27 رمضان, 1446
*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*
تفسير سورة الماعون .
*أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ( 1 ) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ( 2 ) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ( 3 ) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ( 4 ) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ( 5 ) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ( 6 ) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ( 7 )* .
يقول تعالى ذامًا لمن ترك حقوقه وحقوق عباده : *أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ*
أي : بالبعث والجزاء ، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل .
*فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ*
أي : يدفعه بعنف وشدة ، ولا يرحمه لقساوة قلبه ، ولأنه لا يرجو ثوابًا ، ولا يخشى عقابًا .
*وَلا يَحُضُّ*
غيره
*عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ*
ومن باب أولى أنه بنفسه لا يطعم المسكين ،
*فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*
أي : الملتزمون لإقامة الصلاة ، ولكنهم
*عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ*
أي : مضيعون لها ، تاركون لوقتها ، مفوتون لأركانها وهذا لعدم اهتمامهم بأمر الله حيث ضيعوا الصلاة ، التي هي أهم الطاعات وأفضل القربات ، والسهو عن الصلاة ، هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم وأما السهو في الصلاة ، فهذا يقع من كل أحد ، حتى من النبي صلى الله عليه وسلم .
ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة ، فقال :
*الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ*
أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس .
*وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ*
أي : يمنعون إعطاء الشيء ، الذي لا يضر إعطاؤه على وجه العارية ، أو الهبة ، كالإناء ، والدلو ، والفأس ، ونحو ذلك ، مما جرت العادة ببذلها والسماح بها .
فهؤلاء -لشدة حرصهم- يمنعون الماعون ، فكيف بما هو أكثر منه .
وفي هذه السورة ، الحث على إكرام اليتيم ، والمساكين ، والتحضيض على ذلك ، ومراعاة الصلاة ، والمحافظة عليها ، وعلى الإخلاص فيها وفي جميع الأعمال .
والحث على فعل المعروف وبذل الأمور الخفيفة ، كعارية الإناء والدلو والكتاب ، ونحو ذلك ، لأن الله ذم من لم يفعل ذلك ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .
“والحمد لله رب العالمين”