12 ربيع أولI, 1446

رسوم قرع الباب :

كان صندوق البريد الخاص بأحد المنازل التي أقوم بتوصيل الصحف اليها مقفولا، لذلك طرقت الباب.

رجل مسن بخطوات غير مستقرة، فتح الباب ببطء.

سألت: “سيدي، لماذا صندوق البريد الخاص بك مقفول؟”

فأجاب: “لقد اقفلته عمدا”.

ابتسم وتابع: “أريدك أن توصلني الصحيفة كل يوم. من فضلك اطرق الباب أو اقرع الجرس وسلمها لي شخصياً”.

لقد حيرني وأجبت: “بالتأكيد، لكن هذا يبدو مزعجًا لكلينا ومضيعة للوقت.”

قال: “لا بأس. سأدفع لك مبلغًا إضافيًا كل شهر كرسوم قرع الباب”.

وأضاف بتعبير متوسل:
“إذا جاء يوم طرقت فيه الباب ولم تجد ردًا، فيرجى الاتصال بالشرطة.”

لقد صدمت من طلبه وسألته: لماذا يا سيدي؟

فأجاب: زوجتي ماتت، وابني خارج البلاد، وأنا أعيش هنا وحدي، ومن يدري متى ستأتي منيتي.

في تلك اللحظة، رأيت عيون الرجل العجوز الضبابية والرطبة.

وقال أيضًا: “لم أقرأ الصحيفة مطلقًا. لقد اشتركت فيها لسماع صوت طرق أو رنين جرس الباب.. لرؤية وجه مألوف وتبادل القليل من البهجة.”

شبك يديه وقال “أيها الشاب، من فضلك اصنع لي معروفًا.. هذا هو رقم هاتف ابني في الخارج.. إذا طرقت الباب يومًا ما ولم أرد، من فضلك اتصل بابني لإبلاغه. ” ..

في بعض الأحيان، قد تتساءل لماذا، في شيخوختهم، ما زالوا يرسلون رسائل على الواتساب،
وفي الواقع، فإن أهمية هذه التحيات الصباحية تشبه معنى طرق أو قرع جرس الباب؛ إنها طريقة لتمني السلامة لبعضنا البعض ونقل الرعاية.

في أحد الأيام، إذا لم تتلق تحياتهم الصباحية أو المقالات المشتركة، فقد لا يكونون على ما يرام أو ربما حدث لهم شيء ما.

يرجى الاهتمام بأصدقائك وعائلتك.

*تستحق القراءة*🌹