14 شعبان, 1446
لا أعتقد انني قرأت في حياتي وصفا للصلاة في وقتها أبلغ من هذا الوصف !!! .. نفع الله بها .
*يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن تأخير الصلاة* :
الفكرة التي *تخجلني* في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لستُ أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة !!!
ولا أنا من اختار التوقيت ! ..
*الخالق تعالى هو* من قدّر ذلك . الله الذي خلق هذا الكون بعظمته ، واتساعه ، وجماله وبديع إتقانه ، وكثرة مخلوقاته ، وآلائه ومعجزاته *هو الذي يريدني أن أقف بين يديه ، وأكلمه ، وأناجيه*.
وأنا ماذا أفعل ؟!!! .
في كثير من الأحيان أجعل هذا *الموعد* آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته ، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه ، وكل شأنٍ ضئيل .
*الله تعالى يطلبني ( وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم*) لأقف بين يديه ؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية !!!!!.
يطلبني لبضع دقائق فقط ، وأنا أُعرِض وأُسوّف ، وأُماطل وأُؤجّل !!! ثم آتيه متأخراً كعادتي .
*أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!*
يدعوني سبحانه وتعالى *( لاجتماع مغلق*) بيني وبينه فقط ، وأنا صاحب الحاجة ، وهو الغني المتفضل سبحانه *وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان*. أحضر له بجسدي و يغيب عقلي .
*يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات فقط ؛ لأريح بدني ، وعقلي وأنفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها ، وأبثُّ إليه لا لغيره شكواي وهمومي ، وحاجتي* .
*هو الخالق العظيم ، الغني عني ، وعن عبادتي ، ووقتي ، يطلبني ليسمع صوتي !! وأنا الذي يماطل !!!*.
ثم ها أنا أجيء !! إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني يريد الخلاص من هذا اللقاء .
*أنا الحاضر الغائب* ..
*هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً بي*
وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة ، وتمارين رياضية جوفاء ، وعقلاً شارداً ، وحس غائبا !!!
*فأي بؤسٍ أكثر من هذا..!!*. أستغفر الله العظيم واتوب إليه ، أستغفر الله أستغفر الله . *فلنكثر من الإستغفار ، والذكر والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .*