8 جمادي أولI, 1446

يزدان الطائف بحدائق الورود، فهما ممتزجان لا ينفصلان، الورد رمز العشاق، والطائف نزهة المشتاق، فالطائف منذ القدم عُرف بتضاريسه الخصبة, ومياهه الوفيرة. فاستحق أن يتوّج بفردوس الجزيرة، ولؤلؤة السياحة، عاشقة الغيم والديمة، مدينة الورد الفكري، المكثفة بعبق التاريخ، المضيئة في جبين الزمن، وصدر الإبداع وخاصرة الحضارة.

فحدودها تاريخ، وحضارة، وفن، وتراث، أما معالمها، فجمال وسحر وفتنة وروعة؛ فالطائف سيدة الورد، وشقيقة البرد، يرتشفون من كوثر مفاتنها، رضاب سحائبها الممطرة، مستلذين بين أهداب جمالها، وأحداق حدائقها وزادها جذبًا، التصاقها بقداسة المكان، وافتخارها أنها بوابة مكة وبستانها.

لها آثار تستنبت الأساطير وروايات تنقش صورتها المكثفة، ووصفت بأنها متوشحة عباءة الثقافة، وقلادة النغم، ومحراب المسرح، المنتجة لمعالم الأدب، العازفة بقيثارتها، ملحمة الشعر، وسمفونية الحكمة، فهي متكاملة السمات، محددة المعالم واضحة الصورة، تعتزُّ بالاستقلال لشخصيتها المتميزة، لها نكهة خاصة، تضافر على صنعها التاريخ والجغرافيا، وما يتفرع عنهما من لواحق الزمان.

فالطائف نمت بها أولى ملامح التاريخ القديم الممتزجة بحضارات الأمم السابقة المنفردة بمعالم ثقافية كسوق عكاظ لكنها تألقت وتأنقت؛ فاشتهرت بإنتاج رضاب الورد، ووجناته حضارة وأناقة الشعوب تقيم على أساس ما تستهلكه وتهديه من الورود؛ لذلك ترنم بذكره الأدباء والشعراء والعشاق، فالشاعر الظريف ابن سكرة ينبض بنص:

للورد عندي محل لأنه لا يمل .. كل الرياحين جند، وهو الأمير الأجل.

 

فالورد، لغة يتداولها جميع البشر في العالم لا تحتاج لمترجم، تشكل عالمًا قائمًا في ذاته هي الطبيعة الصامتة النابضة بكل ألوان الحياة، ألوان مضيئة تعكس التفاؤل العميق, والفرح بالحياة، فالوردة كم أذابت الفوارق, ومسحت الدموع، وخففت من معاناة الآلام، وقسوة الظروف.

فعوالمها المتلونة تنطق بأناقة المشاعر، تهذب النفس وترطب الروح.

وأن للورد قدرة عجيبة على تهدئة الإنسان عند إصابته بالغضب والعصبية والانزعاج، ليس فقط بمنظره الجميل بل برائحته الفواحة.

ومن بين حدائق الزهور، فالورود تعتلي العروش في مملكة المحبين، وتروي حدائق الحب، وبها تثمر شجرة الوفاء، الورود سفيرة، الحب, والود, والألفة, والفرح, بين البشر، وترسم ملامح الابتسامة وترتقي بالأحاسيس.

فالورد هو الحياة، والروح, والكبرياء، والجمال, والحب, والذكاء, والأنوثة، والحنان، والتواضع.

اجتمعت الآراء, على أن الورود البيضاء ترمز لصفاء القلب، والصفراء ترمز للغيرة، والحمراء ترمز للحب, والبنفسجي على الوفاء، والزرقاء إلى الثبات، والبرتقالية إلى الصداقة.

وأجمل ما قيل في صفة الورد، ومحله من قلوب ذوي الوجد، اعلم أن أهل الظرف قد أكثروا من تفصيل الورد، وقد أطنبوا فيه، وأفرطوا في نعت حسنه، واشتهوا رائحته، حتى شبهوه بالوجنات الحمر، وقايسوه إلى الخمر، ومثلوه بالأشياء الملاح، كفعلهم بالتفاح، وهما عندهم في مرتبة واحدة.

واستشهد بنص ظريف من كتب التراث:

إن (فاتنة لبيبة) أهدت إلى خطيبها، رمان أحمر قاني،

فاستدعت ذاكرته قول الشاعر:

 

أهدت إليه بظرفها رمانا

تنبيه أن وصالها قد آنا

قال الفتى لما رآه تفاؤلا

وصل يكون متمما أحيانا

رم يرم تشعثي بوصالها

لقد التفاؤل صادقا قد كانا

 

فأهدى لها باقة ورد حمراء،

 

فتمثلت بقول الشاعر:

أهدى لها وردا فأخبر أنه .. في الواردين ولم يكن ورادا

فأرتاح من فرح يطيب وفوده.. وعدا له ورد الحياء فزادا

 

وقال العباس بن الأحنف:

أبغض الآس والخلاف جميعا.. لمكان الخلاف واليأس منها

وأحب التفاح والورد حتى.. لو وزنتيه بالجبال وزنها

أشبها ريقها ونكهة فيها،… فهما يبئان بالطيب عنها

 

وأبدع الظريف اللطيف بقوله:

عشية حياني بورد، كأنه خدود.. أضيفت بعضهن إلى بعض

وولى فعل الخمر في حركاته.. فعال نسيم الريح بالغصن

 

وآجاد صاحب الإحساس أبا نواس:

الورد يضحك والأوتار تصطخب.. والناي يندب أحيانا وينتحب

 

وقال عاشق الورد:

يضحك الورد إلى ورد بخديك مقيم .. جمعا شكلين وفقين لألحاظ النديم

 

وأشاد به وأجد:

سيعلم الورد أني غير ذاكره .. إذا الخدود أعارت حسنها بصري

كم بين ورد مقيم في أماكنه.. وبين ورد قليل المكث في الشجر

هذا جني مصون في منابته.. وذاك ممتهن في كل محتضر

وقال ابن طاهر:

مرت وفي كفها ورد فقلت لها .. حيي محبك ! قالت: عنه لي شغل

فقلت: بخلا، فقالت: قد وهبت له… وردا جنيا، وذا بالكف يبتذل

إن كان لم يجنه منه أنامله،… فقد جنته له الألحاظ والمقل

 

واختم بنص مورد:

تمتع من الورد القليل بقاؤه

فإنك لم يفجعك إلا فناؤه

وودعه بالتقبيل والشم والبكا

وداع حبيب بعد حول لقاؤه

 

الطائف حضارة ووروده نضاره

كتبت احد المربيات رساله تكتب بماء الذهب تقول زوجي الغالي : أخي الغالي : ابني الغالي متابعة حسابي

 

أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء .

‏الصنف الأول :

امرأة قد ابتليت بمرض امرأة العزيز .. قد تجملت و تعطرت و تبرجت ، ولسان حالها يقول : ” هيت لك ” .

 

‏‏الصنف الثاني :

امرأة قد تسترت و تحجبت ولكن ألجأتها الظروف للخروج لقضاء حوائجها ، ولسان حالها يقول : ” حتى يصدر الرعاء و أبونا شيخ كبير ”

‏فمع الصنف الاول [ تصرف كتصرف يوسف عليه السلام ، غض بصرك وقل ” معاذ الله ” ] .

‏ومع الصنف الثاني [ تصرف كتصرف موسى عليه السلام ، قدم المساعدة بأدب ، و امض في حاجتك ” فسقى لهما ثم تولى الى الظل ” ] .

 

‏‏- فإن” عفة يوسف ” كانت سببا في أن أصبح عزيز مصر .

‏‏- و ” شهامة موسى ” كانت سببا في أن رزقه الله الزوجة الصالحة والمأوى .

 

‏‏اللهم ارزقنا العفاف والستر .

 

ملابس المرأة تحكي تربية أبيها ، وغيرة أخيها ، ورجولة زوجها، وحرص ومتابعة والدتها وقبل هذا كله استشعارها بمراقبة الله لها ؛

 

لذلك قالوا لمريم

 

يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوءٍ وَمَا كَانَت أُمُّكِ بَغِيًّا.

ذكروها باخيها وابيها وأمها.

 

ففي صلاح هؤلاء صلاحها.

 

تقول إحدى الفتيات :

عندما أرىٰ فتآة تبرجت وبآلغت في العُري أنظُر لوالديها وأتذكر قوله تعالى

[وقِفوهم إنهم مسؤولون]

فأزيدُ حياء وحشمه منَ أجل ألا تُسأل أمي!!

 

معظم ماحرم الله في الدنيا أباحه في الجنة كالخمر .. إلا (( العري )) فإن الله حرمه في الدارين بل إن من النعيم زيادة التستر

(إن لك ألا تجوع فيها وﻻ تعرى )

 

بصراحة هذا من المواضيع المفيدة التي يجب أن نتراسل بها في وسائل التواصل الاجتماعي رحم الله من نقلها وجعلها في ميزان حسناته.🎀

الصحابي الذي أنزل الله فيه قوله تعالى

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}

 

هو الصحابي أنس بن النضر رضي الله عنه صحابي من الأنصار من بني عدي بن النجار من الخزرج لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر

 

⛔ تخلّف الصحابي الجليل أنس بن النضر عن الانضمام لجيش المسلمين فحزن حزنًا شديدًا وقال والله لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فيما بعد ليرين الله مني ما أصنع وظل في اشتياق إلى الجهاد في سبيل الله حتى جاءت غزوة أُُحد في العام الذي يليه فخرج فيها.. وكما تعلمون ما حدث في هذه الغزوة حيث انكشف المسلمون وجُرح النبي (صلى الله عليه وسلم) وكسرت رباعيته واشيع بين الناس ان النبي قد قُتِل وفي غزوة أحد، ولما وجد فرار المسلمين بعد الهزيمة قال‏اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني قريش فهناك من فرّ من الصحابه وهناك من جلس على الارض‏حزينًا وعمّت الفوضى في جيش المسلمين

ولكن كما يخرج الذهب من بوتقة اللهب المستعر في الأزمات تظهر معادن الأبطال قام أنس بن النضر ليبر

 

بقسمه فلم يأبه بانهزام المسلمين ولم تثنيه الشائعات فقام وحمل سيفه وانطلق كالسهم يُقاتل أعداء الله وبينما هو فى طريقه رأى بعض الصحابة فقال ما يقعدكم

 

قالوا قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال اى سعد والذى نفسى بيده انى لأجد ريح الجنة دون احد ثم انطلق يشق بسيفه جحافل الكفر غير مكترث بكثرتهم وظل يقاتل كي يبر بقسمه حتى اصطفاه الله من الشهداء‏يصف سيدنا سعد بن معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم ما فعله أنس فيقول فما استطعت يا رسول الله ما صنع

 

وبعد المعركة وجدوه وقد قتله الكفار ومثلوا بجثته ووجدوا في جسده أكثر من ثمانين جرح ما بين ضربة بسيف او طعنة برمح أو رمية بسهم، حتى أنهم لم يعرفوه إلا من بنانه

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }

أستشهد الصحابي أنس بن النضر رضي الله عنه وأرضاه ( سنة 3 هـ)

 

المصدر؛ سير الأعلام للذهبي

البداية والنهاية لابن كثير.م.ن

(فلاسفة المؤرخون العرب
قالوا عن التاريخ)

المؤرخون،
حكماء فهم يمتلكون عينًا مدربة ترى خيوط الماضي، وهي تلمع تحت سطح الحاضر، مكونين رؤيا بعيدة المدى بالنسبة للماضي، وبالنسبة للمستقبل.
،،،،
المؤرخ، من يستنطق النصوص، ويفككها، وينقدها، ويسائلها، عن كوامنها ودلالاتها ويقوم على التحقيق والمقابلة، وربط السبب بالنتيجة واستعادة شواهد الماضي، وإعادة الروح فيها والنفاذ إلى أعماقها.
،،،،،،
الأراخ، من يحافظ ولا يلاحظ ولايعي، ناظر دون نظر، مخبرًا بدون خبرة. غير محقق ولامؤرخ.
،،،،،،
التاريخ، النقد التاريخي، هو انتقال من (حقيقة النص، إلى نص الحقيقة).
،،،،،،
التاريخ، يتصدر قمة الأوليات، للأمم والشعوب، حين تقرر النهوض وتهم به، عاقدة العزم على الحركة نحو الاستقرار والتطلع إلى نور المستقبل.
،،،،،،،،
التاريخ، المختبر الحقيقي لصواب الفعل البشري، والمصدر الأساسي، للفقه الحضاري.
،،،،،،،،،
التاريخ، يتتبع سير العقل البشري في شتى مظاهر النشاط اللا إنساني. وهو المفتاح إلى فهم الإنسان وصفاته وأفعاله.
،،،،،،،
التاريخ، يوسع أفق المجتمع، ويرفع مستوى الأخلاق، ويعزز مقومات الوحدة الوطنية.
،،،،،،،،،
التاريخ، يكون باعثًا للإحياء القومي، ومحركًا لطاقات الشعوب ففيه يتمثل الكبرياء الوطني.
،،،،،،،،،،
التاريخ، مهمته تحرير الفكر، من التخلف، والأساطير، والخرافات من أجل نشر الحرية والتنوير والعقل.
،،،،،،،،،
التاريخ، دراسة الماضي في الحاضر بعين واحدة هي مصدر كل المغالطات في التاريخ.
،،،،،،،،،،
التاريخ، لا حقيقة بدون وثيقةّ، ولا تقديس أعمى للوثائق والأحداث، فلابد أن تخضع لصنع (المؤرخ النقدي).
،،،،،،،،،،
التاريخ، يعالج العلاقات السببية بين السابق واللاحق، في الأحداث والقضايا، ويساعد على تقييم الأمور وتقديرها،
وحل كثير من المشكلات المعاصرة.
،،،،،،،،،،
التاريخ، يرينا كيف تتحرك حضارات العالم ونشاهدها، كما يشاهد المتفرج روايات متعاقبة على مسرح كبير،
كلٌ يؤدي دوره ثم يختفي.
،،،،،،،،،،
التاريخ، يعد أحد الدعائم المهمة في المحافظة على الهوية والتراث الحضاري شأنه في ذلك شأن الدين واللغة،
وشواهد التاريخ تدل على مواقف حاسمة في الدفاع عن الهوية الثقافية ضد موجات الغزو الفكري والثقافي.
،،،،،،،،،
التاريخ له دور في سبيل تنمية فكرة التغير والتطور في مواجهة التحديات فلا نستطيع التنبؤ بمستقبل الأحدث،
إلا إذا فهمنا الماضي الجماعي للإنسان.
،،،،،،،،،،،
التاريخ، يستهدف منجم وتجارب الماضي، وموازنته بأحداث الحاضر، ليعلمنا أن كل تحرك لبناء قوة عربية
أو إسلامية تعتبره أمريكا وأوروبا ضد توجهاتها وسيطرتها.
،،،،،،،،
التاريخ، يعلمنا أن العدل والقوة للدولة، كالغذاء للإنسان.
،،،،،،،،،
فاصلة:
يجب أن نسخر ماضينا وتاريخنا بالصورة المثلى لخدمة حاضرنا ، والتحضير لمستقبلنا، وهذا أمر معقول ومشروع، فهو معقول لأننا نملك تاريخًا وتراثًا، قل أن يضاهيهما في ثرائهما وتنوعهما ماضي وتراث أية أمة أخرى.
وهو مشروع لأننا نريد أن يكون حاضرنا ومستقبلنا وليد أيديولوجيات نابعة منا ومعبرة عنا.

قبيلة من الهنود الحمر بأمريكا تتكلم العربية

بقلم / جمال الحوشبي (باحث تاريخي)

 

لقد كنت أتساءل عن سر تلك المظاهر الاجتماعية التي أصبحت شعاراً لعدد من أفراد قبائل الهنود الحمر ، وظهرت في الصور والرسوم المنقولة عنهم ، وبخاصة رفع أيديهم إلى السماء لاستنـزال المطر ، أو توجيه خيامهم باتجاه المشرق دون غيره من الجهات ، وارتداء بعضهم العمامة ، وكذا عن لباس المرأة هناك المشابه للحجاب الذي تلبسه المرأة المسلمة في بعض أقطار المغرب العربي ، والتقارب الكبير معهم في العديد من المظاهر الأخرى .

ومثلما تصاب بالصدمة إثر اكتشاف حقيقة غامضة كنت تبحث عنها ، سوف تعجب حقاً من هوية ذلك الشعب إذا علمت أن اسم واحدة من أكبر قبائلهم التي استوطنت الولايات الشمالية الغربية لأمريكا هو ( مكة ) ، وأن أكثر من 75 مدينة وقرية في مختلف أنحاء أمريكا يعتقد أنها سميت بـ ( مكة ) من قِبل الهنود الحمر !! وهو ما دعى بعض الباحثين من أمثال ( د. يوسف مروة ) و ( د. فيل باري ) الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية إلى اعتقاد أن سبب تنافس تلك القبائل على تسمية مناطقها باسم ( مكة ) ، إضافة إلى تسمية العديد من مدنها وقراها وجبالها بأسماء أخرى مثل مدينة ( عرفة ) هو أحد الأدلة القاطعة على أصولهم الإسلامية التي جاءوا منها ، وعلى معرفة أجدادهم بالإسلام ، واشتياقهم لرؤية الأراضي المقدسة ، وزيارة مكة لأداء مناسك الحج .

ولأنه لم يحفل طريق من الطرق إلى حاضرة من حواضر العالم القديم والحديث بالمسافرين والمشتاقين والمحبين كما حفل به الطريق إلى مكة ، فإن هذا الطريق في المقابل لم يحفل – مع كل أسف – بأي من الدراسات التاريخية العلمية التي تليق بمكانته .

سوف تظل تلك الحفريات والمخطوطات والنقوش النادرة في سهول أمريكا ومرتفعاتها الوعرة التي يتجلى فيها ( الشوق إلى مكة ) والرغبة في أداء مناسك الحج والوقوف بتلك المشاعر المقدسة مفتاحاً لتفسير تاريخ الكثير من الأمم أو القبائل المسلمة التي بادت – أو أبيدت – ، ولا نعلم عنها إلا القليل ، بعيداً عن التشويه الذي طمس تاريخها ؛ ومما يجلّي معالم التاريخ هناك تلك الحقائق والمشاهدات والأحافير التي تم اكتشافها.

نشرت جريدة الهدى العربية التي كانت تصدر في نيويورك أن تجاراً متجولين من الأتراك عثروا في منطقة ( سيمو جوفل)simojovel de Allende الجبلية بالمكسيك على قبيلة تتكلم العربية وتقطن منطقة جبلية منيعة .

كانت تلك القبيلة ما تزال تعيش في عزلة عن العالم ، ولم تتصل بمن حولها ، وظلت محافظة على عاداتها العربية والإسلامية ، وقال أفرادها لأولئك التجار إنهم يقطنون تلك الديار منذ مئات السنين ، وأنهم لا يشتاقون إلى شيء شوقهم إلى زيارة مكة وأداء مناسك الحج ، وزيارة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم،

وذكروا بأنهم لا يسمحون لأحد بدخول منطقتهم ، وأن لديهم أمولاً وتحفاً وآثاراً كثيرة يودون لو استطاعوا إيصالها إلى مكة المكرمة .

كما نقلت مجلة الشروق العربية الصادرة في البرازيل تقرير أحد المسئولين البرازيليين الذي رفعه إلى حكومته ، وأشار فيه إلى وجود مسلمين برازيليين يقطنون مجاهل ولاية ( باهيا ) البرازيلية منذ زمن بعيد ، ويعرفون باسم (الوفائيين ) أو قبيلة الوفاء ، وأن عددهم كبير ، وأنهم يتزايدون بشكل مستمر ، وقد دخلوا إلى البرازيل منذ قرون عديدة ، وأن مزارعهم عامرة بمحاصيل الذرة الصفراء والقرع العسلي ، والفواكه التي تعرف باسم الجوافة والباباي والأناناس .. وغيرها من المحاصيل التي ربما جلبها التجار العرب معهم من ميناء الدار البيضاء في المغرب قبل عام 1100م .

ولا يزال علماء الآثار الأمريكيين في حيرة من تلك النقوش التي اكتشفت بأمريكا الشمالية وتحمل اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعض آيات القرآن الكريم ، وأسماء مكة والمدينة ، والعديد من الأسماء العربية التي تعود إلى صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

لقد كان الطريق إلى مكة والشوق إلى المشاعر المقدسة حلقة الوصل الظاهرة التي جمعت طوائف المسلمين التي استوطنت تلك السهول والبراري الأمريكية الموحشة ، بعد أن نزح عدد من أجدادهم ( الموريسكيون ) من الأندلس خُفية على ظهور القوارب والسفن ، فراراً بأنفسهم وبدينهم من حملات الإبادة التي مورست ضد المسلمين هناك .. بينما جاء عدد آخر من أولئك الرواد تجاراً من جزيرة العرب وأفريقيا إبان ازدهار الملاحة في حاضرة الأندلس الإسلامي ، وانطلقوا محملين بالمحاصيل الزراعية والحيوانات والنقود غرباً .. باتجاه بحر الظلمات ، أو البحر المحيط الذي كان يطلق على المحيط الأطلسي آنذاك ، بعد أن ساد في الناس عدم وجود أرض مسكونة أو شواطئ كلما توغلت في أعماقه السحيقة التي تضربها الظلمة والأعاصير والأمواج العاتية المدمرة طوال العام .

لقد انقطعت أخبار أولئك المسافرين ، ولم يعودوا إلى أرض الوطن بعد رحيلهم ، حتى ظهرت تلك الآثار والدراسات عن قبائل الهنود الحمر ، التي تناولت ممارساتهم الاجتماعية وثقافاتهم وعاداتهم ، وتحدثت عن تظافر اكتشافات النقوش المكتوبة باللغة العربية في سهول تلك القارة وقمم جبالها الوعرة التي قطنوها طوال العقود الغابرة ، مما حدا بعالم الآثار المتخصص بتاريخ أمريكا لما قبل كولمبوس ( باري فل ) أن يصرّح قائلاً : إني لأتوق إلى اليوم الذي يتسلق فيه زملائي العرب جبال ( سييرا ) لزيارة الوهاد المعلّقة هناك ، حيث اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسماء مكة والمدينة تظهر بجلاء منحوتة في صخور أمريكية ، على أيدي بحارة اهتدوا إلى هناك منذ زمن بعيد.

” نونية القرآن ”

القصيدة التي حملت أسماء سور القرآن الكريم

في عام 1979 م/1400هجري نظّم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية مسابقة شعرية بمناسبة مرور 1400 سنة على هجرة النبي صلى اللّٰه عليه و آله و سلم ، فاشترك في هذه المسابقة ألف ومائتان من الشعراء، ولم يكن الفائز الأول في حلبتها عربيا، بل كان إفريقيّا من السنغال شاعر اسمه عبدالله باه.

وفيما يلي قصيدته الفائزة والتي أسماها “نونية القرآن” .

 

والقصيدة تتضمن كل سور القرآن الكريم مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف

لله درك من شاعر

لله درك من مبدع

القصيدة :-

افتح كتاب الله إن الفاتحة

فتحٌ وبرهانٌ وسبع مثاني

بقرٌ وعمران كظلِّ سحابة

وعلى النساء موائد الرحمن

اجعل من الأنعام قُربى وارعها

في ذروة الأعراف والوديان

للهِ أنفال وآل محمدٍ

والتوبة تغشى يونس بأمان

أوما علمت بأنَّ هودا مرسل

وبأنّ يوسف أجمل الشبّان

وإذا سمعت الرعد حنَّ بصوتهِ

فاعلم بأنّ الماء ذو جريان

واسمع لإبراهيم لاتسمع لما

قد قال أهل الحِجر من نُكران

والنحل لمّا ربها أوحى لها

تاقت إلى الإسراء في الأوطان

ولقد علمنا أنّ كهفاً آمناً

وبأنَّ مريم أطهر النسوان

وبأنَّ طهَ أمَّ كلَّ الانبياء

في المسجد الاقصى بلا نقصان

وبأن حج البيت ركنٌ خامس

والمؤمنون أتوهُ في إذعان

والنور يكسوهم لحُسنِ خصالهم

ولهم كمال الوصف في الفرقان

وانهل من الشعراء علماً نافعاً

تكسب لساناً ناطقاً وبيان

واعلم بأنَّ النّمل جاء حديثها

قصصاً وبيت العنكبوت مهانِ

والروم في أدنى البلاد تدنَّسَت

واعمل بما أوصى به لقمان

واسجد لربك خاشعاً متذللاً

واحذر من احزابٍ ذوي خسران

سبأ وفاطر ثمّ ياسين بعدها

والصافات تقي من الشيطان

صادٌ تعلَّم والزمر لاتنسها

غافر ورتّل فُصِلَت باتقان

شورى فالزمها وهذا نهجنا

والزخرف احفظ لاتكُن ولهان

والساعة آتية ومن اشراطها

ماجاء في القرآن من دخّان

وبها ترى كل الخلائق جاثية

حتى قُرى الأحقاف تجتمعان

واعلم بأن محمد فتح الدُنى

والفتح الاعظم جاء بعد ثمان

وأقام في الحجرات طول حياتهِ

ومرتلاً(قافٍ) بكل أوان

والذاريات مفصلاً آياتها

والطور مسكٌ فاح في الاركان

والنجم نورٌ للخلائق تهتدي

وكذا القمر نورٌ من الرحمن

والله أخبر أن يوم الواقعة

فَصلٌ وأن الحكم للديان

جعل الحديد منزلاُ سبحانه

وسمع لخولة يوم يجتدلان

والحشر آتٍ ألف يوم طولهُ

وبه ترى الثقلان يمتحنانِ

وبه ترى الأملاك صفاً واحداً

في يوم جمعة ماله من ثانِ

واهل النفاق تهتكت استارهم

يوم التغابُن يُعرَفُ البهتان

أما الطلاق فلا تبادر لفظهُ

واجعلهُ كالتحريم في الميزانِ

والمُلك لله والقلم مخلوقهُ

الأول تعالى خالق الثقلان

والحآقّة حقٌ ومن أسمائها

يوم المعارج يخسف القمران

نوحٌ نبيٌّ مرسلٌ من ربه

والجِنّ حق جاء في القران

وإذا المزمِّل والمدثر جاءتا

يوم القيامة يبعث الإنسان

والمرسلات أتت تبشّرُ بالنبأ

والنازعات تزلزل الابدان

عبسى من الأعمى فقال الوحي لا

لا يامحمد ياعظيم الشأنِ

وإذا أتى التكوير آن الانفطار

يتلو وللمطففين نيرانِ

وترى انشقاقاً في السما ذات البروج

والطارق الأعلى تراهُ دانِ

وترى وجوهاً ذِكرها في الغاشية

وترى طلوع الفجر في البلدان

والشمس بعد الليل تُشرِقُ بالضحى

والانشراح لفائزٍ بجنان

والتين والزيتون حلوٌ طَلعُها

وبدأ بإقرأ في العلق أمران

في ليلة القدر المبارك أُنزلَت

في الوتر لا في الشفع من رمضان

ثم توالى للرسول منجّماً

والبيّنة في قولنا برهان

وإذا رأيت الأرض حولك زلزلت

والعاديات تصيح في الميدان

لعلمت أن القارعة قد آذنت

فلما التكاثُر يا أخا العرفانِ

والعصر إن الهمز شينٌ فعلهُ

والويل للهمّاز والطعّان

والفيل أدبر في شرودٍ عندما

عجزت قُريشٌ عن حِمى الأوطان

من يمنع الماعون يحرم شربةً

من ماء نهر الكوثر السيّان

والكافرون تنكست راياتهم

والنصر يوم الفتح للإيمانِ

ولقد علمنا أنَّ تبت والمسد

ويلٌ يذوق عذابهُ الزوجانِ

فاحرص على الإخلاص والزم حبلهُ

فبغيرهِ لايقبل الاحسانِ

واعلم بأنَّ الله مالك أمرهِ

ربّ الفلق والناس والأكوان

وبذا أكون قد ختمت قصيدتي

سمّيتها نونية القرآن.

(المؤرخ والنص التاريخي)

يؤمن شماريخ التاريخ بنظرية

(لا تاريخ بدون مؤرخ)، وأن التاريخ من صنع المؤرخ المحترف، المستنطق لعمق النص التاريخي وسبر أغواره، وللتمييز بين هذه الصفة الأصلية الملتصقة بالحرفة، وبين صفات أخرى مكتسبة،

هناك فرق (بين الأراخ والمؤرخ.)

🌷فالأراخ،

كما عرفه فيلسوف النقد التاريخي العروي:

ناظرًا بدون نظر، يحافظ ولا يلاحظ، يحفظ ولا يعي،

فهو فعلًا مجرد آلة وواسطة الماضي حاضر فيه، وبه وهو غائب لا يسمع ولا يعي، فيكون مخبرًا بدون خبرة.

التاريخ موجود كمادة في الأراخ،

ولكن بغياب الأراخ عن نفسه فإن التاريخ، غير موجود.

الأراخ الحافظ، غائب عن نفسه لأنه خاضع للتاريخ كمادة، لأنه حافظ للآثار المادية، المسموعة والمرئية ليست قراءة منهجية،

بل سردًا وجدانيًّا سطحيًّا،غير محقق ولا مؤرخ.

🌷أما المؤرخ،

هو الذي يدرس الإنسان في الماضي

من خلال كل أبعاده،

منتهجًا النقد التاريخي الذي يقوم على التحقيق والمقابلة ووزن قيم الأدلة، وربط السبب بالنتيجة مع التعليل للحوادث وإرجاعها إلى دوافعها؛

فليس التاريخ مجرد استعادة وقائع الماضي، وإنما إعادة الروح إليها والنفاذ إلى أعماقها؛

بذلك تصبح الأحداث حاضرة وتستحيل الوقائع الميتة إلى نبضات حية،

فهو يمتلك عينًا مدربة ترى خيوط الماضي وهي تلمع تحت سطح الحاضر، ووظيفته ليست صحبة الماضي

وإنما استيعابه وفهمه، كمفتاح لفهم الحاضر وبناء المستقبل.

إذن فالتاريخ عملية مستمرة من التفاعل، بين المؤرخ ووقائعه وحوار سرمدي بين الحاضر والماضي،

فالنصوص التاريخية في حقيقتها، نشاط ذهني فكري تحليلي، مولد للتباين

منتج للاختلاف، فالنص التاريخي، لا يقول الحقيقة بل يخلق الحقيقة،

فلا ينبغي التعامل معه بما يقوله وينص عليه،

بل بما يسكت عنه ولا يقوله،

بل بما يخفيه ويستبعده بالنقد التاريخي.

فالمؤرخ المحترف، المتسم بالدقة والأمانة، ليس عبدًا للوثائق،

ولكنه حاصف فطين يفكك النصوص،

ويعيد تكوينها النسيجي؛ فهو ينتقل

من نص الحقيقة إلى حقيقة النص،

وتفكيكه واختراق كثافته الاستكشافية من جديد.

 

ومضة:

الأراخون، الذين يقتاتون من التاريخ ويعرضون حساءً تاريخيًّا فاسدًا وغثا ونفعه قليل.

 

جاك لوغوف..)(منقول).

‏القصيدة التي لم يشتهر منها غير بيت واحد:

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً

ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ

رغم أهمية البيت الذي يليه ولكن الناس لم تُعِره بالا:

وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ

فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

 

كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..

هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..

تمعّنوا بكلماتها ومعانيها:

 

فدَّعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ

وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ

ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ

وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ

دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا

واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ

واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه

لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ

لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ

بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ

والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا

ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ

وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها

دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ

والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا

أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ

وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ

حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ

تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا

ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ

فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها

بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ

صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً

ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ

لا تأمَنِ الدَّهـرَ فإنـهُ

مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ

وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا

مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ

فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ

إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ

واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا

إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ

واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ

واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ

فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ

فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ

وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ

منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ

واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً

فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ

إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ

فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ

وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً

فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ

لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ

حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ

يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ

وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً

ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ

وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ

فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً

إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ

واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ

بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا

ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً

إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ

وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ

ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ

واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ

فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ

والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ

إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ

وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ

نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ

لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ

في الرِّزقِ

بل يشقى الحريصُ ويتعبُ

ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً

والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ

كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ

رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ

وارعَ الأمانةَ * والخيانةَ فاجتنبْ

واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ

وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا

مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ

وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ

أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ

فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ

يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ

كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ

إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ

واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ

يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً

واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ

وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ

وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ

فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا

طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ

،

فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي

فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ .

*( الشهوة الخفية )*

✍ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻦ (ﺃﺣﻤﺪَ ﺑﻦِ ﻣﺴﻜﻴﻦ) ؛ ﺃﺣﺪِ ﻋﻠﻤﺎﺀِ (ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ) ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ،

ﻗﺎﻝ – رحمه الله – : « ﺍﻣﺘُﺤِﻨﺖ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ (ﺳﻨﺔ 219) ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺷﻲﺀ ، ﻭﻟﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻃﻮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ﻳﺨﺴِﻒ ﺑﺎﻟﺠَﻮﻑِ ﺧﺴﻔﺎ، ﻓَﺠَﻤﻌْﺖُ ﻧﻴّﺘﻲ ﻋﻠﻰ (ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ) ﻭﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﺗﺴﺒﺐ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻓﻠﻘﻴﻨﻲ (ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ) ؛ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻨﻴﺘﻲ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ؛ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻲ (رقاﻗﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ) ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻠﻮﻯ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻃﻌﻤﻬﺎ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻱ .

فلما كنت ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻘﻴﺘﻨﻲ (ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺒﻲ) ، ﻓﻨﻈَﺮَﺕْ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮقاقتين ﻭﻗﺎﻟﺖ : « ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻫﺬﺍ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﺟﺎﺋﻊ ، ﻭﻻ‌ ﺻﺒﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ » ، ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲّ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﻧﻈﺮﺓ ﻻ‌ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ، ﻓﺪﻓﻌﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺧﺬﻱ ﻭﺃﻃﻌﻤﻲ ﺍﺑﻨﻚ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻻ‌ ﺻﻔﺮﺍﺀ ، ﻭﺇﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤَﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻓﺪﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﺒﻲ .

ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﺇﺫ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ؛ ﺇﺫ ﻣﺮّ (ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ) ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﺮحا ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻣﺎ ﻳُﺠﻠﺴﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ؟!

ﻗﻠﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻥ الله !

ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ؟!

ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ مِن ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﻭ ﺃﺣﺪٍ ﻣِﻦ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺛﻘﺎﻝٌ ﻭﺃﺣﻤﺎﻝٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﻝ!

ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﺧﺒﺮﻩ ؟!

ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﺃﻭﺩَﻋﻪ ﻣﺎﻻ‌ً ﻣِﻦ (ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ)! ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠّﻞ ، ﻓﺠﺎﺀﻙ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﺤﻪ ﻓﻲ (ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ) .

 

ﻳﻘﻮﻝ (ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ) : ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ، ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎجة ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﻜﻔﻴﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﺟﺮَﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺭِﺯﻗﺎ ، ﺛﻢ ﺍﺗّﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃزيد ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻨﻴﻌﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻞ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻻ‌ ﻳﻨﻘﺺ .

 

ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻗﺪ ﺃعجبتني ﻧﻔﺴﻲ ، ﻭﺳﺮّﻧﻲ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ مُلأَت ﺳِﺠِﻼ‌ﺕُ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔِ ﺑﺤﺴﻨﺎﺗﻲ ، ﻭﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘِﺒﺖُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ من ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ! ﻓﻨﻤﺖُ ﻟﻴﻠﺔً ؛ ﻓﺮﺃيت كأنني ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻤﻮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻭُﺳِّﻌَﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧُﻬﻢ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﺠﺴﻤﺔ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺄﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺨﺰﻳﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ، ﻭﺟﻲﺀ ﺑﻲ ﻟﻮﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ، ﻓﺠُﻌِﻠﺖ ﺳﻴﺌﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻛِﻔﺔ ، ﻭﺃﻟﻘَِﻴﺖ ﺳِﺠﻼ‌ﺕُ ﺣﺴﻨﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ، ﻓﻄﺎﺷﺖ ﺍﻟﺴﺠﻼ‌ﺕ ، ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ .

 

ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻌﻪ ! ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔٍ (ﺷﻬﻮﺓٌ ﺧﻔﻴﺔٌ) ﻣِﻦ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ،ِ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭِ ، ﻭﺣﺐِ ﺍﻟﻤَﺤْﻤﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢُ ﻟﻲ ﺷﻲﺀ، ﻭﻫﻠﻜﺖُ ﻋﻦ ﺣﺠﺘﻲ ، ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗًﺎ : ﺃﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺷﻲﺀ ؟ ﻓﻘﻴﻞ : « بقي ﻫﺬﺍ ، ﻭانا ﺃﻧﻈﺮ ﻷ‌ﺭﻯ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻲ ﻫﺎﻟﻚ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃُﺣﺴِﻦُ بمئةِ ﺩﻳﻨﺎﺭٍ ﺿﺮﺑﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨَﺖ ﻋﻨﻲ ، ﻓﺎﻧﺨﺬﻟﺖ ﺍﻧﺨﺬﺍﻻ‌ً ﺷﺪﻳﺪًﺍ ، ﻓﻮُﺿِﻌَﺖ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻜﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﻨﺰﻝ ﻗﻠﻴﻼ‌ً ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺑﻌﺾَ ﺍﻟﺮﺟﺤﺎﻥ ، ثم ﻭُﺿﻌﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺇﻳﺜﺎﺭﻱ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻲ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺔ ﺗﺮﺟُﺢ ، ﻭﻻ‌ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺟُﺢ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗًﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ” ﻗﺪ ﻧﺠﺎ .قد نجا “.

 

« فلا تحقرنّ من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﺗﻤﺮﺓ » .

 

📝 *خاتمة : ( لا يبقى العمل الصالح في ميزان الحسنات إلا إذا كان خالصاً لله)، فلا تعجب بما فعلت ؛ حتى وإن كان كبيراً فهو مال الله ، قد ابتلانا به ليرى صنيعنا فيه .*

قصة قصيرة .🌸

انتقل زوجان حديثان إلى منزل جديد وشرعا في استكشاف محيطهما الجديد في صباح أحد الأيام، بينما كانت الزوجة الشابة تتناول وجبة الإفطار مع زوجها وقع نظرها على جارتها وهي تنشر الغسيل على حبال الغسيل المقابلة
لاحظت أن الملابس لم تكن ناصعة البياض كما كانت تتوقع، ففلتت تعليقًا: “يبدو أن جارتنا لم تتعلم بعد كيفية غسل الملابس بشكل صحيح، ربما تحتاج إلى منظف أفضل.”
استمع زوجها بهدوء دون تعليق.
تكرر الأمر يومًا بعد يوم ومع كل مرة ترى فيها الجارة تنشر الغسيل، كانت الزوجة الشابة تدلي بنفس الملاحظات السلبية بعد مرور شهر تقريبًا، فوجئت الزوجة في أحد الصباحات برؤية غسيلًا نظيفًا وجميلًا يرفرف على الحبال
التفتت إلى زوجها وقالت: “انظر عزيزي، لقد تعلمت جارتنا أخيرًا الطريقة الصحيحة لغسل الملابس! أتساءل من علمها ذلك؟”
هنا رفع الزوج ابتسامة خفيفة وأجاب:
“أنا من قام بتنظيف نوافذ منزلنا هذا الصباح، يا حبيبتي.”
تلك اللحظة البسيطة كانت بمثابة بَرَقٍ أضاء عقل الزوجة أدركت فجأة كيف أن وجهة نظرها تجاه جارتها كانت مشوبة بالتحيز وأن نظافتها المفترضة للغسيل كانت محجوبة بقذارة نافذة منزلها هي نفسها.

*الحكمــــة*
عندما نحكم على الآخرين – وهو أمر غير اخلاقي أصلاً – نعتمد في كثير من الأحيان على عدسة رؤيتنا الخاصة إن النظرة السلبية أو الأحكام المسبقة تشبه غشاوة على عيوننا تمنعنا من رؤية الواقع كما هو عليه، تمامًا كما ننظف ونصقل نوافذ منزلنا بانتظام علينا أيضًا أن نحرص على صفاء ونظافة قلوبنا وأفكارنا حتى نتمكن من رؤية الآخرين بوضوح تذكر دائما، “حكمك على الآخرين لا يقلل منهم بل يكشف حقيقتك أنت.”
في كثير من الأحيان نحتاج إلى تغير نظاراتنا حتي نستطيع أن نرى الحقيقة
🤔💫