاء الأئمة كانوا طلاباً له!
– شارك في أربع معارك ضد التتار، وكان جهاده بالسيف كقوة جهاده بالعلم.
– تآلبَ عليه كثير من متعصبي الطوائف والمذاهب وحَرَّشوا عليه عند السلاطين فسجنوه عدة مرات حتى مات مسجوناً في قلعة دمشق.
– مُنِع من التأليف والكتابة في آخر أيامه في السجن فتفرَّغ للقرآن وختمه ٨٠ مرة حتى مات وقال مقولته الشهيرة : *”وندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن”* (ما حالنا أنا وأنت؟)
– لم يتزوج، لأنه لم يتفرَّغ قط، فحياته مَضَت بين الكتب والتدريس والسجون والمعارك!
– توفاه الله في عام ٧٢٨ هـ بعد أن أكمل ٦٧ عاماً، وكانت آخر آيتين قرأهما هما آخر آيتين من سورة القمر
– : *﴿إِنَّ المُتَّقينَ في جَنّاتٍ وَنَهَرٍ* *في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ﴾*
– حضر تلميذه ابن كثير بعد أن كفَّنوه، فقبَّل رأسه وقال: … *لم يترك ولداً صالحاً يدعو له، ولكنه ترك أمةً كاملةً تدعو له!*
– حضر جنازته عشرات الآلاف من الناس، وكانت أكبر جنازة في الشام وقتها.
هذا هو شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحرَّاني الدِمَشقي.. الشهير بـ ( شيخ الإسلام ابن تيمية).
فرحمه الله رحمةً واسعة، ورفع مقامه في عليين مع النبيين والشهداء والصديقين.
🔸وقد جمعتُ هذه الترجمة من مصادر عِدة.. وبالله التوفيق.
🖋️ *محمد بن هيكل الأكحلي*
منقول
جعله الله صدقة جارية لي ووالديّ وكل من قراءه واعاد نشره