9 جمادي أول, 1446
“الحرص الحقيقي النافع”
أن تحرص على الفوز بدعوة من أبيك أو أمك قبل فوات الأوان.
فدعاء الوالدين لا يساويه دعاء أي أحد آخر لاخلاصهما في الدعاء لك ولن تجد من يدعو لك بإخلاص مع الاستمرار مثلهما حتى أولادك.
قال الله تعالى في سورة الأحقاف: “وَأَصلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي” (15)}
حرف الظرفية “في” يدل على أن رغبة الوالدين في دعائهم لذريتهم إرادة الإصلاح المتمكن من أعماق النفوس للاولاد وليس الإصلاح الذي يظهر للجميع.
لأن الفعل أصلح يتعدى بنفسه دون حرف جر
كما قال تعالى في سورة الأنبياء: “وأَصلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ”
ولذلك:
لن تجد من يخلص لك في الدعاء مثل إخلاص والديك لك.
فهما يريدان لك السعادة المتعمقة المتمكنة من أعماق القلب وليست السعادة الظاهرة التي قد تتصنعها بتبسمك مع أن قلبك يتقطع من الداخل بما يشغلك
فلتعمل على حسن برهما بأفضل أنواع البر بأن تلبي طلبهما قبل أن يطلبا منك.
ولا تنتظر حتى يطلبا لأن تلبية الطلب بعد طلبهما فرض عليك تنفيذه.
واحذر العقوق ومنه:
أن تجبرهما على الخوف من الكلام معك بغلظتك في الرد عليهما أو بإهمالك لكلامهما فيؤثرا عدم الكلام معك مع شدة حاجتهما.
فهذا من أسوأ أنواع العقوق وقد يقع منك دون أن تدري فاحذر ذلك.
عليك أن تبادر بحسن البر وبالحذر من العقوق
قبل أن يأتي وقت تتحسر فيه، ولن ينفعك الندم حينئذ.
ولا تنس الدعاء لهما وحقوقهما عليك بعد وفاتهما
فالزم الدعاء لهما دائما:
“رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
أسأل الله جل وعلا أن يرزقني وإياكم حسن البر وحسن الوفاء وحسن الإخلاص في القول والفعل والعمل. اللهم آمين