10 ربيع أول, 1446

 إعداد

متعب ماطر مطر البلادي

معلم تعليم عام بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف

متوسطة الإمام أبي حنيفة

 

جوال رقم : 0503955345

أيميل : albladi66@hotmail.com

ملخص الدراسة

تهدُف الدراسة إلى التعريف بواقع  التنظيمات الإدارية غير الرسمية في مدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف, والكشفِ عن أسباب ظهورها وأهدافها و دورها في الأداء التربوي. ثم التوصل إلى كيفية التقليل من آثارها السلبية, وأجريت الدراسة على عينة عشوائية طبقية من (200) معلم من المرحلتين المتوسطة والثانوية بمركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف طبقت عليهم أداة الدراسة (الاستبانة ) في الفصل الثاني من العام الدراسي 1429/ 1430هـ, وتكونت من خمسة محاور رئيسية بحيث تقيس ( واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية، وأسباب ظهورها، وأهدافها, ودورها في الأداء التربوي للمدارس, وكيفية التقليل من آثارها السلبية), وقد اعتمدت الأساليب الإحصائية التالية: المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية و معامل الفا كرونباخ للثبات و معامل ارتباط بيرسون لصدق الاتساق الداخلي. وتوصلت الدراسة إلى نتائج, كان من أهمها: رغبة المعلمين في التخلص من التنظيمات الإدارية غير الرسمية, التي انقسمت أسباب  ظهورها إلى : أسباب تتعلق بإدارة المدرسة , وأسباب خاصة بالمعلمين, وأسباب تتعلق باللوائح والنظم. وأوضحت الدراسة أن الهدف الرئيس من ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة يعود إلى رغبة المعلمين في  تحقيق المصالح المتبادلة والاهتمامات المشتركة لديهم.  كما أوضحت الدراسة كيفية التخلص من هذه التنظيمات من خلال إدارة المدرسة ممثلة في مديرها عن طريق توفير أنشطة اجتماعية للمعلمين بديلةٍ عن تلك التنظيمات .

 

The Status of Non-Formal Groups in Schools of

Southern-Taif Educational Center:

A Teacher Perspective

Summary of ME Thesis

By Met’ib Al-BELADI

STUDY OBJECTIVES

The researcher is attempting in this thesis to identify the nature of a number of non-formal groups that influence education in general and educational administration in particular; he is also ambitious to identity as well as to uncover as many details about such groups in schools. The demographic location of study is the Southern-Taif Educational Center (STEC) and the perspective is the teachers’ points of view. The researcher will make an effort to present some of the reasons that generated such groups in STEC. He will also try to stand on the objectives and the intended goals of such groups in STEC. In this context, the study will make some effort to reveal and elaborate on the role these groups play in STEC. Finally, the thesis will present some solutions to minimize some of the negative repercussions of such groups in STEC.

STUDY METHODOLOGY

The researcher has decided to use the Descriptive Methodology widely employed in the field of educational studies, especially those that render observational adequacy and individual interaction as major methodological goals.

STUDY SUBJECTS

The population of the thesis came to be two hundred subjects, that is, workers in STEC, including teachers, non-official individuals, and administrators—all affiliated with STEC—randomly selected, and all seemed to have participated enthusiastically in this empirical study.

STUDY TOOL

The researcher prepared an extended questionnaire with five research interests measuring variables that seem to be related to the overall development of these non-formal groups, particularly with regard to: nature and complexity of the structure, justifications of their existence, their objectives, their roles, and the possibility of reducing their negative impact. The design of the study required performing some statistical measures and procedures such as Standard Deviation, Means, and other validity and reliability tests—these provided the scientific foundation for major components of the study.

STUDY RESULTS

The researcher has been able to prove the existence of some non-formal groups, effectively functioning in STEC. He has also been able to trace the sincere wish of many subjects that such groups never existed from the very beginning of educational administration in their area. He has also noticed, among other observable relevant occurrences, that the lack of equality among teachers is one of the strong reasons that such groups survive and maintain their subsistence. It has also been remarked in the thesis that such non-formal groups do accomplish some personal gains and individual accomplishments for many if not the majority their participating members. Finally, in numerous cases the researcher has detected an incontrovertible amount of disrespect between many of the school directors encountered during the course of the study and their staff, both administrators and teachers.

STUDY RECOMMENDATIONS

After authenticating all the findings, reviewing the majority of relevant resources, and assessing all the statistical data, the researcher has been in a position to provide a number of closely-related recommendations that are both directly and indirectly associated with the phenomenon of non-official groups STEC. Fist, all educationalists must undergo some professional training

sessions and/or workshops in educational administration, psychology and sociology to improve their understanding of their school environment with its teachers as well as any other individual affiliated with its administration such as directors and vice directors. Second, the researcher strongly believes that, because in may situation administrative positions are not assigned according to well-defined professional criteria, school administration must be assigned to the most qualified; this means that high-ranking, school officers should be the ones who could serve a role model in school environment, especially with regard to accepting as equals, not inferiors, other members of school community. In this context, the thesis firmly calls for the achievement of administrative equality which must be realized especially in distributing teaching loads, administrative responsibilities, and other school consultations and assignments.

 

أولا: مقدمة الدراسة:

لقد ارتبط قيام المنظمات بوعي الإنسان بأن قدرته محدودة مُقَاَرَنةً باحتياجاته الكثيرة، وبوعيه بأن تعقد الأمور المحيطة به دفعه إلى التعاون والتنسيق إذا أراد التغلب على ما يواجهه من مشكلات والوصول إلى تحقيق أهدافه وإشباع حاجاته؛ لذا ذهب إلى إقامة التنظيمات الإدارية التي تخدم أهدافه ورغباته الجماعية والفردية، وقد أكد علماء الإدارة  أنه لولا إدراك الإنسان بأهمية التنظيمات ما استطاع بناء الحضارات وما استطاع أن يحقق مستوى معيشة عالية.

ويشير الفكر الإداري (العتيبي، 1993م) إلى انه يوجد في أي منظمة نوعان من العلاقات بين العاملين, هما: النوع الأول: ويقصد به العلاقات التنظيمية الرسمية التي تحكم تصرفات وأعمال العاملين داخل المنظمة من خلال قواعد وأنظمة العمل وتقسيم الأعمال والاختصاصات، وتحديد مسؤوليات وسلطات كل فرد وفق الأعمال الموكلة إليه وبناء على المكانة المهنية التي يحتلها، أما النوع الثاني: فيشمل العلاقات التنظيمية غير الرسمية التي تنشأ نتيجة للعلاقات الشخصية أو الاجتماعية أو نتيجة لتفاعل الأفراد فيما بينهم لخدمة مصالحهم المشتركة.

ويرى علماء الإدارة (العتيبي، 1993م) ” أن العلاقات الرسمية وغير الرسمية لهما تأثيرهما على سير العمل داخل المنظمة، حيث إنهما بناءان مُكَمِلان لبعضهما، لكل منهما تأثيره السلبي أو الإيجابي في أداء التنظيم والعاملين به”.

والمدرسة باعتبارها منظمةً إدارية يرتبط نجاح العملية التربوية بها بعدد من المتغيرات التي من شانها أن تسهم في  تحقيق ذلك النجاح, من ضمنها طبيعة العمل داخل المدرسة, ونوع العلاقات والتفاعلات السائدة بين العاملين بها تقوم بدور كبير في نجاح وتحقيق  الأهداف التي تَنْشُدُها العملية التربوية (بلة, 1427هـ).

فالجو السائد داخل المدرسة غالباً ما يكون انعكاساً لطريقة المدير في تسيير العملية الإدارية في المدرسة.  فلكل مدير مدرسةٍ طريقته وأسلوبه في الأداء، فهناك من يُظْهرُ حُسْنَ التنظيم والاهتمام بالأفراد والتقدير لأدوارهم، يعمل دائماً على كسب الاحترام المستمر من الزملاء الذين يختلفون في أفكارهم وآرائهم واهتماماتهم معه،  وفي الجانب الآخر هناك نمط أخر يظهر الرغبة في استخدام السلطة الرسمية بصورة حرفية، لا يهمهم أثر ذلك على المعلمين, فهم منعزلون عن المعلمين غير متعايشين مع ظروفهم؛ مما يكون دافعاً للمعلمين وغيرهم من العاملين إلى سلوك طرق أخرى يشبعون بها رغباتهم وحاجاتهم، من التكتل والتجمع في شلليات وجماعات، ينشدون منها الأمن والحماية والانتماء داخلها وهذا ما نسميه بالتنظيم غير الرسمي داخل المدرسة .

 ثانياً: مشكلة الدراسة:

تتمثل مشكلة الدراسة في أن وجود التنظيمات الإدارية غير الرسمية, داخل التنظيم الإداري الرسمي للمدرسة, قد يؤدي إلى تعطل عمل التنظيم الرسمي, أو ضياع الكثير من جهود العاملين ووقتهم في أعمال قد تؤدي إلى إعاقة تحقيق الأهداف التربوية .

ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:

– ما واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي جنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟ ويتفرع منه أربعة أسئلة, هي:

أ- ما أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور التنظيمات غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

ب- ما أهداف التنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

ج- ما دور التنظيمات غير الرسمية في الأداء التربوي لمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

د- كيف يمكن التقليل من الآثار السلبية للتنظيمات غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

 ثالثاً: أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة الحالية في:

1- محاولة الوصول إلى الكيفية التي يمكن بها توجيه التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة لصالح العملية التربوية وتحقيق الأهداف التربوية المرجوة.

2- إثراء المعرفة النظرية في مجال التنظيم غير الرسمي في المؤسسات التربوية السعودية خاصة وأن معظم الدراسات السابقة على حد علم الباحث (العتيبي, 1424هـ والشهري, 1418هـ والدغيبس, 1413هـ وبله, 1427هـ)، لم تتطرق للبيئة التربوية السعودية, كما أن معظمها طُبَّقت على منظمات ذات طبيعة إنتاجية واقتصادية وأمنية.

رابعاً: أهداف الدراسة:

تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية:

1- التعرف على واقع  التنظيمات الإدارية غير الرسمية في مدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين.

2- الكشف عن الأسباب المؤدية إلى ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين.

3- التعرف على أهداف التنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين.

4- الوقوف على دور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في مدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين.

5- التوصل إلى كيفية التقليل من الآثار السلبية للتنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين.

6- زيادة فهم طبيعة التنظيمات غير الرسمية وكيف يمكن مواجهتها, وذلك في ضوء النتائج التي يتم التوصل إليها.

 خامساً: حدود الدراسة: 

تمثلت حدود الدراسة الحالية فيما يلي:

الحدود الموضوعية: اقتصرت على تناول الجوانب المختلفة للتنظيم الإداري غير الرسمي في المدارس وأسباب ظهوره وأهدافه  وكيف يمكن توظيفه لصالح العملية الإدارية التربوية والعملُ على تقليل آثاره السلبية من وجهة نظر المعلمين.

الحدود الجغرافية: تم تطبيق هذه الدراسة في مدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف, وهو أحد المراكز التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف .

الحدود الزمنية: تم تطبيق الدراسة الحالية خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1429 / 1430 هـ.

مصطلحات الدراسة:

   التنظيم:

عَرَّفه حّمَّاد (1404هـ) بأنه ” عملية تنظيم الجهود البشرية في أي منظمة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بأقل تكاليف وجهودٍ ووقت, وبأقصى كفاية إنتاجية ممكنة, وبهذا الحق لا يعتبر التنظيم هدفا بل وسيلةً لتحقيق هدف معين ” .

ويُقصد بالتنظيم في هذه الدراسة: الأسلوب الذي تستخدمه المنظمة في تنفيذ خططها من خلال تكوين هيكل العلاقات التي تربط أعضاء المنظمة في سعيهم لتحقيق الأهداف التنظيميـة .

ويُقصد بالتنظيم الرسمي في هذه الدراسة: التنظيم الذي يهتم بالهيكل التنظيمي, وبتحديد العلاقات والمستويات، وتقسيم الأعمال, وتوزيع الاختصاصات, وتحديد خطوات السلطة والمسؤولية، أي أنه يشمل القواعد والترتيبات التي تعبر عن الصلات الرسمية بين العاملين، بهدف تنفيذ سياسات العمل في المنظمة.

التنظيم غير الرسمي:

يعرفه عُلَيَّان (1428هـ) بأنه ” عبارة عن نماذج من العلاقات الشخصية والاجتماعية التي تظهر بسبب الأنشطة غير الرسمية للعاملين في المنظمة “.

ويقصد بالتنظيم غير الرسمي في هذه الدراسة: شبكة من العلاقات الشخصية والاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد بطريقة عفوية نتيجةً للتفاعل الطبيعي بين العاملين نظراً لوجودهم في مكان واحد، أو اشتراكهم في العمل, أو مشاركتهم في مشكلة واحدة، أو ممارستهم نشاطاً واحداً أو رَدَّةَ فعلٍ لما يحدثه التنظيم الرسمي من قرارات روتينية ومللٍ يشعر معه الأفراد بحاجتهم إلى التحدث عن أفكارهم ومشاعرهم, والحصول على المساعدة الممكنة لتحقيق أهدافهم .

 

الإطار النظري للدراسة

التنظيم غير الرسمي:

يرجع اهتمام الباحثين في أدب التنظيمات غير الرسمية وتنبههم لوجودها ضمن التنظيم الإداري الرسمي إلى عام 1911م, حيث لاحظ فريدريك تايلور (Fredrick Taylor‏) وزملاؤه من خلال دراساتهم أن من المشاكل التي تحد إنتاج العاملين وجود تجمعات غير رسمية بين صفوفهم.  وقد تنبه ” تايلور” لوجود هذه التجمعات من خلال ملاحظته أن بعض العاملين كانوا يظنون خطأ أنهم عندما يعملون ببطء فإن التنظيم سيستمر لفترة طويلة، وتبقى وظيفتهم مضمونة لفترة أطول، كما لاحظ ” تايلور” أن هذا التراخي في العمل من قِبَل بعض المجموعات يشكل بالنسبة لهم نوعاً من الدفاع ضد نزوات الإدارة  وهواها، وقد كشف له ذلك عن عدم الثقة بين الإدارة  والمجموعات غير الرسمية (كنعان، نواف،1992م).

كما تنبه هنري فايول Henry Fayol)) المشار له في (عشماوي، 2000 م) عام 1916م إلى أن “مقاومة الإدارة  لطموح العاملين وإهمالها إشباع حاجاتهم كانت أهم الصعوبات التي ينبغي على الإدارة  مواجهتها, عندما أدى ذلك إلى تكوين التجمعات غير الرسمية بين العاملين وبدأت تعمل ضد أهداف الإدارة  أو تحاول إعاقة تحقيقها”.

ولقد حظي التنظيم غير الرسمي باهتمام كبير من علماء الإدارة  والممارسين لها منذ ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية في الفكر الإداري، التي كان لها الفضل في كشف القوة الكامنة وراء ظهور التنظيم غير الرسمية ومدى تأثيرها على الإنتاج من خلال  تجارب       (Howthorne)التي بينت قيمة القائد غير الرسمي ومدى تأثيره في باقي أعضاء التنظيم غير الرسمي وذلك بقدرته على إشباع حاجتهم وتحقيق ما يتوقعه منه بقية الأعضاء.  بالرغم من الإسهامات الرائدة (Taylor &  Fayol) التي لفتت الأنظار لوجود التنظيمات غير الرسمية، إلا أنها لم تكن كافية لفهم طبيعة هذه التنظيمات وخصائصها ودوافع تكوينها ونشاطها ومدى تأثيرها على التنظيم.

مفهوم التنظيم غير الرسمي:

       يشير التنظيم غير الرسمي إلى ” نسق العلاقات غير الرسمية التي تنمو تلقائياً بسبب تفاعل الأفراد داخل التنظيم الرسمي, ولكل تنظيم رسمي جانب غير رسمي فيما يتعلق بتنظيمه الاجتماعي،  ويتضمن المعايير الاجتماعية والشعائر والتقاليد والمشاعر التي تؤثر على سير التنظيم الرسمي ” (بدوي,1986م).

ويعبر التنظيم غير الرسمي عن ” مجموعة من القيم والأنماط السلوكية والثقافية التي تتكون من خلال التفاعلات الاجتماعية بين الأعضاء لتحقيق أهداف مشتركة ويحصل أعضاء هذه التنظيمات غير الرسمية على نوع من الرضا نتيجة مشاركتهم الآخرين في العمل ولرغبتهم في تنمية وتطوير مصالح مشتركة ” (هاشم,1988م).

وإذا استمرت تلك العلاقات غير الرسمية فترة مناسبة بين أفراد المنظمة، فإنها تصبح جزءاً من البناء أو التنظيم الاجتماعي للمنظمة، وهذا ما يؤكد أن التنظيم الرسمي مجموعة أنماط سلوكية أو اجتماعية وليس مجرد هيكل جامد للسلطة، ويؤكد أيضاً أن المنظمة ليست مجرد مجموعة من الأفراد, وإنما هناك العلاقات والتفاعلات البشرية والقيم التي تحدد أنماط السلوك البشري الجماعي داخل المنظمة ” (جاكسون ومرجان, 1988م).

ويرى عشماوي(2000م) أن ” الخريطة التنظيمية قد تحسم الاتجاهات الإدارية الرسمية, إلا أنها لا تستطيع أن تبين العلاقات التي تنمو بين الناس في ظروف الواقع الفعلي, فالتنظيم الرسمي يستطيع أن يوضح الأهداف، وأن يحدد – عن طريق الأوامر والتعليمات – ما يجب أن يقوم به كل فرد في المشروع لتحقيق الأهداف الموضوعة, إلا أنه لا يستطيع أن يحرك دوافع العاملين ويوفر مقتضيات تعاونهم لتحقيق الأهداف.

والذي يستطيع ذلك هو التنظيم غير الرسمي؛ فهو الذي يجمع الأفراد في نطاق الروابط المهنية أو الاجتماعية أو النقابية أو الفئوية التي تمثل مصالح واهتمامات متبادلة للمجموعة, ومن ثم علاقات شخصية أقوى من العلاقات الرسمية”.

ويرى النجار(1989م) أن ” القواعد السلوكية غير المكتوبة للتنظيم غير الرسمي لها تأثيرها وسيطرتها على أداء وفعالية التنظيم أقوى من أي عامل آخر, وذلك عندما تكون هذه القواعد ذات طبيعة سلبية وهدامة للفرد تصبح المنظمة أقل نجاحاً وتقدماً مما لو كانت طبيعة هذه القواعد السلوكية إيجابية فعندما تصبح بمثابة دافعية قوية للعمل والإنتاج”.

والتنظيم غير الرسمي هو”حصيلة العلاقات الاجتماعية التي لا دخل للسلطة الرسمية بها أو بتكوينها ويتحدد بناء التنظيم غير الرسمي بواسطة المواقع التي يحتلها الأفراد في علاقتهم بهذا التنظيم حتى يوجد أربعة مواقع للمراكز وهي: القادة والأعضاء في المجموعة الأساسية وأعضاء المراكز الثانوية، وأفراد خارج المراكز الثانوية ” (عرفة وشلبي, 1990م).

 نظرية التنظيم غير الرسمي:

تدور العناصر التنظيمية لأي منظمة وتتم جميعها من خلال الجهد الإنساني, الذي يتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية للمنظمة, وبالتالي ينطوي التناقض على أنماط السلوك للأفراد, بين النمط السلوكي الذي يتفق وأهداف المنظمة, وبين العلاقات الإنسانية في التنظيم غير الرسمي.

وينشأ التنظيم غير الرسمي نتيجة للعلاقات الشخصية التي توجد بين الأفراد، وليس للقانون أو اللوائح دخل في وجودها، فالعلاقات التي تربط الأفراد في ظل هذا النوع من التنظيم تنشأ دون أن تصدر إليهم قرارات مُلْزِمة تحدد شكل هذا التنظيم أو أهدافه، ومصدر التنظيم غير الرسمي العلاقات الشخصية، وروح الود والألفة والتماسك التي تسود بين الأفراد وتجمعهم، وباتصالاتهم بالغير في ظل العمل الجماعي، وانفعالاتهم وعواطفهم ومشاعرهم، وهذا التنظيم يوجد نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة التي يتواجد فيها ويكتسب منها مجموعة من العادات التي تؤثر على سلوك الأفراد دون الالتزام بقواعد مكتوبة, ويظهر هذا بوضوح في تماسك المجموعات البشرية ذات الميول والنزعات الخاصة مثل الجماعات الدينية أو الفِرَق الرياضية أو أصحاب الهوايات المشتركة (إليون وبيلينك، 1977م).

ويظهر الصراع بين التنظيمات غير الرسمية والتنظيمات الرسمية  في المنظمات المدرسية بين مفهومي السلطة الشرعية التي تستند إلى وظيفتها المحددة قانوناً, والسلطة الفنية التي تستند إلى الخبرة والمعرفة الفنية.

وينشأ عن الاختلاف بين المفهومين السابقين صراع  بين جماعات الإداريين (ذوي السلطة القانونية) والعاملين (ذوي السلطة غير القانونية) وهو ما يُحْدِث صراعاً بين المجموعة الأولى التي تعتمد على موقعها الوظيفي في التنظيم, وسلطة الجماعة الثانية التي تستند إلى المهارة والخبرة المرتبطة بتكوين وتشكيل علاقات عمل وعلاقات إنسانية بين أفراد التنظيم.

والتنظيم غير الرسمي ينشأ نتيجة للدور الاجتماعي الذي يلعبه بعض الأفراد في حياة المنظمة، ومن ثم فإنه لا يتفق بالضرورة مع المخطط الرسمي، وهو يهتم بالتنظيم كما هو كائن لا كما ينبغي أن يكون رسمياً.

وقد لا يكون بالضرورة في تناقض مع التنظيم الرسمي, بل على العكس، “قد يكون التنظيم غير الرسمي في حالات كثيرة عوناً وعضداً للتنظيم الرسمي، كما تقرر أن التنظيم غير الرسمي له بناء أو هيكل يظهر تلقائياً وفق أنماط السلوك المَرْعِيَّة، كما أن له قواعد ومعايير توجه سلوك الأعضاء, وفي هذا التنظيم يوجد أيضاً القادة والأتباع، وله وظائف مهمة يؤديها, وقد أدت هذه الحقائق العلمية إلى إدراك أهمية التنظيم غير الرسمي باعتباره ضرورة لحياة الأفراد الاجتماعية، وباعتباره أيضاً أحد مكونات التنظيم الرسمي المهمة” (عليوة, 1987م).

وهذه التنظيمات غير الرسمية يطلق عليها كثير من علماء الإدارة (تنظيم الظل) “حيث إنه تنظيم ملازم للتنظيم الرسمي, أو (جماعات الضغط) والتنظيمات غير الرسمية تنشأ بين الأفراد في المنظمة الواحدة لاعتبارات متعددة, أهمها: تحقيق المصالح والأهداف المشتركة لهؤلاء الأفراد” (العتيبي، 1424هـ).

كما أنه لا يمكن إلغاء التنظيمات غير الرسمية ولكن تبرز هنا مهارات القائد أو المدير القيادية في طريقة التعامل مع هذه التنظيمات وتوجيهها لتحقيق أهداف المنظمة وخطط القائد أو المدير المستقبلية.

الدراسات السابقة:

      توجد مجموعة من الدراسات السابقة التي استفادت منها الدراسة الحالية وهي كالتالي:

قام (عبد الله الدغيس, 1413هـ) بدراسة بعنوان: أثر العلاقات الرسمية وغير الرسمية على سير العمل الجمركي .

وهدفت الدراسة إلى معرفة دور العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين الرؤساء والمرؤوسين في تحقيق أهداف ومطالب العاملين داخل التنظيم.

واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي من خلال تطبيق استبانة على عينة عشوائية طبقية من العاملين في المنافذ الجمركية والعاملين في مصلحة الجمارك, وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج, كان من أهمها:

  • أن العلاقات غير الرسمية لها تأثير واضح إذا ما استخدمت الاستخدام السليم في خدمة العلاقات الرسمية داخل التنظيم الإداري.
  • أن قيام علاقات ممتازة بين العاملين ورؤسائهم وزملائهم في العمل يؤدي إلى تحسين سير العمل وزيادة إنتاجية العاملين.
  • أكد غالبية العاملين على أهمية العلاقات غير الرسمية, وأنها المفضلة لديهم, لكونها وسيلة للترويح عن أنفسهم.
  • أن الدمج بين العلاقات الرسمية وغير الرسمية داخل الجهاز الإداري يؤدي إلى تذليل الصعوبات التي قد تعيق أسباب حركة العمل وصولا إلى الأهداف المنشودة.

وقام (عبد الله الشهري, 1418 هـ) بدراسة بعنوان: تأثير كلًّ من العلاقات غير الرسمية والولاء التنظيمي على الأداء الوظيفي لدى العاملين في حرس الحدود.

وهدفت الدراسة إلى تحديد لمستويات العلاقات غير الرسمية والولاء التنظيمي والأداء الوظيفي, وفحص اثر العلاقات الوظيفية غير الرسمية والولاء التنظيمي والأداء الوظيفي لدى العاملين بحرس الحدود.

وطبقت الدراسة على عينة عشوائية من الضباط والأفراد قوامها (924) شخصاً من مختلف الرتب العسكرية, وتوصلت الدراسة إلى أهم النتائج التالية:

  • وجود أثر ذي دلالة إحصائية للعلاقات الوظيفية غير الرسمية والولاء التنظيمي والمتغيرات الشخصية في الأداء الوظيفي لدى العاملين في حرس الحدود.
  • وجود علاقة ايجابية بين المتغيرات الشخصية وكلًّ من العلاقات الوظيفية غير الرسمية و والولاء التنظيمي والأداء الوظيفي.
  • وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الضباط والأفراد في مستويات العلاقات الوظيفية غير الرسمية والولاء التنظيمي والأداء الوظيفي لدى العاملين في حرس الحدود.

وقام (محمد العتيبي,1424هـ) بدراسة بعنوان: أثر التنظيم غير الرسمي على اتخاذ القرارات الإدارية بالمنظمات الأمنية، وهدفت إلى الكشف عن مدى اختلاف رؤى الضباط لمستوى التنظيم غير الرسمي باختلاف خصائصهم الشخصية, وتحديد تأثير التنظيم غير الرسمي في اتخاذ القرارات الإدارية بالمنظمات الأمنية،  وطُبَّقَتْ الدراسة على عينة مكونة من (365) ضابطاً,  وتوصلت إلى نتائج, كان من أهمها:

  • أن مستوى التنظيم غير الرسمي في جهاز الأمن العام بمدينة الرياض مستوى مرتفع.
  • توجد اختلافات ذات دلالة إحصائية بين رؤى الضباط لمستوى جميع أبعاد التنظيم غير الرسمي.

كما قام (عباس بلة, 1427هـ) بدراسة بعنوان: التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المؤسسات التربوية،  وهدفت الدارسة إلى الكشف عن الأسباب المؤدية إلى ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدارس, ومعرفة حقيقة هذه التنظيمات, والوقوف على الآثار الموجبة والسالبة لها، وطبقت الدراسة على عينة  بلغت (72) معلماً ومعلمة, وهو ما نسبته 58% من مجتمع الدراسة في ولاية الخرطوم بالسودان – محافظة أم درمان – وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها:

  • أن التنظيمات الإدارية غير الرسمية حقيقه موجودة في المدارس.
  • من أهم الأسباب المؤدية إلى تكوين هذه التنظيمات هي (انشغال مدير المدرسة بأمور غير المدرسة, وأسلوبه في المعاملة للعاملين في المدرسة, وسلبليته في مواجهة مشكلات المعلمين والمدرسة).

التعقيب على الدراسات السابقة:

من خلال العرض السابق للدراسات نجد أنها تناولت بُعْدَيْنِ, هما: التنظيم غير الرسمي من ناحية, واتخاذ القرارات من ناحية أخرى, وأجريت خلال الفترة من 1413 إلى 1427هـ.

واستخدمت هذه الدراسات المنهج الوصفي من خلال مراحل مختلفة, منها: المسح الاجتماعي الشامل, أو بالعينة, أو باستخدام الأسلوب التكراري (الدغيبس, 1413هـ) و(الشهري, 1418هـ) و(العتيبي, 1424هـ) و(بله, 1427هـ).

ولقد ركزت هذه الدراسات على العلاقات الرسمية وغير الرسمية (الدغيبس,1413هـ) وكذلك العلاقات غير الرسمية وعلاقتها بالولاء التنظيمي والأداء الوظيفي (الشهري,1418 هـ), وأيضا على العلاقات غير الرسمية وأثرها على اتخاذ القرار (العتيبي, 1424هـ) بالإضافة إلى التنظيمات غير الرسمية بالمؤسسات التربوية (بله,1427هـ).

ويلاحظ أن بعض الدراسات تتشابه مع الدراسة الحالية في أحد محاورها, وهو التنظيم غير الرسمي, وتختلف عنها في ربطها بالمحور الثاني وهو المدارس في البيئة السعودية.  فهناك ندرة في الدراسات التي تناولت التنظيم غير الرسمي في المنظمات الإدارية في المملكة بصفة عامة وفي المنظمات التربوية بصفة خاصة, وهذا يجعل الدراسة الحالية تتميز بالجِدَّة والأصالة في آن واحد.  ومن خلال الاطلاع على الدراسات السابقة لم يجد الباحث دراسات عن هذا الموضوع تناولت البيئة التربوية بالمملكة العربية السعودية.

كما لاحظ الباحث قلة الدراسات وندرتها في هذا المجال, وقد يعود ذلك لأسباب, منها: مدى حساسية موضوع الدراسة وارتباطه بالانتماء القبلي والطائفي, ومدى تأثيره على العلاقات في المجتمع السعودي.

وتنفرد هذه الدراسة بتركيزها على العلاقات غير الرسمية في المنظمات التربوية في المملكة, وهي ما يظهر من علاقات بين الأفراد كرد فعل لما يحدثه التنظيم الرسمي من قرارات روتينية وملل يشعر معه الأفراد بحاجتهم إلى التحدث عن أفكارهم ومشاعرهم والحصول على المساعدة الممكنة لتحقيق أهدافهم.

 

منهج وإجراءات الدراسة

منهج الدراسة:

         اعتمدت الـدراسـة الحالية على المنهج الوصـفي التحليلي، لملاءمة هذا المنهج لطبيعة الدراسة، فدراسة التنظيمات غير الرسمية تحتاج إلى التعرف على واقع طبيعة هذه التنظيمات والدوافع النفسية والاجتماعية لتكوين هذه المنظمات, ومعرفة العائد أو المردود على الأفراد المنتمين لهذه التنظيمات غير الرسمية, وهو ما يفرض على الباحث اختيار المنهج الوصفي الذي يعالج كل هذه التفصيلات, أما فيما يتعلق بالجانب التحليلي في المنهج فقد استخدم الباحث “الاستبانة” وتحليل نتائجها ومعالجتها إحصائياً, وتوصل إلى إجابات تسهم في وصف وتحليل نتائج استجابات المعلمين بمركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف حول التنظيمات الإدارية غير الرسمية .

مجتمع الدراسة:

تكون مجتمع الدراسة من معلمي التعليم العام في مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف في المرحلتين المتوسطة والثانوية, البالغ عددهم (421) معلماً حيث كان توزيعهم على 39 مدرسة (الدليل الإحصائي, 1428هـ).  وهم يمثلون جميع مَنْ هُمْ على رأس العمل من المعلمين بالمركز للعام الدراسي 1429/ 1430 هـ.

عينة الدراسة

اعتمد الباحث في هذه الدراسة على طريقة العينة العشوائية الطبقية، حيث تم اختيار العينة من معلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية بمركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف الذين يبلغ عددهم (200) معلم , تم اختيار عينة البحث من المعلمين في المرحلتين المتوسطة والثانوية لعدة اعتبارات, أهمها:

  • أن هناك تقاربا في خبرات ومؤهلات المعلمين في تلك المدارس من حيث درجة المؤهل.
  • أن هناك تشابها بين المعلمين في المدارس الثانوية والمتوسطة من حيث تجاربهم العلمية.
  • كبر حجم مجتمع البحث الذي يصعب الوصول إلى كل مفرداته, ولذلك فقد تم اختيار عينة من المعلمين في المدارس المتوسطة والثانوية نظراً لاعتبارات الوقت والتكلفة.

و تم تحديد حجم العينة من الفئات المختلفة من المعلمين  في المدارس الثانوية والمتوسطة  مجال تطبيق الدراسة الحالية من خلال المعادلة الآتية: (فتحى،  1979).

(1.96)2 × 421 × 0.50 (1-0.50)

 

(0.05)2 × 421 +(1.96)2 × 0.50 (1-0.50)

 

 

حجم العينة (ن)  =                                                          =  200 معلم

و تم توزيع عينة البحث الطبقية بالنسبة والتناسب على النحو التالي:

جدول رقم (1)

توزيع عينة البحث

فئة العينة العدد النسبة حجم العينة من كل فئة
معلمو المرحلة المتوسطة 232 55 %
200 × 55

 

100

110
معلمو المرحلة الثانوية 189 45 %
200 × 45

 

100

90
المجموع 421 100 % 200

 

 

أداة الدراسة:

قام الباحث بإعداد استبانة اشتملت على (125) فقرةً تتناسب وواقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية, كما تتناسب مع طبيعة الدراسة وتحقيق أهدافها, ثم قام بعرضها على مجموعة من المختصين لتحكيمها, ليصبح بعدها عدد الفقرات (79) فقرة موزعةً على خمسة محاور.

جدول رقم (2)

توزيع فقرات الأداة على محاور الدراسة

 

المحاور واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية أسباب ظهورها أهداف التنظيمات أثرها في الأداء العام بالمدرسة مقترحات لتقليل من مظاهر التنظيمات غير الرسمية المجموع
العدد 13 23 13 15 16 80

 

 

وقد تم استخدم مقياس (Likert) الخماسي لتحديد درجة الممارسة,  بحيث يعطى الدرجة (5) للاستجابة (موافق بشدة), والدرجة (4) للاستجابة (موافق), والدرجة (3) للاستجابة (غير متأكد), والدرجة (2) للاستجابة (ارفض), والدرجة (1) للاستجابة(ارفض بشدة). وعلى ذلك تم استخدام المعيار التالي الذي اقترحه المُحَكَّمون للحكم على درجة الممارسة.

صدق أداة الدراسة:

قام الباحث بالتأكد من صدق أداة الدراسة عن طريق نوعين من الصدق, هما: الصدق الظاهري, و صدق الاتساق الداخلي:

 

 

الصدق الظاهري (آراء المُحَكَّمين):

تم عرض الاستبانة في صورتها الأولى على مجموعة من المحكمين، عددهم (5) من المختصين في مجال الدراسة، وتم أخذ آراء المحكمين حول مدى مناسبة العبارة للمجال الذي صنفت فيه، مع اقتراح المجال المناسب في حالة عدم مناسبتها واستبعاد العبارات غير المناسبة, والمكررة, والتي لها أكثر من معني. وكذلك التأكد من وضوح ودقة صياغة العبارة مع اقتراح الصياغة المناسبة إذا تطلب الأمر ذلك، وقد اعتبرت نسبة (80%) من آراء المحكمين معياراً للحكم على صلاحية العبارة.

و تم أخذ جميع ملاحظات المحكمين في الاعتبار، وعلى ذلك أصبح الاستبيان يتمتع بالصدق الظاهري, أوما يطلق عليه صدق المحكمين.

 صدق الاتساق الداخلي للاستبانة:

بعد التأكد من الصدق الظاهري لاداة الدراسة تم تطبيقها على عينة استطلاعية تكونت من (30) معلماً, تم اختيارهم بطريقة عشوائية من معلمي التعليم العام بمحافظة الطائف،  وذلك لتحديد الصدق البنائي لاداة الدراسة الذي تم حسابه لكل محور على حدة, وبثلاث طرق  للمحور الواحد, وذلك عن طريق حساب معامل الارتباط بين: درجة كل عبارة, ودرجة المحور الذي تنتمي إليه.

 

جدول رقم (3)

مُعَامِلات الارتباط (صدق الاتساق الداخلي) لعبارات المحاور مع الدرجة الكلية لكل محور

 

رقم الفقرة الارتباط بالمحور الأول رقم الفقرة الارتباط بالمحور الثاني رقم الفقرة الارتباط بالمحور الثالث رقم الفقرة الارتباط بالمحور الرابع رقم الفقرة الارتباط بالمحور الخامس
1 0.523 14 0.641 37 0.650 50 0.592 65 0.497
2 0.626 15 0.549 38 0.677 51 0.496 66 0.579
3 0.635 16 0.642 39 0.732 52 0.540 67 0.677
4 0.455 17 0.541 40 0.719 53 0.456 68 0.658
5 0.546 18 0.571 41 0.713 54 0.502 69 0.728
6 0.531 19 0.499 42 0.665 55 0.536 70 0.677
7 0.272 20 0.553 43 0.578 56 0.543 71 0.738
8 0.490 21 0.664 45 0.469 57 0.626 72 0.723
9 0.562 22 0.635 46 0.460 58 0.555 73 0.680
10 0.718 23 0.631 47 0.693 59 0.483 74 0.563
11 0.515 24 0.526 48 0.721 60 0.566 75 0.645
12 0.577 25 0.526 49 0.703 61 0.590 76 0.580
13 0.614 26 0.433 62 0.564 78 0.696
27 0.636 63 0.547 79 0.528
28 0.551 64 0.479 80 0.703
29 0.627
30 0.612
31 0.564
32 0.664
35 0.563
36 0.475

يتضح من نتائج الجدول رقم (3): أن جميع القيم ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01), مما يشير إلى تمتع المقياس بدرجة عالية من صدق الاتساق الداخلي.

ثبات أداة الاستبانة:

تم استخدام معادلة (الفا كرونباخ) للتاكد من الاتساق الداخلي لفقرات الأداة, حيث تم استخراج معامل الثبات على مستوى الأداة بالكامل,  وعلى مستوى المحاور الخمسة. والجدول اللآتى يبين معامل الثبات لاداة الدراسة ومحاورها:

جدول رقم (4)

معاملات الثبات بطريقة الفا كرونباخ

المحور قيمة الفا كرونباخ
الأول: واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية 0.91
الثاني:أسباب ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية 0.87
الثالث: أهداف التنظيمات الإدارية غير الرسمية 0.92
الرابع: دور التنظيمات الإدارية غير الرسمية 0.88
الخامس: كيف يمكن التقليل من أثار التنظيمات الإدارية غير الرسمية 0.93
الدرجة الكلية 0.94

المعالجة الإحصائية:

استخدم الباحث المعالجات الإحصائية التالية:

  • التكرارات (ك), والنسب المئوية (%) لوصف عينة الدراسة وتوزيعها وفقا لمتغيرات الدراسة.
  • المتوسط الحسابي (Arithmetic Mean) لحساب القيمة التي يعطيها أفراد مجتمع الدراسة لكل عبارة أومجموعة من العبارات (البُعْد).
  • معامل ارتباط بيرسون (Pearson correlation coefficient) لحساب الاتساق الداخلي
  • معامل الفا كرونباخ: للتعرف على ثبات اداة الدراسة.

نتائج الدراسة ومناقشاتها:

  إجابة السؤال الأول: ما واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

جدول رقم (5)

واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة

واقع التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة

 

موافق بشدة موافق غير متأكد أرفض أرفض بشدة متوسط انحراف

معياري

ترتيب جديد
3- يجب التخلص من التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة لأنها غير مرغوب فيها. 77 57 18 34 14 3.7450 1.3148 1
5- يقوم التنظيم غير الرسمي على تخطيط غير واعٍ. 53 80 36 24 7 3.7400 1.0855 2
8- يؤدي التنظيم المدرسي الذي يميل للرسميات المقيدة إلى وجود التنظيمات غير الرسمية. 52 78 31 28 11 3.6600 1.1667 3
6- يمارس التنظيم غير الرسمي نشاطاته خارج المدرسة عن طريق اللقاءات والاجتماعات. 38 74 61 21 6 3.5850 1.0089 4
9- يتميز التنظيم غير الرسمي بقدرته على التأثير على إدارة المدرسة في اتخاذ القرارات. 39 90 25 30 16 3.5300 1.1942 5
4- يميل الأفراد إلى الارتباط بالتنظيم غير الرسمي كلما زادت قوته. 33 79 56 20 12 3.5050 1.0704 6
13- يتكون التنظيم غير الرسمي بالمدرسة من معلمين وإداريين. 26 88 49 24 13 3.4500 1.0692 7
7- تتجاهل إدارة المدرسة دور التنظيم غير الرسمي بالمدرسة. 24 75 46 46 9 3.2950 1.0881 8
1- يوجد تنظيم إداري غير رسمي بالمدرسة. 23 72 34 43 28 3.0950 1.2625 9
11- يتكون التنظيم غير الرسمي بالمدرسة من خمسة معلمين. 14 56 72 38 20 3.0300 1.0747 10
12- يتكون التنظيم غير الرسمي بالمدرسة من سبعة معلمين. 16 47 73 47 17 2.9900 1.0656 11
10- يتكون التنظيم غير الرسمي بالمدرسة من معلمين اثنين فقط. 7 27 64 60 42 2.4850 1.0750 12
2 – ترى ضرورة وجود تنظيمات إدارية غير رسمية في المؤسسات التربوية. 18 45 11 67 59 2.4800 1.3560 13

أوضحت الدراسة من خلال الجدول رقم (5): أن العبارات رقم: (3– 5– 8– 6– 9– 4) عدم رغبة عينة الدراسة في وجود التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة للأسباب التالية:

  • عدم اتفاق الأهداف والرؤى للتنظيمات غير الرسمية مع التنظيم الرسمي داخل المدرسة, والاعتقاد أن أي خلاف مع الإدارة خطا لا يمكن قبوله.
  • الارتجالية في عمل التنظيم غير الرسمي واعتباره تخطيطا غير واعٍ؛ لعدم ارتباطه بأهداف المدرسة الرسمية.
  • اعتقاد عينة الدراسة أن ظهور التنظيم غير الرسمي كان نتيجة للقصور والتقييد في النظام الرسمي.
  • أن وجود التنظيم غير الرسمي داخل المدرسة يعد عيباً في حق إدارة المدرسة, ويرى أن مكانه الحقيقي: خارج أسوار المدرسة.
  • التأثير المتنامي للتنظيم غير الرسمي على الإدارة عند اتخاذ القرارات.

ويرى الباحث: أهمية وجود التنظيم غير الرسمي في المدرسة؛ حيث إنه يؤدي خدمات جيدة غير مرتبطة بالرسميات المعقدة، التي تحول دون تحقيق بعض الأهداف المخطط لها سابقاً من إدارة المدرسة, كما تؤدي أيضاً إلى الترابط الاجتماعي بين منسوبي المدرسة مبنية على العلاقات غير الرسمية وغير المرتبطة بالمناصب والسلطات.

وقد أوضحت الدراسة في العبارة رقم (7) والتي تشير إلى (تجاهل إدارة المدرسة للتنظيم غير الرسمي), فهذا التجاهل منطقي؛ لأن هذا التنظيم لا يرتبط بقواعد ولوائح إدارة المدرسة المنظمة للعمل، المتقيدة بالنظم الرافضة للتغيير والتطوير.

وقد حصلت هذه العبارة على درجة متوسطة من استجابات عينة الدراسة الذين يرون أن هناك تضاربا بين إدارة المدرسة وبين التنظيم غير الرسمي غير محسوم التعاطف لديهم مع الإدارة أم مع التنظيمات غير الرسمية.

وأوضحت الدراسة أن العبارات التي حصلت على نسبة منخفضة من استجابات عينة الدراسة هي (13- 7 – 1 – 11 – 12), التي تتبنى نفس الآراء السابقة وهي: رفض وجود التنظيم غير الرسمي بالمدرسة كما في العبارة رقم (1) وعدم ضرورة وجوده في المدرسة كما في العبارة رقم (2).

وظهر الرفض جلياً في العبارات رقم (10 – 11 – 12), حيث تتحدث عن تفاصيل تكوين التنظيم غير الرسمي من معلمَيْن أو خمسة أو سبعة, وقد رفض مبدأ تكوين هذا التنظيم, و على التخلص منه, كما في العبارة رقم (3).

ويرى الباحث: أن عينة الدراسة قد تأثرت بالعبارات الأولى وتم تحفيزهم على رفض هذه التنظيمات والتخلص منها, بينما لم تذكر فوائد وايجابيات التنظيم غير الرسمي في بعض التطبيقات العملية داخل المدرسة.

 

 

إجابة السؤال الثاني: ما أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور التنظيمات غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

جدول رقم (6)

أسباب ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة

أسباب ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة موافق بشدة موافق غير متأكد أرفض أرفض بشدة متوسط انحراف

معياري

ترتيب جديد
27- تؤدي التفرقة بين المعلمين وعدم المساواة بينهم في المعاملة إلى ظهور التنظيم غير الرسمي. 89 73 14 17 7 4.1000 1.0797 1
24- تصرف المدير في إدارة وتنظيم المدرسة أحد أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 76 85 24 9 6 4.0800 .9738 2
23- يظهر التنظيم غير الرسمي بسبب سلبية مدير المدرسة تجاه مشكلات المعلمين والمدرسة. 74 87 25 8 6 4.0750 .9612 3
26- ضعف شخصية المدير بالنسبة للآخرين بالمدرسة من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 54 87 32 19 8 4.0650 3.9774 4
34- وجود مدراء أشداء غير متفاهمين مع المعلمين يؤدي إلى نوع من الاتحاد بين المعلمين. 73 80 23 19 5 3.9850 1.0441 5
28- يؤدي السلوك الاستبدادي من قبل إدارة المدرسة على المعلمين إلى ظهور التنظيم غير الرسمي. 68 77 29 17 9 3.8900 1.1064 6
16- يظهر التنظيم غير الرسمي بسبب مصالح مشتركة بين المعلمين. 46 99 32 18 5 3.8150 .9724 7
15- تشابه الميول بين المعلمين من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 33 119 27 18 3 3.8050 .8722 8
30- حماية المعلمين أنفسهم تجاه ممارسات متعسفة من إدارة المدرسة تؤدي إلى ظهور التنظيم غير الرسمي. 47 93 37 16 7 3.7850 1.0069 9
25- يظهر التنظيم غير الرسمي بسبب تمسك المدير باللوائح وتطبيقها حرفياً خوفاً من المسؤولية. 69 65 23 35 8 3.7600 1.2123 10
21- عدم تحديد مسؤولية كل فرد في هيئة التدريس والإداريين بصورة واضحة من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 48 90 29 25 8 3.7250 1.0841 11
29- قيام إدارة المدرسة بحجب تعاميم إدارة التعليم أو تأخيرها من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 44 85 42 21 8 3.6800 1.0551 13
18- توظيف المدير لبعض المعلمين أو الطلاب لينقلوا إليه أخبار المعلمين يؤدي إلى ظهور التنظيم غير الرسمي. 56 68 41 15 20 3.6250 1.2458 14
20- عدم إشراف المدير على المدرسة إشرافاً كاملاً من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 46 80 33 29 12 3.5950 1.1652 15
14- يظهر التنظيم غير الرسمي بسبب الرغبة في الانتماء والحماية لدى المعلمين. 23 97 49 28 3 3.5450 .9232 16
36- انخفاض معدلات الأجور والرواتب وعدم إعطاء المعلمين حقوقهم يؤدي إلى ظهور التنظيم غير الرسمي. 49 60 33 42 16 3.4200 1.2813 17
19- يظهر التنظيم غير الرسمي بسبب الإقلال من عقد اجتماعات مجالس إدارة المدرسة. 32 66 46 44 12 3.3100 1.1578 18
22- ضعف الإمكانات المادية بالمدرسة من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 34 56 39 58 13 3.2000 1.2155 19
35- انخفاض مدة الإجازات وتقليصها يؤدي إلى ظهور التنظيم غير الرسمي. 37 49 42 60 12 3.1950 1.2225 20
32- رغبة المعلم في الحصول على النصح والمشورة في الأمور ذات العلاقة بالعمل من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 24 58 60 45 13 3.1750 1.1093 21
17- تقارب التخصص المهني للمعلمين من أسباب ظهور التنظيم غير الرسمي. 25 60 49 54 12 3.1600 1.1362 22
33- يظهر التنظيم غير الرسمي بين المعلمين من أجل إشباع منافع مالية واحتياجات اقتصادية. 15 45 61 58 21 2.8750 1.1070 23

 

أوضحت الدراسة من خلال الجدول رقم (6): أن الأسباب الرئيسة لظهور التنظيم غير الرسمي تتمثل في العبارات (27 – 24 – 23- 26- 34 – 28 – 16 – 15 – 30 – 25 – 21 – 31- 29 – 18 – 20 – 14).

ونلاحظ أن هذه الأسباب انقسمت إلى ثلاثة أقسام رئيسة. القسم الأول: أسباب تتعلق بإدارة المدرسة.  وعبرت عن ذلك العبارات: (27 – 24 – 23- 28- 25 – 29 – 18- 20) بأعلى نسبة موافقة من قبل عينة الدراسة وذلك من خلال سببيْن رئيسيْن:

أولا: ضعف المستوى الإداري لمديري المدارس، وعبرت عن ذلك العبارات التالية: (23- 26- 34- 18- 20).

ثانيا: الممارسات الخاطئة من قبل مديري المدارس،  وعبرت عن ذلك العبارات: (27- 24- 28- 25- 29).

ويتضح لنا أن السبب الرئيس لظهور التنظيمات غير الرسمية هو: الممارسات الخاطئة لمديري المدارس، التي يوافق عليها أفراد العينة.

ويتفق الباحث مع هذا الرأي؛ حيث إنه يمكن رفع مستوى المديرين الضعفاء بإعدادهم وتدريبهم ورفع مستواهم لائحيا وتنظيميا, بحيث يتم تناول المهام المنوطة بهم بشيء من الوعي والكفاءة, حتى لا يؤدي إلى تشرذم المعلمين في تنظيمات غير رسمية احتجاجاً على سوء الإدارة وضعف المديرين.

القسم الثاني: أسباب تتعلق بالمعلمين، ويمكن تقسيم الأسباب الخاصة بالمعلمين إلى ثلاثة أسباب:

أولاً: الرغبة في تحقيق الحماية وتعظيم الإحساس بالانتماء المفقود تجاه المدرسة, وقد                 عبرت عن ذلك العبارات: (14- 17- 32).

ويعزى ذلك إلى: التطمينات التي يقدمها أعضاء الجماعة للموظف الذي هدده زميله أو رئيسه أو الذي يخشى رد فعل رئيسه عندما عارضه، والأمان الناجم عن تأييد أعضاء الجماعة بالنسبة لقرار أخذه أو سيأخذه الفرد، ومن ثم يأمن على صحة قراره؛ حيث أن معظم العاملين يود أن يؤمن نفسه تجاه التهديدات الخارجية من زميل أو رئيس أو حتى مرءوس، وسواء كانت هذه التهديدات حقيقية أو متخيلة.

ثانياً: التقارب النفسي والمهني بين المعلمين, من خلال التفاعل الاجتماعي بينهم, مما يحدث تجمعاتٍ وتنظيماتٍ تؤدي إلى مصالح مشتركةٍ بينهم, ويتضح ذلك من خلال العبارات: (16- 15- 17- 33).

ويعزى ذلك إلى: تجمع المعلمين في شلل يتم فيها التحاور والتوافق على بعض الآراء والرؤى المشتركة التي تجمعهم, مما يفتقده المعلمون في التعامل مع مديريهم من حيث اختلاف الميول والعمل المعني ومشكلات المهنة والظروف المحيطة.

ويرى الباحث: ضرورة تقرب المديرين من المعلمين والتعاون معهم, وأن يهتم بمشكلاتهم المادية والمهنية, ويشعرهم دائما انه منهم واليهم, ويشاركهم في همومهم وأنشطتهم الحياتية والمهنية.

ثالثاً: سوء العلاقة بين المعلمين ومديري المدارس. وعبرت عن ذلك العبارات: (18- 19- 36- 35).

ويرى الباحث: أن عينة الدراسة قد أعطت أعلى نسبة موافقة على العامل الثالث الذي يتمثل في سوء العلاقة بين المعلمين والمديرين؛ نتيجة للممارسات الخاطئة لمديري المدارس المذكورة سابقاً، التي يمكن معالجتها بإضفاء جو من التسامح وتنمية العلاقات الإنسانية الجيدة بين المديرين والمعلمين.

القسم الثالث: أسباب تتعلق باللوائح والنظم ، وعبرت عن ذلك العبارات: (30- 25- 29). ولقد انقسمت هذه الأسباب إلى سببين رئيسين:

أولاً: عدم إعلام المعلمين بالتعاميم الواردة من قبل إدارة التعليم. وقد عبرت عن ذلك العبارة: (29).

ويعزى ذلك إلى: أن إخفاء المدير فرص تدريب عن المعلمين مما يفوت عليهم تأمين مركزهم العلمي وتقدمهم الوظيفي, فيجدون من أعضاء التنظيم غير الرسمي من يعلمهم بها, وبالتالي سوف ينجذب المعلمون إليهم .

ثانياً: أخطاء في تنفيذ اللوائح والنظم، وقد عبرت عن ذلك العبارات: (30- 25).  وذلك من خلال التعسف في تطبيق اللوائح والأنظمة, بالإضافة إلى الحرفية في التطبيق وعدم النظر لروح اللوائح والأنظمة؛ لعدم الإلمام الكامل بهذه اللوائح.

ويرى الباحث: أنه لابد من إطلاع المعلمين على اللوائح والأنظمة مما يسهم في مشاركتهم الفاعلة مع الإدارة والسعي لتحقيق الرقي والتقدم, بل ومشاركتهم في إعداد اللوائح وتقويمها وتعديلها وما يتناسب مع الظروف والأحوال المعيشية، مما يؤدي إلى منعهم من الإحساس بالكبت والتهميش.

 

 

إجابة السؤال الثالث: ما أهداف التنظيمات الإدارية غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

جدول رقم (7)

أهداف التنظيمات الإدارية غير الرسمية

أهداف التنظيمات الإدارية غير الرسمية موافق بشدة موافق غير متأكد أرفض أرفض بشدة متوسط انحراف

معياري

الترتيب الجديد
42- يحقق التنظيم غير الرسمي المصالح المتبادلة والاهتمامات المشتركة لدى أعضائه. 24 92 49 30 5 3.500 .9720 1
45- يهدف التنظيم غير الرسمي إلى الضغط على إدارة المدرسة لكي تستجيب لمطالبه. 31 83 45 26 15 3.445 1.1284 2
47- يساعد التنظيم غير الرسمي في إشباع رغبات الأعضاء. 23 91 48 26 12 3.435 1.0494 3
41- يعزز التنظيم غير الرسمي المشاركة الفاعلة لدى أعضائه. 31 73 51 40 5 3.425 1.0535 4
40- يشبع التنظيم غير الرسمي الاحتياجات الاجتماعية والنفسية لدى أعضائه. 23 83 53 31 10 3.390 1.0408 5
37- يساهم التنظيم غير الرسمي في تخفيف ضغوط العمل لدى المعلمين. 32 72 42 43 11 3.3550 1.1470 6
44- ينمي التنظيم غير الرسمي الشعور بتحقيق الذات لدى أعضائه. 24 72 59 33 12 3.315 1.0731 7
48- يهدف التنظيم غير الرسمي إلى المطالبة بتحسين ظروف العمل. 35 67 35 47 16 3.2900 1.2302 8
39- يدعم التنظيم غير الرسمي تماسك الأعضاء وتعاونهم. 24 74 39 46 17 3.210 1.1759 9
49- يخدم التنظيم غير الرسمي الإدارة بتزويدها بالمعلومات الخلفية بطريقة غير مباشرة 29 60 55 36 20 3.2100 1.1929 10
38- يساعد التنظيم غير الرسمي في توفير النصح والمشورة لأعضائه. 17 76 51 40 16 3.190 1.1000 11
46- يساهم التنظيم غير الرسمي في الشعور بالجو الأسري المتماسك داخل المدرسة. 25 62 28 54 31 2.980 1.3070 12
43- يساعد التنظيم غير الرسمي في تحقيق أهداف المدرسة. 17 31 38 79 35 2.580 1.1919 13

 

أوضحت الدراسة ومن خلال الجدول رقم (7): أن الهدف رقم (42)  الذي ينص على أنه (يحقق التنظيم غير الرسمي المصالح المتبادلة والاهتمامات المشتركة لدى أعضائه)  هو الهدف الرئيس لظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة التي يوافق عليها أفراد العينة.

ويعزى ذلك إلى: أن التنظيم غير الرسمي ينشأ نتيجة للعلاقات الشخصية, ومصدره روح الود والألفة والمحبة التي تسود بين أعضائه, ويظهر ذلك بوضوح في التنظيمات ذات الميول والاهتمامات المشتركة, مثل الجماعات الدينية, والفرق الرياضية, وأصحاب الهوايات.

ويرى الباحث: أن هذه النتيجة طبيعية؛ لرغبة المعلمين في أن يكون التنظيم غير الرسمي خارج أسوار المدرسة من خلال اللقاءات والاجتماعات وتبادل الحوار وحرية التعبير والمشاركة بلا قيد أو شرط, بحيث يكون متنفسا لما يواجهونه من قلق وتوتر في حياتهم الخاصة, وهذا ما تشير إليه أيضاً العبارة رقم (46).

أما بالنسبة للعبارات التي حصلت على نسب متوسطة من استجابات عينة الدراسة فهي العبارات: (45 – 47 – 41 – 40 – 37 – 44 – 48 – 39 – 49 – 38) التي تعبر عن الأهداف الثانوية للتنظيمات الإدارية غير الرسمية, وهي:

  • الضغط على إدارة المدرسة لكي تستجيب لمطالبها من الاحتياجات الاجتماعية النفسية.
  • إشباع رغبات الأعضاء.
  • المشاركة الفاعلة لدى أعضائه.
  • تخفيف ضغوط العمل لدى المعلمين.
  • الشعور بتحقيق الذات لدى أعضائه.
  • المطالبة بتحسين ظروف العمل.
  • دعم تماسك الأعضاء وتعاونِهم.
  • تزويد الإدارة بالمعلومات الخلفية بطريقة غير مباشرة.
  • توفير النصح والمشورة لأعضائه.

ويعزى ذلك إلى: أن التقيد بأنماط السلوك التنظيمي الرسمي وتجاوزها وعدم توفر قدر من إشباع الحاجات الاجتماعية أو النفسية داخل المدرسة, من خلال التفاعل الاجتماعي بين المعلمين, وفي ظل تقييد حرية التعبير والمشاركة داخل العمل ينتج عنها تنظيمات غير رسمية تصبح مع مرور الزمن تنظيماتٍ ضاغطةً ومؤثرة.

أما بالنسبة للعبارات التي حصلت على نسب ضعيفة من استجابات عينة الدراسة فهي العبارات ذات الأرقام (49 – 38) التي تشير إلى أن (يسهم التنظيم غير الرسمي في الشعور بالجو الأسري المتماسك داخل المدرسة) و(يساعد التنظيم غير الرسمي في تحقيق أهداف المدرسة).

ويعزى ذلك إلى: عدم تحقق درجة عالية من التوافق والانسجام بين التنظيمين, فإذا أدركت الإدارة أهمية التنظيم غير الرسمي وقدمت له العون الممكن لتحقيق أهدافه, فإنه سيسهم في تحقيق أهداف المدرسة.

ويرى الباحث: أن العبارتين السابقتين تؤيدان عدم رغبة المعلمين في التنظيم غير الرسمي, من خلال رؤيتهم بان التنظيم غير الرسمي لا يساعد في تحقيق أهداف المدرسة ولا يسهم أيضاً في الشعور بالجو الأسري المتماسك داخل المدرسة.

 

 

إجابة السؤال الرابع: ما دور التنظيمات غير الرسمية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

جدول رقم (8)

دور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في الأداء العام بالمدرسة

دور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في الأداء العام بالمدرسة موافق بشدة موافق غير متأكد أرفض أرفض بشدة متوسط انحراف

معياري

الترتيب الجديد
57- يقوم أعضاء التنظيم غير الرسمي بمقاومة كافة القرارات التي لا تتفق مع مصالحهم. 22.5 48.5 16.0 8.5 4.5 3.7600 1.0382 1
61- يقوم التنظيم غير الرسمي بأخذ جانب اللامبالاة لسياسات وإجراءات الإدارة. 16.5 57.5 10.0 13.0 3.0 3.7150 .9893 2
58- يغلب على التنظيم غير الرسمي التدرج في التعاون الكامل مع الإدارة إلى الوقوف الصارم ضد بعض قراراتها. 17.5 41.5 27.0 11.0 3.0 3.5950 .9980 3
56- يساعد التنظيم غير الرسمي في سرعة نقل المعلومات إلى أجزاء المدرسة. 17.0 43.0 25.0 11.5 4.0 3.5800 1.0241 4
62- يقوم التنظيم غير الرسمي بمعارضة قرارات الإدارة. 14.5 50.5 17.5 12.0 5.5 3.5650 1.0542 5
64- يؤدي التقارب بين أفراد التنظيم غير الرسمي والالتقاء والحديث خلال العمل إلى التأثير على حساب وقت العمل. 18.0 42.5 19.5 16.5 3.5 3.5500 1.0739 6
55- يسهم التنظيم غير الرسمي في تحقيق نوع من الرقابة الذاتية على إدارة المدرسة. 15.5 42.5 25.0 14.0 3.0 3.5350 1.0119 7
59- تقوم الإدارة على استباق الأحداث وتصحيح المعلومات وتقديمها في الحال للمعلمين بسبب التنظيم غير الرسمي. 13.0 42.0 30.5 10.5 4.0 3.4950 .9822 8
52- يقوم أعضاء التنظيم غير الرسمي بنقل الشائعات. 18.0 35.5 29.0 12.0 5.5 3.4850 1.0889 9
51- يؤدي التنظيم الإداري غير الرسمي إلى تعقيد الكثير من الإجراءات الإدارية الخاصة بالعمل. 14.0 42.5 24.0 12.5 7.0 3.4400 1.0965 10
44- يخدم التنظيم غير الرسمي إدارة المدرسة بتزويدها بطريقة غير مباشرة بالمعلومات الخفية. 17.5 37.0 23.5 16.0 6.0 3.4400 1.1326 11
60- يقوم أعضاء التنظيم غير الرسمي بالتباطؤ في أداء العمل. 17.5 36.0 25.5 14.0 7.0 3.430 1.1409 12
63- يقوم التنظيم غير الرسمي بممارسة نشاطات ضد المصلحة العامة للمدرسة. 14.5 36.5 24.0 13.5 11.5 3.2900 1.2096 13
53- يعد التنظيم غير الرسمي من قنوات الاتصال الفعالة. 14.0 30.5 21.5 24.5 9.5 3.1500 1.2144 14
50- يساهم التنظيم غير الرسمي إيجاباً في الأداء التربوي بصورة عامة. 9.5 23.0 21.0 30.0 16.5 2.7900 1.2384 15

 

أوضحت الدراسة من خلال الجدول رقم (8): أن العبارات (57 – 61 – 58 – 56 – 62 – 64 – 55) تعتبر من أهم الأدوار السلبية للتنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة من وجهة نظر المعلمين التي يوافق عليها أفراد العينة, وهي بحسب ترتيبها تنازلياً كما يلي:

  • مقاومة كافة القرارات التي لا تتفق مع مصالحهم ومعارضتُها.
  • أخذ جانب اللامبالاة لسياسات وإجراءات الإدارة.
  • التدرج في التعاون الكامل مع الإدارة إلى الوقوف الصارم ضد بعض قراراتها.
  • سرعة نقل المعلومات إلى أجزاء المدرسة.
  • الالتقاء والحديث خلال العمل يؤثر على وقت العمل.
  • تحقيق نوع من الرقابة الذاتية على إدارة المدرسة.

ويعزى ذلك إلى: قوة التماسك بين أعضاء التنظيم بالقيم التي يضعونها ودرجة التواصل بينهم.

ويرى الباحث: أن رفض عينة الدراسة للأدوار التي يقوم بها التنظيم غير الرسمي داخل المدرسة نتيجة رؤية المعلمين بأن هذه التنظيمات لا تسهم في الأداء التربوي إيجاباً كما عَبَّرت عنه العبارة رقم (50) من خلال الممارسات التالية: مقاومة كافة القرارات التي لا تتفق مع مصالحهم, والتعاون الكامل مع الإدارة في المسائل التي تتفق مع مصالحهم الشخصية, أو أخذ جانب اللامبالاة لسياسات وإجراءات الإدارة وكأنها لا تعنيهم, وبالتالي لا يتم التقيد بها, بالإضافة إلى قضاء وقت العمل في تداول الأحاديث والأخبار ضد الإدارة مما يؤدي إلى ضياع وقت العمل وإهمال الطلاب, وبالتالي وضع إدارة المدرسة في حالة من الترقب والحذر في كل عمل أو قرار يصدر منها خوفاً من ردة فعل التنظيم غير الرسمي،  وهذا يدل دلالة واضحة على ارتفاع مستوى المقاومة لدى التنظيم غير الرسمي, وهو ما يؤكد عدم رغبة عينة الدراسة في وجود التنظيم غير الرسمي؛ بسبب أدواره السلبية التي يؤديها في العملية التربوية.

أما بالنسبة للعبارات التي حصلت على نسب متوسطة من استجابات عينة الدراسة فهي العبارات (59 – 52 – 51 – 44 – 60 – 63 – 53 – 50),  وهي بحسب ترتيبها تنازلياً كما يلي:

  • قيام الإدارة على استباق الأحداث وتصحيح المعلومات وتقديمها في الحال للمعلمين.
  • نقل الشائعات.
  • تعقيد الكثير من الإجراءات الإدارية الخاصة بالعمل.
  • تزويد إدارة المدرسة بطريقة غير مباشرة بالمعلومات الخفية.
  • التباطؤ في أداء العمل.
  • ممارسة نشاطات ضد المصلحة العامة للمدرسة.
  • التنظيم غير الرسمي من قنوات الاتصال الفعالة.
  • يسهم التنظيم غير الرسمي إيجاباً في الأداء التربوي بصورة عامة.

ويعزى ذلك إلى: عدم إدراك المعلمين بأن التنظيم غير الرسمي يخدم الإدارة بعدة طرق, منها: تزويد الإدارة بالمعلومات عن طريق الشائعات وما يتناقله أفراد المجموعة من أخبار قد تكون غير صحيحة, ومن ثم تعمل الإدارة على استباق الأحداث وتصحيح الأوضاع.

ويرى الباحث: أن النظرة القديمة إلى هذه التنظيمات التي تعتبرها معارِضةً للتنظيم الرسمي أو معرقلةً له ما زالت سائدة, وأن النظرة الحديثة إلى هذه التنظيمات التي أصبحت لا تعتبرها معارضةً للتنظيم الرسمي أو معرقلة له بل جزء متداخل من النظام المعقد بالمنظمة ككل حيث تتفاعل تلك الأجزاء مع بعضها البعض من أجل تحقيق المصالح الأهداف الكلية للمنظمة.

 

إجابة السؤال الخامس: العمل على اختفاء ظاهرة التنظيمات الإدارية بمدارس مركز الإشراف التربوي بجنوب الطائف من وجهة نظر المعلمين؟

جدول رقم (9)

العمل على اختفاء ظاهرة التنظيمات الإدارية غير الرسمية

العمل على اختفاء ظاهرة التنظيمات الإدارية غير الرسمية موافق بشدة موافق غير متأكد أرفض أرفض بشدة متوسط انحراف

معياري

الترتيب الجديد
69- يؤدي الاحترام المتبادل بين المدير والمعلمين إلى التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي. 114 66 10 9 1 4.4150 .8223 1
72- يساعد سيادة مبدأ المساواة بين الجميع بالمدرسة في الحقوق إلى التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية. 115 61 17 6 1 4.415 .8100 2
73- يدفع اهتمام مدير المدرسة بالعلاقات الإنسانية وروح الود والتعاون بالمدرسة للقضاء على التنظيم غير الرسمي. 116 57 17 9 1 4.390 .8612 3
71- تؤدي الصراحة والوضوح في اتخاذ القرارات وإصدار التعميمات إلى التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية. 94 77 18 8 3 4.2550 .8910 4
78- يعد وضع خطة سليمة لسير الدراسة بالمدرسة إجراءً ضروريا للقضاء على ظاهرة التنظيم غير الرسمي. 86 84 25 5 0 4.2550 .7700 5
70- تلبية احتياجات العمل سيساهم في التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية. 88 83 18 10 1 4.2350 .8505 6
77- مواظبة مدير المدرسة على الحضور للمدرسة ممارسة إيجابية لاختفاء ظاهرة التنظيم غير الرسمي. 86 77 27 9 1 4.1900 .8705 7
76- يساعد عدم استغلال المدير لسلطته في تصيد الأخطاء للمعلمين في التقليل من حدة التنظيم غير الرسمي. 90 70 25 10 5 4.1500 .9912 8
80- يسهم اهتمام المدير بالجانب الإداري والتربوي بصورة شاملة في غياب ظاهرة التنظيم غير الرسمي. 76 85 25 13 1 4.1100 .8955 9
67- يقلل اهتمام مدير المدرسة بمشكلات المدرسة والطلاب والعمل على علاجها من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية. 76 82 26 12 4 4.0700 .9642 10
68- يعمل عقد اجتماعات دورية لمناقشة المشكلات التي تتعرض لها المدرسة على التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية. 69 88 31 10 2 4.0600 .8890 11
79- تؤدي مراقبة ومتابعة المدير للأعمال التربوية وللعاملين بالمدرسة من واجبات المدير التي تحد من ظاهرة التنظيم غير الرسمي. 66 96 25 10 3 4.0600 .8890 12
75- ضرورة فهم المهام الوظيفية لكل من المدير والمعلم مطلب ضروري لاختفاء ظاهرة التنظيم غير الرسمي. 71 83 33 11 2 4.050 .9120 13
66- يمكن التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية بتوفير أنشطة اجتماعية داخل المدرسة وخارجها يشترك فيها المعلمون 42 92 35 26 5 3.7000 1.0224 14
65- يمكن التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي بدفع المعلمين للمساهمة عن رضا واقتناع في النشاط المدرسي. 36 87 51 15 11 3.6100 1.0408 15
74- يساعد عقاب كل من يثبت انتماؤه إلى تنظيم إداري غير رسمي إلى التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية. 39 67 47 32 15 3.415 1.1874 16

 

أوضحت الدراسة من خلال الجدول رقم (9): أن العبارات (69 – 72 – 73 – 71 – 78 – 70 – 77 – 76 – 80 – 67 – 68 – 79 – 75 – 66 – 65  ) هي العوامل المؤدية إلى اختفاء التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة من وجهة نظر المعلمين التي يوافق عليها أفراد العينة, والتي اتفق المعلمون بها على كيفية التخلص من التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة من جانبين, وهي بحسب ترتيبها تنازلياً كما يلي:

الجانب الأول: إدارة المدرسة يجب عليها أن تقوم بمهام للتخلص من التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة, وهي:

  • احترام جميع المعلمين, وان يكون هذا الاحترام متبادلا.
  • سيادة العدل والمساواة بين المعلمين في جميع الحقوق والواجبات.
  • الاهتمام بالجوانب الإنسانية للمعلمين والتعاون بروح الود والتآلف.
  • الصراحة والوضوح “الشفافية” عند اتخاذ القرارات وإصدار التعميمات.
  • وضع خطة لسير العمل تشمل جميع الجوانب, ويلتزم بها.
  • مواظبة مدير المدرسة على الحضور المبكر, ومتابعة سير العملية التربوية, وتلبية احتياجات المدرسة.
  • عدم استغلال السلطة في تصعيد أخطاء المعلمين أمام زملائهم أو المشرفين التربويين وغيرهم.
  • الاهتمام بالجانبين المهمين في عمله وهما: الجانب التربوي, والجانب الإداري على حد سواء, دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
  • المتابعة المستمرة لمشكلات الطلاب والعمل على علاجها أولا بأول, وعدم إهمالها.
  • عقد اجتماعات دورية بالمعلمين تتميز بالصراحة والوضوح والشفافية المطلقة لمناقشة المشاكل التي تواجه المدرسة, واتخاذ السبل السليمة لمعالجتها.
  • تحديد مهام جميع العاملين داخل المدرسة ومسؤولياتهم بشكل واضح.

ويعزى ذلك إلى: أن العلاقات الإنسانية وروح الود والاحترام تُشْبِعُ في المعلمين حاجتهم الإنسانية وحاجات الأمن وذلك من خلال العدل بين المعلمين, فلا يشعرون بالظلم أو الاضطهاد بالإضافة إلى تحقيق الذات باستخدام أسلوب الصراحة والوضوح في إصدار القرارات, مما يمنع التضارب والازدواجية في اختصاصات المعلمين, ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التخطيط الجيد الذي يحد من وقوع الإدارة في الأخطاء, وأيضاً تحقيق وضوح الرؤية بالنسبة للمعلمين حول توجهات وسياسات الإدارة التي تظهر من خلال الاجتماعات الدورية التي تطرح مسائل ومشاكل العمل بصورة مستمرة ويتم مناقشتها من جوانبها المختلفة, وبالتالي انسيابية العمل وانسجام المعلمين دون تقاطعات أو تداخلٍ في الاختصاصات, مما يؤدي إلى التفاعل مع الآخرين والشعور بالتقدير والاحترام, فلا تكون هناك حاجة إلى تلك التنظيمات الإدارية غير الرسمية.

الجانب الثاني: تمثل في العبارتين رقم (66 – 65), وذلك من خلال توفير أنشطة اجتماعية للمعلمين بديلةٍ عن التنظيمات غير الرسمية, وذلك من خلال:

  • توفير الأنشطة الاجتماعية داخل المدرسة وخارجها بخيث يشترك فيها جميع المعلمين.
  • دفع المعلمين للمشاركة في النشاط الطلابي عن رضا واقتناع, ومراعاة ميولهم ورغباتهم.

ويعزى ذلك إلى:أن مثل هذه الأنشطة قد تحقق للمعلمين نوعاً من إشباع الحاجات الإنسانية وحاجات الأمن وتحقيق الذات, بالإضافة إلى كونها تحت إشراف ومتابعة التنظيم الرسمي.

أما بالنسبة للعبارة التي حصلت على نسب متوسطة من استجابات عينة الدراسة فهي العبارة ذات الرقم (74) التي تشير إلى أن (عقاب كل من يثبت انتماؤه إلى تنظيم إداري غير رسمي إجراء يمكن من خلاله التقليل من آثار التنظيم غير الرسمي السلبية).

ويرى الباحث: أن الانضمام لمثل هذه التنظيمات يعتبر من الحقوق الشخصية للإنسان التي يمكن أن يجد فيها المعلم ذاته ويروح فيها عن نفسه, وهي من باب أن الإنسان مدني بطبعه, وبالتالي لا يمكن عقاب من ينتمي إليها.

 

ملخص نتائج الدراسة

  • عدم رغبة المعلمين في وجود التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة, ويرون أن مكانها الحقيقي خارج أسوار المدرسة.
  • السبب الرئيس لظهور التنظيمات غير الرسمية في المدارس هو: ضعف المستوى الإداري لمديري المدارس.
  • الهدف الرئيس لظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المدرسة هو: تحقيق التنظيم غير الرسمي للمصالح المتبادلة والاهتمامات المشتركة لدى أعضائه.
  • مستوى المقاومة في التنظيمات الإدارية غير الرسمية عالي وتتمثل أشكاله في: مقاومة كافة القرارات التي لا تتفق مع مصالحهم, وأخذ جانب اللامبالاة لسياسات وإجراءات الإدارة.
  • يمكن التخلص من التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة من جانبين.

الجانب الأول: جانب إدارة المدرسة ممثلة في مديرها الذي يجب عليه أن يقوم بالتالي: الاحترام المتبادل بين المدير والمعلمين, وسيادة مبدأ المساواة بين الجميع, والصراحة والوضوح في اتخاذ القرارات, وعدم استغلال المدير لسلطته في تصيد الأخطاء للمعلمين, واهتمام مدير المدرسة بمشكلات المدرسة والطلاب, والعمل على علاجها, وعقد اجتماعات دورية لمناقشة المشكلات التي تتعرض لها المدرسة. الجانب الثاني: توفير أنشطة اجتماعية للمعلمين بديلةٍ عن التنظيمات غير الرسمية.

        

 التوصيات:

  • عقد دورات للعاملين في المجال التربوي (معلمين وإداريين)من أجل إكسابهم المهارات والمعلومات في المجال النفسي والاجتماعي التي تمكنهم من فهم زملائهم والطرق السليمة للتعامل معهم بدل أن تكون مقتصرة على فهم الطلاب وسلوكياتهم.
  • تشكيل فريق عمل من إدارة التربية والتعليم بالطائف بمشاركة مجموعة من مشرفي الإدارة المدرسية ومديري المدارس مع الاستعانة بأساتذة التربية وعلم الاجتماع والنفس التربوي للقيام بوضع خطط قريبة وبعيدة المدى للحد من هذه الظاهرة، وتذليل الصعوبات التي تواجه مديري المدارس في هذا الجانب, وتحديد مواطن الخلل والمحاسبة عليها.
  • يُؤَمَّلُ من قسم الإدارة المدرسية إسناد مسئولية إدارة المدارس- من بين المرشحين- لمن هم أكفاء من ناحيتين, الأولى: القدوة الحسنة, والثانية: الاستعداد والقدرة على تقبل الآخر وتفهم نفسيا تهم وطباعهم.
  • مراعاة العدل في التعامل مع المعلمين في توزيع الأعمال والتكاليف والحصص, وإتاحة الفرصة للمعلمين في إبداء الرأي والمشورة.
  • إدراك مديري المدارس أن مناصبهم تكليف هدفه خدمة الآخرين, وليس تشريفاً له بأن يخدمه الآخرون, فعليه أن يحاول تحقيق أهداف التربية والتعليم من خلال منصبه وأن يحسن تعامله مع المعلمين والطلاب.
  • على إدارة المدرسة الربط بين أهداف التربية والتعليم وأهداف العاملين بها من المعلمين.
  • حل الخلافات التي تظهر بين المعلمين, واتخاذ الإجراءات المناسبة في مواجهة هذه المشكلات.
  • توفير الشعور بالاستقرار الوظيفي, والثقة بالمديرين, وإشباع الحاجات النفسية تقديراً واحتراماً للمعلمين.
  • تنمية الوازع الديني بين الرؤساء والمرؤوسين, والعمل بروح الفريق الواحد, والتعاون في تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للمعلمين والمدرسة.
  • على إدارة المدرسة تفعيل الجانب الاجتماعي من خلال وضع أنشطة (دينية- ثقافية- رياضية…) مع الاهتمام بالجانب الأسري مما يؤدي إلى:
  • تقوية روابط العلاقة الإنسانية بين المعلمين, وبالتالي إلى وجود دافعية للعمل وولاء وظيفي.
  • إيجاد مبدأ الاحترام المتبادل.
  • إتاحة الفرصة للمعلم لتقدير الآخرين له وتقديره هو للآخرين.
  • وسيلة اتصال فعالة بين المعلمين وإدارتهم مما ينتج عنه مشاركة في اتخاذ القرار والمناقشة لتذليل صعوبات العمل والتطوير فيه.
  • تغيير وجهة نظر المعلم السلبية عن زميله داخل أسوار المدرسة ويلغي الشحن النفسي بينهم.
  • وجود تنظيم غير رسمي إيجابي الهدف.
  • على إدارة المدرسة مراعاة مجموعة من الاعتبارات التي تمنع ظهور التنظيمات الإدارية غير الرسمية بالمدرسة, وهي:
  • توفير المناخ الملائم لممارسة العمل التربوي, وإشعار المعلمين بالانتماء إلى المدرسة وحب العمل بها, وإبداء الرضا عن عملهم, واحترامهم والثقة بهم.
  • إشراك المعلمين في عمليات صنع واتخاذ القرار داخل المدرسة.
  • تفويض بعض الصلاحيات إلى المعلمين مع تحديد مسئوليتهم بصورة واضحة.
  • اتخاذ جانب العلاقات الإنسانية بدلا من الرسميات المقيدة في تعاملها مع المعلمين.
  • المساواة بين المعلمين في المعاملة وتطبيق الأنظمة.
  • اطلاع المعلمين على تعاميم إدارة التعليم أولاً بأول.

 

المراجع:

  • اليون، روبرت وسول بيلنيك (1977م) التنظيم غير الرسمي واستنتاج ومعالجة القواعد السلوكية السلبية، ترجمة سطاع رسلان، القاهرة: مركز البحوث الإدارية بالمنظمة العربية للعلوم الإدارية.
  • بدوي, إبراهيم محمد, (1984م) “اتخاذ القرارات ومراجعة المعلومات”, مجلة الإدارة العامة, معهد الإدارة العامة بالرياض, العدد (43).
  • بله, عباس بله, (1427هـ) “التنظيمات الإدارية غير الرسمية في المؤسسات التربوية“, مجلة جامعة أم القرى للدراسات التربوية, المجلد الثامن عشر, العدد الثاني، جمادى الآخرة.
  • جاكسون، جون 5. وسيريل ب.  مورجان (1988م) نظرية التنظيم: منظور كلي للإدارة، ترجمة خالد حسن زروق، مراجعة حامد سوادي عطية، الرياض: معهد الإدارة  العامة.
  • حماد, سامي زين العابدين (1404هـ) أصول علم الإدارة, عمان: دار العلم للنشر والتوزيع.
  • الدغيس، عبد الله محمد هادي (1993م)” العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين الرؤساء والمرؤوسين وأثرها على سير العمل الجمركي”، بحث غير منشور استكمالاً لمتطلبات الحصول على دبلوم الإدارة الجمركية، معهد الإدارة  العامة الرياض.
  • الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف (1428هـ) الدليل الإحصائي.
  • الشهري,عبد الرحمن غرامة محمد (1998م) “أثر العلاقات الوظيفية غير الرسمية والولاء التنظيمي في الأداء الوظيفي لدى العاملين في حرس الحدود”، رسالة ماجستير غير منشورة، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض.
  • العتيبي، آدم غازي (1993م) ” أثر الولاء التنظيمي والعوامل الشخصية على الأداء الوظيفي ” المجلة العربية للعلوم الإدارية، جامعة الكويت، العدد الأول.
  • العتيبي, محمد سليم (1424هـ) “أثر التنظيم غير الرسمي على اتخاذ القرارات بالمنظمات الأمنية”, رسالة ماجستير غير منشور, جامعة نايف للعلوم الأمنية.
  • العديلي، ناصر محمد (1995م) السلوك الإنساني والتنظيمي، منظور كلي مقارن، الرياض، معهد الإدارة العامة.
  • عرفة، أحمد علي، وسمية إبراهيم شلبي (1990م) فعاليات التنظيم وتوجيه السلوك الإنساني، القاهرة: دار المعارف.
  • عشماوي, سعد الدين (2000م) الإدارة: الأسس وتطبيقاتها في الأنشطة الاقتصادية والأمنية,الرياض,أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض.
  • عصفور، محمد شاكر (1988م) أصول التنظيم والأساليب، جدة: دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة.
  • عليان, ريجي مصطفى (1428هـ) أسس الإدارة المعاصرة, عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع, الطبعة الأولى.
  • عليوة، السيد (1987م) صنع القرار السياسي في منظمات الإدارة العامة، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • كنعان، نواف (1992م) القيادة الإدارية، عمان: مكتبة دار الثقافة.
  • النجار، زكي محمد (1989م) ” التنظيم غير الرسمي في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية. ” مجلة الأمن العام، وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية. السنة (32) العدد (126).
  • هاشم، زكي محمود (1988م) التنظيم وطرق العمل، الكويت: ذات السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع.
  • هاشم، زكي محمود (1987م) أساسيات الإدارة ، الكويت: ذات السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع.