16 رمضان, 1446
*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*
تفسير سورة الفيل .
*أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ( 1 ) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ( 2 ) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ( 3 ) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ( 4 ) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( 5 )* .
أي : أما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه ، ورحمته بعباده ، وأدلة توحيده ، وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ما فعله الله بأصحاب الفيل ،
الذين كادوا بيته الحرام وأرادوا إخرابه ، فتجهزوا لأجل ذلك ، واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه ، وجاءوا بجمع لا قبل للعرب به ،
من الحبشة واليمن ، فلما انتهوا إلى قرب مكة ،
ولم يكن بالعرب مدافعة ، وخرج أهل مكة من مكة خوفًا على أنفسهم منهم ، أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل
أي : متفرقة ، تحمل حجارة محماة من سجيل ،
فرمتهم بها ، وتتبعت قاصيهم ودانيهم ، فخمدوا وهمدوا ، وصاروا كعصف مأكول ، وكفى الله شرهم ، ورد كيدهم في نحورهم ، “وقصتهم معروفة مشهورة ”
وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصارت من جملة إرهاصات دعوته ، ومقدمات رسالته ، فلله الحمد والشكر .